اتهمت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين الحكومة بالاستخفاف والاستهتار بالمقترحات التي تقدمت بها والمناورة من أجل التملص من إيجاد حلول توافقية ترضي الطرفين. وقررت تنظيم مسيرة وطنية يوم الأحد 20 مارس الجاري في الدارالبيضاء. وقال توفيق دحو، عضو التنسيقية الوطنية، في الندوة الصحفية التي احتضنها مقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية، إن اللقاء صباح اليوم الأربعاء 2 مارس، الذي جمع الأساتذة ورئيس الحكومة، عبد الاله بن كيران، «لم يكن من أجل التحاور ومناقشة المقترحات بل لقاءا إخباريا»، نافيا أن «يكون بن كيران قد هدد الأساتذة بإمكانية فقدانهم لوظائفهم». وأضاف دحو أن «بن كيران طالب الأساتذة بتقديم مقترحات أخرى وتحديد لقاء آخر من أجل التفاوض عليها»، مؤكدا أن التنسيقية متشبتة بالحوار شريطة أن يكون مع مؤسسات مسؤولة وبحضور النقابات، حسب قوله. أما محمد بوهوش، عضو التنسيقية، فأوضح أن «تعاطي الدولة مع الملف لم يقتصر فقط على المناورات الحكومية أو الاستهتار بكرامة شريحة نخبوية مثقفة من المواطنين المغربة، بل أضيف إلى ذلك مقاربة قمعية همجية طالت نضالات الأساتذة المتدربين»، حسب قوله. وأردف بوهوش حديثه بالقول أن «الصمود البطولي للأساتذة المتدربين وعدم حيدهم عن إطارهم المستقل، أسفر عن تعضيد الدولة لعنفها بمقاربة الترهيب والبلطجة في أكثر من محطة نضالية». نقابات التعليم دخلت على الخط وقدمت مقترحات تقنية باعتبار أن الملف تجاوز الخلفية السياسية، حسب ما قال الكاتب الوطني للجامعة الحرة للتعليم، يوسف علاكوش، الذي أضاف أن «ست من النقابات التعليمية أجمعت على ضرورة إيجاد حلول للقضية قبل الدخول المدرسي المقبل بسبب الخصاص الذي سيعرفه القطاع في حالة عدم توظيف هذا الفوج من الأساتذة المتدربين». وأكد المتحدث نفسه أن «النقابات الست تسعى إلى طي هذا الملف والمساهمة في تدبير الخصاص الذي يعرفه القطاع منذ سنوات من خلال التوظيف المباشر»، مضيفا أن «النقابات ستحاول إقناع رئيس الحكومة بضرورة توظيف الفوج بأكمله الذي يبلغ عدده 10 آلاف دفعة واحدة، عوض دفعتين، مع إرجاء التسوية المالية إلى مطلع عام 2017. واستطرد النقابي أن هذه المبادرة تروم إلى استمرار التفاوض على التفاصيل التقنية حول الضمانات المقدمة والتي ستكفل إثبات حق التوظيف ابتداء من شتنبر، مع ما يتطلبه الأمر من إجراءات إدارية مصاحبة» . هذا وقررت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، والذين يقاطعون الدراسة منذ أزيد من أربعة أشهر، خوض عدة أشكالا احتجاجية جديدة للضغط على الحكومة، قصد الاستجابة لمطالبهم التي يصفونها ب«المشروعة». وأوضح بيان للتنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين أنهم يعتزمون تنظيم وقفات أمام المساجد والثانويات والجامعات بمختلف المدن، وكذلك مسيرات مسائية باتجاه الأحياء الشعبية.