تعاني الكثير من الأمهات من عناد أبنائهن، الذين يرفضون الامتثال لطلباتهن كما ينعكس هذا العناد على علاقتهم مع إخوتهم وأصدقائهم داخل المدرسة، مما يحولهم إلى أطفال منغلقين على أنفسهم، غير قادرين على التواصل مع غيرهم داخل المجتمع. في الحوار التالي يبين الدكتور عبد الله زيوزيو الاختصاصي في علم النفس مميزات شخصية الطفل العنيد وطرق التعامل معه داخل البيت. ما هي مميزات شخصية الطفل العنيد؟ العناد هو طبع يميز الإنسان على العموم، ويتراكم لديه مع مرور السنوات لأنه طبع مكتسب وليس فطريا في الإنسان يولد به فعادة ما يكتسب الطفل العناد من والديه أو من محيطه العائلي والتربوي، لأن هناك عدة عوامل في محيط الطفل تجعله يكتسب هذه الشخصية، وهذا العناد يكون مرغوبا فيه نوعا ما فالطفل الذي يتشبت بآرائه ومواقفه يكون بصدد بناء شخصيته في هذه المرحلة المبكرة من حياته، ويتحول العناد إلى مشكلة حقيقية عندما يتشبت الطفل برأيه ويفقد القدرة على الاستماع للآخر ومحاولة الاقتناع به حتى وإن كان صائبا، والمشكلة الحقيقية تكمن في كون الآباء يعودون أبناءهم على الاستجابة لكل طلباتهم، ويمنحون لهم هامشا كبيرا لفعل أي شيء يفكرون فيه ويرغبون في فعله، فيدرك أنه لا حدود لطلباتهم ورغباتهم، وحتى طريقة التربية تتدخل في هذا الأمر حينما لا نترك للطفل حيزا للتعبير حيث يتعلم أن هناك شيئا اسمه الاختلاف والرأي والرأي الآخر، فالطفل دوما معرض للقمع وليس من حقه إبداء رأيه في أي موضوع عائلي، هذه العوامل كلها تخلق عند الطفل شخصية عنيدة. ما هي انعكاسات هذا العناد على شخصية الطفل ومعاملته مع محيطه الأسري وأصدقائه وداخل المدرسة؟ من الطبيعي والبديهي أن العناد هو نتيجة لتضخم الأنا عند الطفل، مما ينتج عنه انغلاق الطفل على نفسه وعدم انفتاحه على الآخرين، فالإنسان مؤهل بالفطرة لأن يقع في الخطأ وعندما تكون ثقته بنفسه كبيرة، ولا يتراجع عن رأيه مما يجعله يفوت كل فرصة يمكن أن يطور فيها نفسه، فيصبح منغلقا على نفسه، وتخلق له أزمات وإشكاليات مع محيطه الأسري وأيضا مع أصدقائه. والمشاكل التي يمكن أن يخلقها العناد للطفل داخل المدرسة هي صعوبة التعلم لأن أي شيء يقال يفعل الطفل نقيضه لاعتقاده بأن آراءه هي التي على صواب، وقناعته هاته تأتي من كونه يمتلك أنا مضخمة، تجعله يعتبر أنه مركز الكون وأنه يمتلك الحقيقة المطلقة، وهذا الأمر يمكن أن ينعكس على علاقته بأصدقائه وأساتذته، لأنه سيرفض ما يقدمونه من معرفة، ولن يلتزم بما يطلب منه داخل الفصل. ما هي الطريقة التي يجب أن تتبعها الأمهات في التعامل مع أطفالهن العنيدين لتجنب مشاكلهم؟ أي طبع خارج عن العادة عند الطفل يجب أن يدفع بالوالدين لمراجعة تصرفاتهم وسلوكاتهم لمعرفة ما إذا كانوا هم السبب في دفع الطفل إلى اكتسابه فالطفل يتأثر كثيرا بمحيطة الأسري وخاصة بوالديه، فهو يكتسب طباعهما، ويتعلم سلوكاتهما. وطبعا بالحوار والتواصل يمكن الحصول على نتيجة أفضل مع الطفل العنيد، لأن العنف لا يؤتي أية نتيجة معه، ولا يزيده إلا عنادا، ومحاولة إقناع الطفل بأن هناك الرأي والرأي الآخر، وأنه يجب أن لا يتشبت برأيه لأنه ليس دائما على حق ويمتلك المعرفة والحقيقة. كما يجب تعويد الطفل على طرح الأسئلة التي يمكن من خلالها أن يتعلم، ويصل إلى الحقيقة. حاورته مجيدة أبوالخيرات دكتور في علم النفس