بلغ حجم الاستثمارات التي خصصت لتمويل المشاريع المتضمنة في النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية والخاص بجهة الداخلة وادي الذهب 17,75 مليار درهم. وقال رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، ينجا الخطاط ، إن تفعيل هذا النموذج على مستوى الجهة، سيساهم في إطلاق دينامية تنموية ستجعل من هذه المنطقة حلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء، وذلك بالاعتماد على أربع ركائز سيتم تفعيلها عبر ثمانية برامج لخصها في تقوية محركات التنمية ومصاحبة القطاع الإنتاجي، وإدماج المقاولات في النسيج الاقتصادي، والتأهيل البشري، وتثمين الثقافة الحسانية، والتدبير المستدام للموارد الطبيعية وحماية البيئة، وتقوية شبكات الربط والتواصل والتهيئة الرقمية، وتقوية صلاحيات المنتخبين الجهويين، وخلق آليات مبتكرة للتمويل. وتابع رئيس الجهة، في كلمة بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، بمناسبة ترؤس جلالته اليوم الاثنين بالداخلة مراسم إطلاق برنامجي تنمية جهتي الداخلة- وادي الذهب وكلميم- واد نون والتوقيع على عقدي البرامج المتعلقين بهما، أن تفعيل هذا الورش التنموي الكبير سيتم في إطار مقاربة ترتكز على التعاقد بين الدولة والجهة، تقوم على توسيع صلاحيات الجهات وتوفير الإمكانيات المالية الضرورية لإنجاز البرامج التنموية والسهر على خلق الآليات الكفيلة بحسن تنفيذها. وأضاف أنه اعتبارا للمنظومة الإيكولوجية الغنية لجهة الداخلة وادي الذهب والمعترف بها عالميا، يضع النموذج التنموي الجديد في صلب رؤيته، ثلاثة محاور رئيسية تتجسد في الاستدامة والتثمين والربط، بهدف المحافظة وتثمين المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها الجهة والمتمثلة أساسا في موقع استراتيجي وواجهة مزدوجة تجمع بين البحر والصحراء، ومناخ معتدل وطقس مشمس طيلة أيام السنة، ومواقع طبيعية متميزة، وهي عوامل تؤهل خليج الداخلة ليصبح واحدا من أهم الوجهات السياحية الإيكولوجية في إفريقيا. وفي هذا الصدد، قال رئيس الجهة إنه سيتم إنجاز مشاريع تروم تثمين منتجات الصيد البحري باستثمار مالي يبلغ 1,2 مليار درهم تخص الأسماك السطحية وإحداث قطب تنافسي للمنتجات البحرية، علاوة على مشاريع تطوير تربية الأحياء المائية باستثمار مالي يبلغ 2,8 مليار درهم. أما في المجال الفلاحي، فسيتم إنجاز محطة لتحلية مياه البحر لأغراض زراعية باستثمار مالي يبلغ 1,3 مليار درهم وبسعة إنتاجية تقدر ب 100 ألف متر مكعب في اليوم، وذلك في إطار المشاريع الرائدة التي تهدف إلى المحافظة على المياه الجوفية واستدامتها للأجيال القادمة. كما سيتم إنشاء قطب سياحي إيكولوجي باستثمار مالي يبلغ 581 مليون درهم، وفق رؤية تهدف إلى جعل الأقاليم الجنوبية قطبا سياحيا جديدا، عبر خلق عرض سياحي مبتكر يجمع ما بين البحر والصحراء، وتطوير عرض تكميلي حول الثقافة والبيئة والمنتجات المحلية. ومن أجل حماية المنظومات الإيكولوجية، أوضح رئيس الجهة أنه ستخصص استثمارات بقيمة 116 مليون درهم لإعادة تأهيل الغابات المحلية ومحاربة زحف الرمال وإنشاء أحزمة خضراء والمحافظة على التنوع البيولوجي وتثمينه وذلك بهدف تأهيل المناطق الطبيعية والمحافظة على النظم الإيكولوجية