يعد معهد البحث في السرطان، الذي أشرفت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى رئيسة مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، على تدشينه يوم الاثنين بفاس، أول مؤسسة ذات نفع عام بالمغرب موجهة لخدمة الباحثين في أمراض السرطان. وسيشكل هذا المعهد، الذي يعد الأول من نوعه بالمغرب وإفريقيا، أحد المؤسسات الأكاديمية الكبرى في مجال تكوين الكفاءات الطبية والعلمية ذات المستوى العالي في ميدان البحث في السرطان. وقد تم تشييد هذا المعهد، وهو ثمرة تعاون وشراكة بين مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر ووزارة الصحة، على مساحة أرضية قدمها المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، وذلك بغلاف مالي بلغ 15 مليون درهم ممولة بالكامل من طرف مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان. ويتعلق الأمر بقطب سيمكن من احتضان فرق البحث في ميدان السرطان سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، باعتباره سيشرف على تنفيذ مشاريع مهمة في مجال البحث العلمي بشراكة وتعاون مع مجموعة من الشركاء والمتدخلين وذلك من بداية تداول فكرة المشروع إلى حين نشر نتائجه والإعلان عنها. كما ستسهر هذه المؤسسة العملية البحثة على دعم وتعزيز مختلف المبادرات والأنشطة العلمية من خلال مجموعة من الآليات كتنظيم الملتقيات والمؤتمرات، سواء بالمغرب أو بالخارج، وعقد شراكات علمية مع المعاهد والمختبرات والمؤسسات الدولية التي تعمل في نفس القطاع، بالإضافة إلى تنمية وتطوير شبكات التواصل والمراقبة وتطوير البحث التشاركي مع المهنيين سواء في القطاع العام أو الخاص. وقد تم إحداث هذا المعهد الذي سينفرد بإطار قانوني مميز وبنظام تسيير خاص، بهدف إنجاز مشاريع ذات جودة علمية عالية تمكنه من لعب أدوار طلائعية في تطوير البحث العلمي حول السرطان على الصعيد الوطني والأرومتوسطي ومنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا (مينا)، بالإضافة إلى إسهامه في خلق فرص عمل جديدة بتوفير كفاءات طبية وعلمية ذات تكوين عالي. ويتوفر هذا المعهد على العديد من الوحدات المتخصصة في البحث والتكوين، التي ستعنى بمهام البحث العلمي في مجال السرطان، من أجل تطوير البحث العلمي والعمل على إيجاد أدوية جديدة ومبتكرة تمكن من تحقيق نسب كبيرة للعلاج لصالح المرضى المصابين بداء السرطان، وذلك في إطار مقاربة شاملة ومندمجة لهذا الداء. وسيستفيد من خدمات المعهد المواطنون، وكذا المرضى وعائلاتهم إلى جانب المهنيين العاملين في مجال الصحة والباحثين وأصحاب القرار، وبالتالي ستقوم هذه المؤسسة بدور محوري في ميدان تسريع عمليات البحث العلمي حول داء السرطان من خلال مقاربة شمولية ومندمجة، تهم مختلف العاملين والمتدخلين في القطاعات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، مع الأخذ بعين الاعتبار لمختلف مجالات التدخل الأخرى (البحث والتكوين وتقديم العلاجات). كما يهدف هذا المعهد، الذي تم تأسيسه بفضل شراكة بين القطاعين العام والخاص، إلى تنمية وتطوير مقاربة فعالة لتدخلات مختلف الفاعلين المؤسساتيين والصناعيين، وكذا الفاعلين في مجال البحث العلمي، خاصة بهدف تطوير المعارف والخبرات الوطنية في الميادين العلمية والتكنولوجية واللوجستية (الجامعات مراكز البحث الصناعات الصيدلانية) وذلك وفق أحدث المعايير والمواصفات الدولية. ويندرج بناء معهد البحث في السرطان في إطار الجهود التي تبذلها مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، التي وضعت مخططا وطنيا للوقاية وعلاج ومراقبة السرطان (2010 / 2019 ) جعل من التكوين والبحث العلمي رافعتين أساسيتين لمكافحة داء السرطان بالمغرب. وترتكز الاستراتيجية التي اعتمدها هذا المخطط على تنزيل مجموعة من الإجراءات والتدابير التي تصب جميعها في تفعيل مختلف الأنشطة التي تهم تنمية وتطوير البحث العلمي حول داء السرطان من أجل الاستجابة للحاجيات التكنولوجية الضرورية، وذلك بهدف ضمان فعالية ونجاعة في مجال محاربة هذا الداء خاصة في ما يتعلق بطرق الوقاية منه، وكذا الكشف المبكر والتشخيص والعلاج. ومن بين المهام التي ستعهد إلى هذه المؤسسة تنمية وتطوير وتثمين البحث العلمي والتكوين في مجال داء السرطان، بالإضافة إلى تكثيف علاقات التعاون والشراكة مع المؤسسات والمعاهد الدولية في مجال البحث العلمي والتقني حول محاربة هذا