نبه المونسينيور لانديل، أسقف الرباط ونائب رئيس شبكة «كاريتاس»، إلى توافد مهاجرين بأعداد ملحوظة من أفريقيا جنوب الصحراء على مدن مغربية جديدة من مثل مراكش وفاس ومكناس وأكادير بعد أن كان استقرارهم يهم الرباطوالبيضاءوطنجة بشكل خاص. ونبه أيضا إلى توافد الأطفال والقاصرين منهم خاصة. وأشار المسؤول الكنيسي، الذي كان يتحدث يوم الإثنين 21 مارس 2016 بمعهد الموافقة بالرباط بمناسبة اختتام برنامج «دعم حقوق المهاجرين الجنوب صحراويين بالمغرب» وتوقيع اتفاقية إطار بين شبكة «كاريتاس» والتعاون الوطني المغربي، إلى أن هجرة الجنوب صحراويين «مشكل مركب وصعب يستوجب عملا مشتركا بين الجهات المعنية الرسمية والمدنية والخيرية ومتناغما لأجل الاستجابة لمتطلبات وحاجيات المهاجرين بشكل ناجع وفعال». وإذ نوه كل من المونيسنيور لانديل أسقف الرباط، ونظيره المونسينيور أغريلو، أسقف طنجة، بالتطور الحاصل في السياق المغربي في تدبير ملف الهجرة، وأكدا أن سياسة الهجرة المعتمدة من قبل المغرب منذ 2014 متمثلة في الاستيراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، شرعت تأتي ثمارها كدعامة أساسية لأجل ولوج هذه الفئة لحقوقها الإنسانية الأساسية من قبيل التسوية الإدارية لأوضاع المهاجرين والتعليم والصحة، إلا أنهما قالا إن «مشاكل المهاجرين تحتد على المناطق الحدودية بشكل أكبر». ومن جهته، أكد المدير العام للتعاون الوطني، عبد المنعم المدني، أن المؤسسة المغربية، وبموجب الاتفاقية الإطار، تضع رهن إشارة الشبكة «تجربتها في الاشتغال إلى جانب المهاجرين الجنوب صحراويين وعملها لتأهيلهم لأجل الاندماج في المجال المهني والسوسيو اقتصادي المغربي». إذ تحدث المدير العام للتعاون الوطني، في هذا السياق، عن المبادرة التجريبية، التي انخرط التعاون الوطني فيها مؤخرا متمثلة في الفتح التدريجي لمراكز التكوين التابعة له أمام المهاجرين من جنوب الصحراء. وقد كشف تقرير لشبكة «كاريتاس» المغرب، التي هي مؤسسة خيرية كنيسية (تضم كل من كاريتاس اسبانيا وكاريتاس إيطاليا وكاريتاس ألمانيا والسوكور كاتوليك) تتوفر على 3 مراكز بكل من الرباطوالبيضاءوطنجة، عن استقبال أزيد من 422 قاصرا خلال سنة 2015 مقابل 115 فقط برسم 2013. وسجل ارتفاع نسبة الأطفال ضمن الأشخاص المستقبلين من قبل المراكز الثلاثة، والذين يُقدر متوسط عددهم السنوي ب 3400 مهاجرا جنوب صحراويا، إلى 23 في المائة برسم 2015 . وربط التقرير، الذي يقدم حصيلة برنامج «دعم احترام حقوق المهاجرين الجنوب صحراويين بالمغرب» الممول من قبل الاتحاد الأوروبي بغلاف مالي قدره مليون و160 ألف أورو والذي امتد مابين 2013 و 2015 وذلك بشراكة مع الكونفيدرالية السويسرية وشبكة كاريتاس، ارتفاع نسبة الأطفال ضمن مجموع الأشخاص، الذين يستفيدون من خدمات المراكز التابعة ل«كاريتاس»، وبشكل أساسي، إلى «توافد استثنائي لقاصرين غير مصحوبين من قبل بالغين على مركز الرباط» حيث أوضح أن أعمارهم تتجاوز الثالثة عشرة سنة. فيما ذكر أن باقي الأطفال، تم تسجيل توافدهم على مركزي البيضاءوطنجة خاصة، ويتشكلون من رضع تتراوح أعمارهم بين صفر شهر وسنتين، والذين ترافقهم أمهاتهم، العازبات، في بعض الحالات. وأوضح أن نسبة كبيرة من هؤلاء الرضع رأت النور في طريق الهجرة نحو المغرب. هذا فضلا عن تسجيله لكون النساء المهاجرات هن الفئة الأكثر هشاشة مقارنة مع الرجال، الذين يسجلون نسبة أعلى ضمن المهاجرين تصل إلى 74 في المائة من مجموع المهاجرين مقابل 26 في المائة من النساء برسم 2015. وإلى ذلك، أبرز ذات التقرير أن ثلث المهاجرين الجنوب صحراويين، يعيشون بالمغرب منذ أقل من سنة عند تسجيلهم بالمراكز الثلاثة التابعة لشبكة «كاريتاس». وذكر _أن نسبة ضئيلة منهم تعاود طلب الاستفادة من خدمات الشبكة بعد مضي 5 سنوات من الاستقرار بالمغرب وهو ما فسره التقرير بمراوغة المهاجرين للسلطات المتتبعة لدفق الهجرة عبر أو إلى المغرب، أو تحقق الاستقلالية للمهاجرين، الذين لا يعودون في حاجة إلى دعم المنظمات غير الحكومية بعد مرور سنوات على الاستقرار. وتتوزع أصول 90 من المائة من المهاجرين، الذين تم استقبالهم في المراكز الثلاثة التابعة لشبكة «كاريتاس» مابين 2013 و 2015، بين 7 جنسيات هي نيجيريا، ومالي، والسينغال، والكونغو الديمقراطية، والكوتديفوار، وغينيا كوناكري، ثم الكاميرون، التي تستأثر بحصة الأسد ضمن أعداد مهاجريها المستقرين بالمغرب.