الجزائر , 10-4-2016 (أ ف ب) - اختار رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس الاحد التركيز على "العلاقات الاستراتيجية" بين باريسوالجزائر، خلال زيارته للجزائر التي تقاطعها وسائل اعلام فرنسية احتجاجا على رفض السلطات الجزائرية اعطاء تأشيرات دخول لصحافييها. وردا على الجدال حول رفض السلطات الفرنسية اعطاء تأشيرات دخول لصحافيين من لوموند وشبكة التلفزيون "قنال +" لتغطية زيارة المسؤول الفرنسي قال فالس "لقد وصلت رسالتي" بهذا الصدد. وقام صحافيون فرنسيون انتقلوا الى الجزائر لتغطية الزيارة بتلاوة بيان الاحد خلال المؤتمر الصحافي المشترك بين فالس ونظيره الجزائري عبد المالك سلال. وقالوا في بيانهم "لقد اخذنا خيار اعطاء الاولوية لمهمتنا الاعلامية" عندما قررنا الحضور الى الجزائر، قبل ان يضيفوا "الا اننا حريصون على التعبير عن خلافنا العميق مع هذا القرار (رفض اعطاء تأشيرات) المتعارض مع كل الممارسات، والذي يهدف الى معاقبة وسائل الاعلام هذه". ورد سلال بالقول "تم اتخاذ القرار لأن هذه الجريدة (لوموند) المحترمة والجديرة بالاحترام مست بشرف وهيبة أحد أهم مؤسسات البلد بلا مبرر كون المعلومة التي تناقلتها كانت خاطئة ولا أساس لها من الصحة". واضاف المسؤول الجزائري "تم المساس بأحد رموز هذا البلد وهو رئيس الجمهورية الذي يعرف بأنه كان منذ شبابه أحد أكبر المناضلين من أجل استقلال البلد". وكانت صحيفة لوموند الفرنسية نشرت الثلاثاء على صدر صفحتها الاولى صورة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بين صور اخرى لقادة متهمين بالفساد في اطار فضيحة "اوراق بنما". الا ان الصحيفة اوضحت بعدها ان اسم الرئيس الجزائري لم يرد في هذه المسألة. وقال فالس في محاولة لوقف الجدل حول هذه المسألة "اريد ان اعبر عن احترامي الكبير للرئيس بوتفليقة ودعمنا له". ونقلت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية مساء الاحد ان الرئيس الجزائري استقبل رئيس الحكومة الفرنسية بحضور نظيره الجزائري سلال. بوتفليقة في حال لا تسر عدوا ولا حبيبا وقبل توجهه لزيارة الرئيس الجزائري في مقر اقامته في زرالده الذي يستخدمه مكتبا له بسبب مرضه، (زثارت الصورة التي وزعت للرئيس استياء كبيرا في الجزائريين لأنها أظهرته فعلا في مشهد مذل بسبب اعتلال صحته الذي بلغ حدا لا يمكن إخفاؤه معه ) ، عرج فالس على احد المقاهي في وسط العاصمة حيث احتسى القهوة. وقال لفرانس برس انه كان يتنزه على مقربة من هذا المكان عندما كان ينشط في اطار الدولية الاشتراكية في الثمانينات. وفي مؤتمره الصحافي مع سلال دعا فالس الى "التطلع الى المستقبل" لان "لا شيء يجب ان يعرقل" العلاقات الثنائية بين فرنساوالجزائر التي دخلت في "مرحلة استثنائية منذ العام 2012" عندما قام الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند باول زيارة له الى الجزائر. وقال في ختام اجتماع للجنة الحكومية المشتركة بين البلدين "لا بد من المضي قدما" معتبرا هذه الاجتماعات "دليلا ساطعا" على شهر العسل الجديد بين البلدين الذي توج بتوقيع نحو اربعين اتفاقا. والى جانب سلال ووزير الصناعة الجزائري عبد السلام بوشوارب شارك فالس في توقيع اتفاق لتوسيع مصنع لمعدات سكك الحديد تشارك في ملكيته مجموعة الستوم الفرنسية. وكان فالس صرح في وقت سابق لدى افتتاح منتدى اعمال في الجزائر بان فرنسا "باتت المستثمر الاول في الجزائر خارج قطاع المحروقات، والشريك التجاري الثاني بحجم تبادل لا يتوقف عن الازدياد". واضاف ان فرنسا يجب ان "تبقى الشريك الاقتصادي الاساسي للجزائر". وخلال العام 2015 كانت الصين الشريك التجاري الاول للجزائر بحصة بلغت 14،1% من المبادلات، في حين حلت فرنسا في المرتبة الثانية ب10،9%. وتعاني الجزائر من تراجع في نسبة النمو بسبب انخفاض سعر برميل النفط.