كان جمهور "روكسي" على موعد زوال يوم أول أمس الثلاثاء على موعد مع عرض فيلم "كونيكسيون" لنادية غالية المهيدي، وهو الفيلم الذي شارك ضمن المسابقة الرسمية للفيلم القصير في المهرجان الوطني للفيلم في نسخته السابعة عشر. " هاته التجربة التي قادتني إلى أعالي الجبال، في توبقال، ودوار إمليل تحديدا هدفها سرد قصة حول الأمل بأن يكون للمناطق النائية المعزولة حظ في نظام حكامة جديد من خلال انخراط المرأة الشابة كعنصر للتغيير"، هكذا قدمت نادية غالية المهيدي قبيل انطلاق العرض، مؤكدة على أن الفيلم ليس عملا نضاليا أو نسائيا ينحاز للمرأة، بل هو عمل يهدف إلى تحقيق معادلة، عن طريق الاشتغال على تيمة المرأة وخلق فرجة وتفاعل مع الجمهور، دون وضع المرأة في أدوار مشينة أو مشيئة. تدور قصة الفيلم حول شابة تدعى أمل، تحول مخدعا هاتفيا إلى مركز أنترنت لاستقبال المواطنين، بهدف فك عزلتهم، وتسهيل التواصل بين سكان القرية، وزبنائهم من السياح الذين يرغبون في اكتشاف المنطقة. تقرر أمل الترشح بتشجيع من شباب القرية، للانتخابات المحلية، وهو القرار الذي جعلها تواجه مضايقات الرئيس الأزلي للمنطقة، وحاشيته الذين ذهبوا إلى حد النيل من سمعتها. كان التركيز في الكثير من المشاهد على الخطاب المنتقص من شأن المرأة، خاصة على لسان رئيس الجماعة – ادى دوره عباس كاميل بحرفية عالية-، في المقابل كان هناك اعتراف بكفاءتها في مشاهد أخرى على لسان شباب القرية الذين شجعوها حتى آخر لحظة على الوقوف في وجه الرئيس المتسلط، لأنهم يرون فيها أملا للتغيير، وتحقيق المتطلبات البسيطة التي يتمتع بها سكان الدواوير المجاورة كالماء والكهرباء. فيلم «كونيكسيون»، الذي تخوض فيه نادية غالية المهيدي تجربة كتابة السيناريو والإخراج معا، يأتي بعد عدة تجارب، أهمها فيلم «الراية البيضاء» الذي شارك في العديد من المهرجانات، بعد أن فاز مشروع سيناريو هذا العمل الذي كتبته وشاركت في إخراجه إلى جانب ليلى التريكي بالجائزة الأولى في مسابقة للسيناريو تمحورت حول المرأة وإعادة كرامتها من خلال تحديث المقاولة الصناعية، واستفاد من تمويل ألماني لإنجازه. "هذا الفيلم له مكانة خاصة بالنسبة لي، لأنه كان مغامرة استثتائية، جاءت بعد مسار طويل من التكوين الذاتي، للوصول إلى المحك الحقيقي"، بهاته الكلمات أكدت المهيدي في حوار سابق مع "الأحداث المغربي على اعتزازها وسعادتها بهاته التجربة، معتبرة أن الفيلم القصير قصير في مدته فقط، لكن إنجازه يتطلب نفسا طويلا، ووقتا أطول لينضج، بعد توفير ظروف إنتاجه من تمويل، لتأتي المراحل الأصعب من هاته التجربة المتكاملة التي من شأنها أنت تفتح المجال لتجارب أخرى قريبا. استطاعت نادية غالية لمهيدي أن تكسب رهان إبهار المشاهد في هاته التجربة، التي جاءت قوية من الناحية الإخراجية، وزاد من جمالها وإتقانها توفق المخرجة في اختيار مواقع التصوير، وإظهار الطبيعة الخلابة للمنطقة، إلى جانب السيناريو الذي كان محملا بالعديد من القصص والرسائل المؤثرة، دون أن يستجدي أحاسيس المشاهد أو يدخله في حالة ملل خلال دقائق الفيلم ال17. يشار إلى أن فيلم "كونيكسون" من إنتاج CGN، وتصوير محمد اليازمي، ومونتاج محمد عدناني، أما الموسيقى فحملت توقيع عائشة مايا، بينما شخص أدوار الفيلم كل من فاطمة اكلاز، زاهية زاهري، عباس كاميل، وأمينة العزيزي.