أكد مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيا الرقمية، اليوم الاثنين بمراكش، أن المغرب، يدرك أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وخاصة الإنترنت، تعد محفز للنمو الاقتصادي، ليس فقط بالنسبة للقطاع الخاص، ولكن أيضا للقطاع العام، مضيفا أن الانترنت يعد وسيلة فعالة لمعالجة وتحديث الإدارة وخلق فرص العمل وتحسين نوعية حياة المواطنين. وقال العلمي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للدورة ال 55 لاجتماع مؤسسة "الأنترنيت للأسماء والأرقام المخصصة" (آيكان) التي تنعقد ما بين 7 و 10 مارس بمراكش، إن "المملكة المغربية، التي انضمت في وقت مبكر لمؤسسة "الأنترنيت للأسماء والأرقام المخصصة" (آيكان) ICANN تأخذ بعين الاعتبار أهمية التقدم والانفتاح لترسيخ نموذج يعتمد تعدد الأطراف في إدارة موارد نظام الإنترنت العالمي". وأوضح العلمي في معرض حديثه أنه في الآونة الأخيرة، شرع المغرب في برنامج التحديث الجديد لتحسين البنية التحتية للاتصالات الالكترونية، مؤكدا أن الهدف المنشود هو الوصول في المدى القصير، هو 65٪ من السكان على اتصال بالإنترنت عالية السرعة أي ما يعادل 2 ميغابت في الثانية و 100في المائة من المدارس العامة المتصلة بالإنترنت فائق السرعة أي 2 ميغابت في الثانية إلى المدى المتوسط، في أفق ضمان الوصول إلى بقية السكان مع الانترنت بسرعة عالية. وأضاف المسؤول الحكومي، الذي كان يتحدث أمام عدد من وزراء الاتصالات والتكنولوجيا والصناعة من جميع أنحاء العالم أن رغبة أعلى هرم في السلطة في الدولة، جعلت المغرب يعتمد منذ تسعينات القرن الماضي سياسة استباقية على أساس الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وإنشاء بيئة عمل مواتية للاستثمار. وكانت هذه السياسة المتاحة في عدة مخططات والاستراتيجيات جعلت هذا القطاع رافعة للنمو الاقتصادي والتحول بالنسبة للمجتمع المغربي، وفق قول الوزير، الذي أضاف أن هذه "الاستراتيجيات استهدفت على حد سواء تطوير البنية التحتية الرقمية، وتحفيز استخدام التكنولوجيا الرقمية لجميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية للبلد، وتطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتهيئة الظروف الثقة الرقمية وحماية خصوصية مستخدمي الإنترنت وفقا للمعايير الدولية". واعتبر المتحدث نفسه أن تطور الإنترنت في العالم يمثل مؤشرا أساسيا لمحورية الموارد في تحفيز النمو الاقتصادي للدول. وتطورا ملحوظا من الاتصال، الذي يعرض الآن أكثر من 3.2 مليار شخص عبر الإنترنت، والتقدم التكنولوجي وتركيز أكثر من 90٪ عائدات في البلدان المتقدمة، كلها عوامل تجعل وضع حوكمة الإنترنت في قلب السياسات الدولية والوطنية. أما رئيس منظمة "آيكان" فادي شحادة، فأكد أن الدورة ال 55 لهذه المنظمة، والتي تجمع أكثر من 2000 شخص، ستضع المغرب ضمن الخريطة الرقمية للعالم للسنوات المقبلة. وأضاف شحادة في مداخلته خلال الجلسة الافتتاحية أن المساهمة التامة ونوعية المشاركة المغربية في هذا الحدث مكن من تغيير طبيعة هذا الاجتماع ليصبح ملتقى دولي بإفريقيا. وقال إنه انطلاقا من مراكش، سيقدم للمسؤولين الأمريكيين مقترح تم اعداده من قبل الجميع لإبراز أن منظمة «آيكان» أصبحت مستعدة لتكون مستقلة ورهن إشارة كل بلدان العالم، فضلا عن الإعلان عن إحداث أول مكتب لهذه المنظمة بإفريقيا. وتعمل منظمة (الأيكان) على سلامة واستقرار التنسيق العالمي لنظام التحديد الفريد للإنترنت، كما تسهر على إدارة مجموعة من الموارد الأساسية للأنترنت من قبيل عناوين بروتوكول الأنترنت (إي بي) ونظام خوادم أسماء المجال الجدري الذي بفضله تعمل أسماء المجال.