معاناة حقيقية، وشقاء قاهر عاشه سكان بلدة "بومية" التابعة لإقليم ميدلت والقرى المجاورة لها، منذ ظهر السبت 27 فبراير الجاري إلى غاية صباح اليوم الأحد، وذلك بسبب العزلة التامة عن العالم الخارجي التي أحدثتها التساقطات الثلجية الكثيرة، والتي استمرت ساعات طوال متواصلة دون توقف، كانت كافية لتغيير منظر منطقة بومية المعتاد و إلباسها رداء ناصع البياض، لكن بالمقابل أدت إلى انقطاع الكهرباء ومعه الماء الصالح للشرب نظرا لعمل المضخات التي تملأ خزانات المياه المزودة ل "بومية" بهذه المادة الحيوية بالطاقة الكهربائية، كما أدت الثلوج القوية المتساقطة أيضا إلى توقف جميع شبكات الهاتف عن خدماتها، متسببة في عزلة شاملة وقاتلة عن العالم الحضري، لاسيما المناطق المجاورة للبلدة. وعلاقة بالموضوع، قال "رشيد.ب"، نادل بمقهى بمركز "بومية"، في اتصال ب"الأحداث المغربية" مباشرة بعد عودة الكهرباء و إرسال الهاتف، إن سكان بومية عاشوا أقسى ساعات ولحظات في حياتهم، خصوصا بعد أن زاد انقطاع الكهرباء الى صعوبة العيش الأصلية، معاناة إضافية على الساكنة مع هذا البرد القارس، اضافة الى غلاء حطب التدفئة والركود التجاري، مشيرا أن الحركة الاقتصادية توقفت طيلة يوم السبت حتى الحادية عشرة من صباح الأحد، بعد أن أغلقت المحلات التجارية أبوابها مبكرا نتيجة الظلام الذي خيم على البلدة. ولأسباب أمنية بالدرجة الأولى آثر أرباب تلك المحلات إغلاق دكاكينهم واتقاء شر اللصوص، كما أغلق كل المهنيين والحرفيين ورشاتهم، وأُخلي الشارع الوحيد والأزقة المظلمة من حركة المارة ولزم الجميع بيوتهم ليعيشوا حياة البدو من جديد. نفس المتحدث أورد أن سكان "بومية" المهمشة والمقصية منذ عقود، عانوا مع أزمة التزود بمادة الخبز بسبب توقف المخبزة الوحيدة عن العمل، والتي تشتغل آلاتها بالكهرباء أيضا، معبرا في الوقت نفسه عن استنكار وامتعاض المواطنين بسبب تهالك محطة تزويد بومية بالكهرباء مقابل ما يؤدونه نظير خدماتها الضعيفة، متحملين الزيادات المتكررة في الفواتير دوه جودة تُذكر، موضحا أن الساكنة تعاني مع أول هبًة ريح أو زخَة مطر مع انقطاع محتمل للكهرباء إيذانا بتوقف الحياة المدنية والعودة إلى حياة البدو ومظاهرها. وزاد انقطاع الاتصال مع العالم الخارجي بسبب توقف ارسال شبكات الهاتف من هواجس الساكنة، حيث قال رشيد: "الحمد لله لأنه لم تُسجل أيَة حالة مرضية تستدعي إجراء اتصال هاتفي أو التنقل إلى أحد المستشفيات المجاورة بميدلت أو خنيفرة أو مكناس، و الا لحدثت آنذاك كارثة حقيقية"، في إشارة إلى توقف حركة النقل في جميع الاتجاهات، خصوصا الرحلات القادمة من مراكش والدار البيضاء، في اتجاه الجنوب عبر الطريقين الوطنيتين 33و 21، العابرتين لبومية. محمد بنعمر