وتكثيف الغطاء النباتي وتزيين المناظر الطبيعية وتخفيف الضغط الرعوي على المجال الغابوي وتحسين الظروف المعيشية للسكان وترسيخ ثقافة المحافظة على البيئة. وتابع أن الميناء الجديد على الواجهة الأطلسية، بموقع نتيرفت على بعد 70 كلم شمال مدينة الداخلة وباستثمار مالي يبلغ 6 مليار درهم، سيساهم في تحقيق أهداف جيو استراتيجية وتنموية، كما سيعمل على إبراز إشعاع المنطقة باعتبارها جسرا جهويا متميزا. وفي إطار الرؤية الطموحة للشريط المجالي لجهة الداخلة وادي الذهب، أكد رئيس الجهة أنه سيتم إنجاز مشروع ربط مدينة الداخلة بالشبكة الوطنية للكهرباء بكلفة استثمارية قدرها 1,7 مليار درهم، وهو المشروع الذي سيمكن من تلبية الطلب المتزايد من الكهرباء على صعيد مدينة الداخلة وتعزيز ضمان التزويد بالكهرباء على صعيد الأقاليم الجنوبية ودعم تنمية المناطق الجنوبية وتسهيل الاستثمار وتثمين موارد الطاقات المتجددة بالجهات الجنوبية وفتح آفاق جديدة لربط الدول الإفريقية جنوب الصحراء بأوروبا. كما سيتم في نفس الإطار تشييد متحف لتثمين التراث الحساني باستثمار يبلغ 100 مليون درهم على حوالي 4500 متر مربع، يهدف إلى تثمين الرأسمال اللامادي للأقاليم الجنوبية، وجعل الثقافة الحسانية رافعة للتنمية البشرية، كما سيفتح هذا المتحف في وجه المعارض المؤقتة، والفضاءات متعددة الوسائط والأوراش التربوية وأشغال البحث. وعلاوة على البرامج الكبرى المهيكلة، سجل ينجا الخطاط أن جهة الداخلة وادي الذهب تساهم في إنجاز البرامج الجهوية للقرب، التي تندرج ضمن جملة من المحاور الهادفة إلى تحقيق تنمية جهوية مستدامة، مبرزا أن برنامج البينات التحتية بشمل عدة محاور منها محور البينات الكهربائية لتزويد مدينتي الداخلة والعركوب بالكهرباء باستثمار يبلغ 112 مليون درهم بالإضافة إلى محور الماء الصالح للشرب والتطهير السائل عبر إنجاز مشاريع تقوية منشآت إنتاج الماء، ومشاريع التطهير السائل بمدينة الداخلة بمركز بئر كندوز بكلفة إجمالية تبلغ 482 مليون درهم، فضلا عن إحداث مشاريع مهمة باستثمار مالي يبلغ حوالي 33 مليون درهم تهم الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي. وفي مجال الصيد البحري، الذي يعتبر رافعة مهمة للتنمية بالجهة، ستتم تهيئة قرى الصيادين بكل من لبويدرة عين بيضة ونتيريفت، بغلاف مالي إجمالي يصل إلى 343 مليون درهم. أما بالنسبة لبرنامج التأهيل البشري، وفي إطار التشغيل وإنعاش المقاولات باستثمار مالي يبلغ 368 مليون درهم، ستساهم الجهة في إطلاق عدة مشاريع للإدماج وإنعاش الشغل، ودعم التشغيل الذاتي ودعم المقاولات المصدرة. ودعم التعليم والتكوين وتعزيز البنيات الصحية. وبخصوص محور البينات والأنشطة الثقافية، سيتم إحداث مركز جهوي للموسيقى وفنون الرقص، بالإضافة إلى برامج للتنشيط الثقافي والفني باستثمار مالي يصل إلى حوالي 42 مليون درهم. وخلص الخطاط ينجا إلى أن مختلف هذه البرامج ستمكن من الارتقاء بجهة الداخلة وادي الذهب لكي تصبح قطبا جهويا حيويا، يؤهلها لتصبح جهة منتجة لفرض الشغل في مجالات تثمين الأسماك السطحية والفواكه والخضراوات، ووجهة سياحية متخصصة في تقديم عروض مبتكرة للسياحة البيئية والرياضة الترفيهية وبوابة لولوج الدول الإفريقية جنوب الصحراء.