كتبت جريدة "الأحداث المغربية"، الصادرة نهاية الأسبوع، في رد قوي على التصريحات الأخيرة ل"محمد عبادي" الأمين العام لجماعة العدل والإحسان" بوجوب استرجاع دولة الخلافة، أن الدولة المغربية يجب عليها ألا "تبقى مكتوفة الأيدي أمام ما قيل لأنه يفتح علينا جميعا أبواب جحيم لا قبل لنا به". وأضافت الجريدة في افتتاحيتها أن الطبقة السياسية المغربية، وفي "مقدمتها أولئك الذين كانوا يبشرون بالتحالف مع الإخوة في الجماعة، ملزمة بتوضيح موقفها مما قيل لأن ما قيل خطير"، كما طالبت الجريدة المنتسبين للعدل والإحسان، الذين يؤمنون بغير دولة الخلافة، بتوضيح موقفهم من أقوال زعيمهم "محمد عبادي". واعتبرت الافتتاحية أن العدل والإحسان قطعت اليوم خيط الشك باليقين وزعيمها العبادي أعلن اليوم "الولاء لنفس الفكرة المحركة لدولة البغدادي"، مشيرة إلى أن "المغاربة فهموا جيدا الرسالة التي وجهتها إليهم الجماعة في هذه الظرفية بالتحديد، وهم اليوم من يجب أن يردوا عليها وأن يقولوا لها إن كان الناس هنا في المغرب يريدون شيئا شبيها بما جرى في دولة البغدادي وخلافته الكاذبة، أم أن الناس تتشبث بأمنها وأمانها، وبالمسار الديمقراطي الحداثي والمشروع المجتمعي الذي اختاره المغرب بقواه الحية وصوت عليه في دستور 2011 وترفض أن تسلم تجار الدين هؤلاء رقابها لأنها تعرف أن الموت هو الشيء الوحيد الذي ينتظرها في نهاية المطاف". ونقلت الجريدة، في تغطيتها لهذا الحدث، تصريحا عن الكاتب والشاعر "صلاح الوديع" جاء فيه أن ما قاله "عبادي يسوغ بشكل واضح لاستعمال العنق والتقتيل في المجال العمومي، وهو استعمال لقراءة في التراث الديني من أجل تسويغ اختيار سياسي وإديولوجي"، كما اعتبر تصريح زعيم العدل والإحسان "دعوة للفتنة والعالم العربي يعيش ويعاين نتائجها المدمرة للشعوب والدول، وهي مسؤولية معنوية يتحملها كل قائل بمثل هذا التسويغ". ومن جهته، قال الناشط الحقوقي "أحمد عصيد" للجريدة إن ما جاء على لسان "عبادي" يعبر في الواقع عن الأزمة التي يتخبط فيها هذا التنظيم والذي يجعله ممزقا بين رأسين ومشروعين متناقضين تماما، رأس ومشروع يدعو إلى الخلافة والدولة الدينية، ورأس ومشروع يحاول أن يتقرب إلى القوى الديمقراطية في البلاد والتظاهر بأنه يساهم في نفس المشروع الذي هو الانتقال إلى دولة القانون والدولة المدنية الديمقراطية. وسبق أن صرح "محمد عبادي"، الأمين العام لجماعة "العدل والإحسان"، في إطار مجالس الحديث التي تنظمها الجماعة لأنصارها وتبثها قناة "الشاهد" على الانترنيت، إن "السعي لاسترجاع الخلافة يعتبر في الإسلام أم المقاصد، وإنها مسألة حياة أو موت، وإنها الفريضة الكبرى". واعتبر أن أعظم فريضة هي السعي لإقامة الخلافة، لأن تنفيذ كل الفرائض يتوقف على إقامتها، والكل يتمنى إعادتها على منهاج النبوة، قائلا "بدونها لن يكون لنا بيت يأوينا، فهي دار الإسلام التي تدافع عن المسلمين، وتسعى لتحقيق مصالحهم".