تم، مساء الجمعة بمكناس، تقديم العرض ما قبل الأول للفيلم الأمريكي الطويل (النبي) لمخرجه روجي أليرس خلال حفل افتتاح الدورة 15 للمهرجان الدولي لسينما التحريك، الذي انطلقت فعالياته بالعاصمة الإسماعيلية. ويحكي فيلم (النبي) المقتبس عن رواية الكاتب اللبناني جبران خليل جبران، قصة تجري أحداثها بجزيرة متخيلة اسمها (أورفاليس)، حيث تقود الصدفة فتاة صغيرة بكماء لا يتعدى عمرها ثمان سنوات اسمها (ألميترا) إلى التعرف على أحد المعتقلين السياسيين يدعى (مصطفى) وضع رهن الإقامة الجبرية. ويكون هذا اللقاء سببا في نسج علاقة صداقة قوية بين الطفلة ( ألميترا ) ومصطفى المعتقل السياسي رغم أنه جاء في اليوم الذي قررت السلطات فيه إطلاق سراحه. وحين يكون الحرس متوجها بمصطفى نحو الميناء لإركابه الباخرة التي ستقله إلى وطنه الأم يتقاسم أشعاره ونظرته للحياة مع أهالي هذه الجزيرة. وتتمثل الطفلة (ألميترا) البكماء التي كانت تقتفي خلسة أثر مصطفى أشعاره حسيا من خلال صور بديعة تتداخل فيها الألوان والأشكال الهندسية لتقرر بعد إحساسها بأن الحرس يبيتون شيئا آخر لمصطفى غير نقله إلى الباخرة التي سترحله إلى وطنه الأم عمل المستحيل من أجل مساعدة صديقها وإنقاذه. وقد اعتمد مخرج الفيلم روجي أليرس على الأشعار التي يتضمنها مؤلف (النبي) في سيناريو وحبكة هذا العمل الفني إذ من أصل 26 قصيدة يتضمنها الكتاب استغل روجي أليرس ثمانية قصائد تتحدث عن تيمات ( الحب والعمل والحرية والطفولة والأكل والشرب والزواج والخير والشر والموت). كما ظل في عمله الإبداعي وفيا للروحانية التي يحبل بها كتاب (النبي) وطعمها برسوم وأشكال هندسية ولوحات تشكيلية أعطت الحياة للشخوص التي كانت تتحرك وفق نسق تصاعدي كان روجي أليرس يتحكم في إيقاعه حسب المواقف والمنحى الذي يرغب في بلوغه وكذا الرسائل التي يسعى إلى توجيهها. وقال مخرج الفيلم روجي أليرس خلال حفل افتتاح هذه التظاهرة الدولية إنه سعيد بمشاركته في فعاليات هذا المهرجان الدولي كما أنه فخور باختيار المنظمين لهذه التظاهرة تقديم العرض ما قبل الأول لفيلمه (النبي). وأكد على أهمية هذا العمل الفني الذي اقتبسه عن مؤلف (النبي) لجبران خليل جبران الذي صدر سنة 1923 وتمت ترجمته إلى حوالي 40 لغة، كما تم بيع أزيد من 100 مليون نسخة من الكتاب بمختلف دول العالم. وقد لعب المخرج روجي أليرس دورا محوريا في إعداد إخراج ووضع السيناريو للعديد من الأفلام الطويلة في مجال سينما التحريك منذ سنة 1986 من بينها (علاء الدين) و(الجميلة والوحش) و(ترون) وغيرها. كما أخرج لفائدة استديوهات ديزني عدة أفلام بعضها فاز بجوائز عالمية إلى جانب اشتغاله في مجال إبداع البرامج التلفزية الموجهة للأطفال باستديوهات بوستن وتورينتو وطوكيو. يشار إلى أن الدورة 15 للمهرجان الدولي لسينما التحريك الذي ينظمه المعهد الفرنسي بمكناس بشراكة مع "مؤسسة عائشة" يحتفي بمجمل الأعمال الفنية التي أبدعها فنانون موهوبون في ميدان سينما التحريك. وأضحت هذه التظاهرة الفنية والثقافية التي تستمر إلى غاية 30 مارس الجاري موعدا سنويا للفنانين والمهتمين بسينما التحريك للالتقاء والتحاور وتبادل التجارب والخبرات. وتشكل دورة هذه السنة من المهرجان التي يحضرها العديد من المخرجين وكتاب السيناريو والمبدعين من مختلف دول العالم مناسبة لتسليط الضوء على الفيلم الوثائقي التحريكي لاسيما من خلال مسار استرجاعي للمخرجة الرومانية أنكا داميا وكذا معرض ( مذكرات سفر ) للمخرج الفرنسي باستيان دوبوا بالإضافة إلى تقديم عروض سينمائية لأفلام التحريك الصينية مع تنظيم ورشات ولقاءات لتكوين الطلبة المغاربة المنتمين إلى مدارس الفنون والمهارات السمعية والبصرية . ويتضمن البرنامج العام للمهرجان الدولي لسينما التحريك في نسخته الخامسة عشر تنظيم مسابقة دولية لأفلام التحريك القصيرة ( تتراوح مدة كل واحد منها بين 4 و 20 دقيقة ) يشارك فيها 32 فيلما من فرنسا وبلجيكا وألمانيا والبرتغال وروسيا وسويسرا واليابان . وستتبارى الأعمال الإبداعية التي ستقدم في إطار هذه المسابقة من أجل الظفر بست جوائز هي الجائزة الكبرى وجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل فيلم تخرج من معاهد السينما بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم فرانكوفوني وجائزة الجمهور ثم جائزة لجنة الشباب. تصوير بوعلو