استجاب العشرات من ساكنة المركز القروي بومية، يوم الاثنين الماضي، لنداء المشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي دعت إليها عدد من الهيئات و تنظيمات المجتمع المدني بإقليم ميدلت تنديدا بما وصفته مصادر محلية بالإهمال الذي تسبب في وفاة رضيع لم يتجاوز الخمسة أشهر من العمر، كان قد أصيب بارتفاع مفاجئ شديد في درجات الحرارة و لم يتلق العلاجات الضرورية بسبب غياب العناصر الطبية المكلفة بالمداومة بمستوصف بومية. و هو ذات المنحى الذي أكدت إليه الهيئات الداعية للوقفة الاحتجاجية في بلاغ كشفت فيه عن تردي الخدمات الطبية بالمستوصف المذكور، الذي يسجل في الآونة الاخيرة غيابا للطبيبة الوحيدة دام زهاء خمسة عشر يوما دون أن يتم تعويضها، ناهيك، يضيف البلاغ، عن عدم تعيين طبيب مختص في كل من وحدتي الولادة و تصفية الدم. هذا و تميزت الوقفة الاحتجاجية بكلمة مؤثرة لوالدة الضحية، روت فيها، و الدمع يغالب عينيها، تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة فلذة كبدها، الذي حاولت إنقاذه عبر الاستنجاد بسيارة الإسعاف لكن بدون جدوى، قبل أن تقرر نقله لمستوصف بومية لعل تجد هناك علاجا للرضيع المريض، لكن صدمتها كانت كبيرة حين وجدت أبواب المستوصف المذكور موصدة، مما زاد من حيرتها و خوفها خصوصا في ظل عجز أفراد الوقاية المدنية عن إيصال الرضيع إلى المستشفى الإقليمي لميدلت لكون الطريق كانت مقطوعة ليلتها بسبب تهاطل الثلوج، و هي اللحظات العصيبة التي اختزلتها الأم بعبارات مؤثرة، وجهتها للمشاركين في الوقفة الاحتجاجية قالت فيها: "ديتو للسبيطار ما لقيت تا واحد و قالوا ليا راه تسدات الطريق، واش ايلا تسدات الطريق يموت بنادم… واش غادي ندير؟ ولدي راه ضعت فيه.. مشا ليا ولدي". و هي الاتهامات الخطيرة التي رد عليها مندوب الصحة بإقليم ميدلت، في بلاغ قال فيه أن المركز الصحي القروي لبومية يعمل بنظام الإلزامية، وأن الممرض صاحب الإلزامية "وحدة الاثنين/الثلاثاء" أي ليلة 16/2/2016 تلقى على الساعة الواحدة ليلا، مكالمة هاتفية من عنصر الوقاية المدنية لبومية يخبره أنهم على وشك نقل رضيع فاقد الوعي نحو المستشفى الإقليمي بميدلت إلا أن الطريق مقطوعة بسبب تساقط الثلج و طلب منه إمكانية معاينته. و لربح الوقت نقلوا الممرض معهم، يقول المندوب الإقليمي، من منزله بمعية الرضيع و عائلته صوب المركز الصحي حيث وجدوا حشدا كبيرا من الناس، حوالي 25 شخص، في انتظارهم، و تم إدخال الرضيع، ذو 03 أشهر، إلى قاعة الفحص و تبين للممرض أن الرضيع لا يتنفس، قلبه لا ينبض، كما لاحظ توسع حدقة العين / Mydriase التي تدل على أن الشخص متوفى، و قد أكد عناصر الوقاية المدنية، للممرض، أنهم حاولوا إعطاء الأكسجين للرضيع داخل سيارة الإسعاف إلا انهم لاحظوا أنه لا يتنفس. و بعد إخراج عموم الناس من القاعة باستثناء عناصر الوقاية المدنية و عائلة الرضيع، يضيف بلاغ المندوبية، أخبرهم الممرض أن الرضيع عند استقدامه إلى المركز الصحي كان ميتا و قدم لهم العزاء و فضلت العائلة العودة برضيعها المتوفى لتدفنه في اليوم الموالي.