المرض. معهد البحث في السرطان بفاس يؤسس لمرحلة جديدة في محاربة هذا الداء بالمغرب قالت الكاتبة العامة لمؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان لطيفة العابدة، إن معهد البحث في السرطان الذي أشرفت على تدشينه صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى، رئيسة مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، يوم الاثنين بمدينة فاس، يؤسس لمرحلة جديدة في محاربة داء السرطان بالمغرب. وأضافت العابدة، في تصريح للصحافة على هامش حفل تدشين هذا المعهد، أن هذه المرحلة الجديدة ستتميز ببناء سياسات الوقاية والعلاج على معطيات علمية دقيقة سيعمل هذا المعهد، من خلال الكفاءات العلمية التي تشتغل به، على توفيرها. وأوضحت أنه من شأن هذا المعهد، الذي يعد الأول من نوعه على الصعيد الوطني والإفريقي، أن يرفع من جودة ومن مردودية التدخلات في مجال مكافحة هذا الداء. من جهته، أكد مدير معهد البحث في السرطان فؤاد الزواق أن المعهد، هو مؤسسة فريدة من نوعها بالمغرب وإفريقيا والشرق الأوسط حيث سيعمل على تطوير البحث العلمي في مجال السرطان وتنسيقه على المستوى الوطني مع الانفتاح على العالم خصوصا بمنطقة والشرق الوسط وإفريقيا. وأضاف الزواق، في تصريح مماثل، أن المعهد، الذي يتميز تنظيمه بتوفره على مجلس إداري ومجلس علمي يضم 15 من الباحثين المرموقين في ميدان محاربة السرطان من المغرب والخارج، سيكون مؤسسة لتسيير وتطوير البحث العلمي بالمغرب على مستوى جميع مؤسسات البحث، وكذا بالمراكز الاستشفائية الجامعية، مشيرا إلى أن المعهد سيركز على ميدان البحث السريري، وكذا على ميدان الأبحاث الإبيديمولوجية. وأوضح أن انطلاقة العمل بهذا المعهد ستكون موفقة لأنه استفاد من جهة من الأعمال الكبرى التي قامت بها مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان في ميدان الوقاية والعلاج من هذا الداء، وكذا من السمعة الطيبة التي حققها المغرب في مجال البحث العلمي في السرطان والتي جاءت نتيجة العمل الكبير الذي يقوم به المجلس العلمي للمؤسسة. وبدورها، أكدت كريمة الغازي مديرة الدراسات وبرامج الأبحاث بمعهد البحث في السرطان أن هذه المؤسسة تشتغل حاليا على البرامج الخاصة بمحاربة داء السرطان التي اطلقتها مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، مشيرة إلى أن المعهد سيطلق في الأيام القليلة المقبلة طلبات مشاريع برسم سنة 2016 حول الأبحاث التي سيتم إنجازها بخصوص داء السرطان. وأضافت أن المعهد قام بشراكة مع مؤسسات وهيئات دولية، خاصة المركز الدولي للبحث في السرطان، بتنفيذ مشاريع أبحاث حول هذا الداء، مسجلة أنه من بين المهام التي ستتكفل بها هذه المؤسسة المختصة في البحث العلمي تنمية وتطوير وتنسيق مختلف الأنشطة والمبادرات التي تهم مجال الأبحاث العلمية والتقنية الخاصة بداء السرطان سواء على الصعيد الوطني أو الدولي. وقالت إن المعهد كان قد شرع في أنشطته من خلال إطلاق وحدتين تتمثل الأولى في وحدة إيكلينيكية وإبيديمولوجية بينما تهم الوحدة الثانية الصحة العمومية. يشار إلى أن معهد البحث في السرطان يعد مؤسسة ذات نفع عام تتمتع بالاستقلالية المالية والعلمية يمثلها كل من المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ومؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان. ويهتم هذا المعهد في إطار المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان بمجالات الوقاية والكشف المبكر والتكفل والعلاجات المسكنة ومصاحبة المرضى أثناء فترة العلاج، وكلها تدابير تستهدف بالدرجة الأولى المواطن ومرضى السرطان وذويهم. ويطمح هذا المعهد، وهو مؤسسة فريدة من نوعها بالمغرب وإفريقيا، إلى لعب دور ريادي في تطوير البحث في مجال تخصصه، وإلى أن يصبح وجهة مفضلة للاستثمارات وتتبع مشاريع البحث في هذا المجال في جميع مراحلها. كما تسعى هذه المؤسسة التي تتشكل من مجلس إداري ومجلس علمي يضم مجموعة من الخبراء والإخصائيين من المغرب والخارج الى دعم وتطوير والرفع من قيمة البحث العلمي سواء على المستوى التنظيمي أو العلمي. ويتبنى معهد البحث في السرطان مقاربة شمولية في محاربة السرطان تأخذ بعين الاعتبار جميع المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية وتجعل من البحث والتكوين والعلاج مجالات تدخله يساعده في ذلك أنه مؤسسة ذات نفع عام تتمتع بالاستقلالية المالية والعلمية.