انقلبت الندوة الصحفية التي عقدها الفنان إيلام الجاي أول أمس الاثنين بالدار البيضاء، من لقاء تواصلي إلى مواجهة ساخنة بينه وبين ممثلي الصحافة الوطنية الذين تمت استضافتهم لهذا الحدث.. والسبب النقاش الذي تحول إلى سجال حول الدويتو الأخير الذي طرحه والذي جمعه بالفنانة الراحلة رجاء بلمليح، وما أثاره الموضوع من أخذ ورد بسبب أحقية إيلام الجاي في أداء عمل مماثل بالنظر إلى مستواه الفني وكيفية أدائه وأمور أخرى متعلقة به شكلا ومضمونا.. الندوة، وكما برمج فقراتها منظموها، كان متوقعا أن تكون مناسبة يتم فيها التوقف عند أهم محطات مسار إيلام الجاي الذي ابتدأ فعليا سنة 1996 والحديث عن مرحلة البدايات ثم الانتشار والاشتغال الفني خارج المغرب مرورا إلى التعاقد مع كبريات شركات الإنتاج الفني العالمية، قبل العودة مجددا إلى أرض الوطن رغبة في الاستثمار الفني ثم التعامل المشترك والإنتاج الفني لفائدة محمد الريفي خريج برنامج "إكس فاكتور"، قبل وقف هذا المشروع الفني بين الطرفين.. وهي كلها محاور ناقشتها الزميلة كوثر بودراجة مع إيلام الجاي، بذكاء كبير وتسيير جيد قبل أن ترتفع درجة حرارة الندوة ويرتفع ضغطها حيث جواب إيلام الجاي عن سؤال كوثر المتعلق بردود الفعل الإعلامية التي خلفها طرح أغنيته الأخيرة رفقة الراحلة رجاء بلمليح.. ليوضح الجاي أن مجمل المواكبات الصحفية التي صاحبت العمل الفني ذاته كانت إيجابية باستثناء مقالين، وهما الصادران بجريدتنا "الأحداث المغربية"… ولحضور جريدة "الأحداث المغربية" وموقع "أحداث أنفو" في الندوة، فكان لزاما أن نوضح للفنان إيلام الجاي أننا موجودون في الندوة، مذكرين بأن الأمر يتعلق بمقال رأي بخصوص الأغنية، أعقبه حوار ثاني أجريناه عبر الهاتف مع زوج الراحلة رجاء بلمليح بهذا الخصوص وأوضح فيه الأخير عدم اتصال إيلام الجاي به لاستئذانه قبل طرح الأغنية باعتباره صاحبة الشركة المنتجة المتعاقدة مع رجاء قيد حياتها . ولم تتوقف الندوة عند حدود المقابلة الثنائية بين إيلام الجاي وممثلة جريدة "الأحداث المغربية"، بل إن الأخير ذهب إلى حد الإدلاء بمقال كانت نشرته جريدة "الصباح" (موقع من قبل الصحافية إكرام زايد) يهم أغنية مشتركة بين إيلام الجاي والراحلة رجاء.. وهي النقطة التي أفاضت كأس الصحافيين الحاضرين، من خلال تدخل الزميلات نورا الفواري من جريدة "الصباح" وسميرة عثماني من جريدة "الأخبار" وكريمة رشدي من مجلة "بسمة".. وعلى سبيل الختم المؤقت لهذا الموضوع، فإن النقاش توقف بين إيلام الجاي والصحافيات الحاضرات في الندوة عند هاته الحدود، قبل أن تمنح الكلمة لشقيق الفنانة الراحلة رجاء بلمليح الذي ذكر أنه كان على علم بمشروع الأغنية التي جمعت شقيقته الراحلة بإيلام الجاي، وأنه لم يرفض طلب الأخير في طرحها أخيرا تكريما لروح شقيقته، مع التأكيد أن ريع المداخيل التي سيحققها العمل ستخصص لمرضى السرطان وللجمعيات التي تعنى بهذه الفئات.. إيلام الجاي: سأدلي بكل الوثائق القانونية اللازمة في حالة إحالة الموضوع على القضاء التقت «الأحداث المغربية» بالفنان إيلام الجاي في حوار خاص، تحدث فيه عن أسباب طرحه حاليا لأغنيته مع الراحلة رجاء بلمليح، ومدى امتلاكه لوثائق قانونية تمنحه الحق في تقديم هذا العمل الغنائير بعد مرور تسع سنوات من وفاة الراحلة.. إضافة إلى تقييمه للأصداء الجماهيرية التي خلفتها أغنيته والراحلة رجاء بلمليح، ومدى رغبته في اختلاق ضجة حول عمل أثير حوله كثير من اللغط بين مؤيد ومعارض.. * هل تعتبر أن أغنيتك مع الراحلة رجاء بلمليح ناجحة جماهيريا؟ ** أشعر بالنجاح حين ألمس تأثر الناس والجمهور عقب سماع الأغنية عبر المحطات الإذاعية، هذا هو المهم بالنسبة إلي.. أما النجاح الذي يتم الحديث عنه اليوم والذي يقاس بملايين المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي واليوتوب فلا يعنيني أمره، لأنه يهمني أن يسمع الأغنية عشر أشخاص ويعجبون بها حقا. * ماهي الصفة التي تدخل بها شقيق الراحلة في الندوة؟ ** قبل طرح الأغنية بحثت عن المقربين من الراحلة رجاء بلمليح في المغرب، وكان أفراد أسرتها أول من التقيتهم .. وبعد اللقاء بشقيقها والحديث معه بشأن إطلاق الأغنية، أخبرني أنه يعلم بالخبر وأن الراحلة كانت أخبرته بالموضوع وبنيتها في طرح الأغنية قبل أن يداهمها الموت.. ولحد الآن، الأغنية لم تصدر على موقع «اليويتوب».. * تتلكم عن الجانب الأخلاقي هنا، ماذا عن الجانب القانوني وهل تمتلك وثائق تفيد أحقيتك في طرح الأغنية؟ ** لدي كل الوثائق التي تثبت أحقيتي في أداء الأغنية، والكل يعلم أن هناك قوانين دولية تحمي حقوق مختلف الأطراف التي تشارك في تنفيذ الأغنية سواء كاتب الكلمات أو الملحن أو الموزع أو المنتج، وعندما يطرح مشكل في القضاء فكل طرف يدلي بالوثائق المطلوبة، والتي تبين وتضمن حقوقه وحينها سأدلي بكل الوثائق القانونية اللازمة.. أنا منتج الأغنية وصاحب المشروع وسجلنا العمل أنا والراحلة رجاء بمليح، وأمتلك كل التسجيلات التي تبين تواريخها ومواقيتها وكل التفاصيل التي صاحبت التسجيل بشكل دقيق.. وهنا أقول إن الراحلة رجاء سجلت الأغنية في مدة وجيزة، لأن الأمر يتعلق بفنانة محترفة ومتمرسة لها خبرتها الطويلة في الغناء.. * ألم تصدر الأغنية في هذا التوقيت رغبة في خلق ال Buzz؟ ** يخلق الضجة من ليس لديه رصيد فني ولا حضور فني، ولا علاقة له أصلا بالفن، بل إن هناك فنانين يدفعون مبالغ ضخمة من أجل ضجة مفتعلة.. في الوقت الذي اشتغلت على العمل، كما أني فنان ومنتج نفذت العمل واستغرق مني وقتا كبيرا لإنجازه قبل طرحه.. * ألم يكن طرح الأغنية مدروسا من قبلك؟ ** لو كان الأمر كذلك لطرحت الأغنية في البداية بدل أغنية «حيجنني» مثلا ولكانت عودتي للساحة المغربية من خلالها سنة 2004، وليس اليوم خصوصا أن إنتاجها والترويج لها كلفني كثيرا من الأموال والجهد.. * هل تعتزم القيام بخطوة عملية تجاه روح الراحلة رجاء بلمليح من خلال هذا العمل؟ ** هدفي أن تعود رجاء بلمليح للواجهة ويتكلم عنها الجمهور، أما الأرباح والمداخيل التي ستحققها الأغنية عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي واليوتوب و«السبونسورينغ» فستعود إلى مرضى السرطان، وسأناقش الأمر مع إحدى الجمعيات بهدف إحياء حفل أو حفلين مجانا يخصص ريعهما لفائدة هذه الفئة.. اكرام زايد