بلغت الكلفة الاجمالية التي رصدت لإنجاز 443 مشروع استثماري بجهة العيون الساقية الحمراء خلال الفترة ما بين 2003 و 2015 ، ما يناهز 53 مليار و600 مليون درهم. وتفيد معطيات للمركز الجهوي للاستثمار بالعيون بأن هذه المشاريع التي مكنت من توفير 12 ألف منصب شغل تتوزع حسب القطاعات على الاشغال العمومية (21 في المائة) والسياحة (19 في المائة) والصناعة الغذائية (15 في المائة) والطاقة والمعادن (6 في المائة) والتجارة (4 في المائة) وصناعة الخشب والورق (2 في المائة) والصناعات الكيماوية والصناعات الحديثة والكهربائية (1 في المائة لكل منهما) فضلا عن خدمات مختلفة بنسبة 32 في المائة. وأضافت المعطيات ذاتها أن نفس الفترة عرفت منح 4973 شهادة سلبية وإنشاء 2695 مقاولة متوزعة حسب الشكل القانوني على الشركات المحدودة المسؤولية (79,3 بالمائة) والاشخاص الذاتيين (10,8 بالمائة) وشركات التضامن (8,8 بالمائة) والشركات المساهمة والمجموعات ذات النفع الاقتصادي (0,5 بالمائة لكل منهما). وهكذا وبفضل المؤهلات الطبيعية والموارد البشرية المؤهلة وتنوع الموروث الثقافي الذي تزخر به جهة العيون- الساقية الحمراء، تتبوأ هذه الجهة مكانة هامة تجعلها قبلة للاستثمار الواعد. فقطاع الصيد البحري الذي يعتبر من القطاعات الواعدة بالجهة، والذي وصلت كميات الاسماك المفرغة في 2014 إلى حوالي395 الف و471 طن بقيمة بلغت مليار و430 مليون درهم، يضم اسطولا للصيد الساحلي (547 قاربا) والصيد التقليدي (2581 مركبا)، مما ساهم في توفير 18 الف و 243 منصب شغل، بالإضافة إلى 10 وحدات لإنتاج الثلج، و34 وحدة صناعية. أما في مجال الطاقة والتي يسعى المغرب إلى إنتاج 950 ميغاوات عبر الطاقة الريحية، أي حوالي 50 في المائة من الإنتاج الوطني، فقد تم إنجاز أربع محطات لإنتاج الطاقة الريحية بسعة 455,25 ميغاوات بمحطات الطاح (300 ميغاوات)، و أخفنير (100 ميغاوات)، و العيون (50 ميغاوات) و (25 ر5 ميغاوات)، فيما توجد ثلاث محطات أخرى في طور الانجاز بسعة 350 ميغاوات بكل من العيون (50 ميغاوات)، وبوجدور (200 ميغاوات)، وأخفنير (100 ميغاوات). وبالنسبة لقطاع الفلاحة، يوجد بجهة العيون الساقية الحمراء مجال رعوي مناسب لتربية الماشية حيث تتوفر على أزيد من 120 الف راس من الابل و حوالي 320 ألف راس من الماعز و 204 الف رأس من الغنم بالإضافة الى عدد من وحدات تربية الدواجن ، وإنتاج لبن الابل. فغنى الجهة، بمخزونها من الطاقات وتعدد مصادر الطاقات المتجددة، ووفرة العقار المخصص للاستثمار بأثمان جد مشجعة وتوفر البنيات التحتية الأساسية من مطارات وطرق وموانئ، بالإضافة إلى ثروتها السمكية والحيوانية، جعل عددا متزايدا من المستثمرين يتوجه نحو هذه الجهة من أجل الاستثمار. ويعتبر موقع الجهة استراتيجيا بامتياز، نظرا لموقعها على الطريق الوطنية رقم 1 التي تربط بين جهة كلميم – واد نون شمالا وجهة الداخلة- وادي الذهب جنوبا، كما تعتبر صلة وصل بين الأقاليم الشمالية للمملكة ودول الجوار الإفريقي من جهة، وبين المملكة ودول أوروبا عبر جزر الكناري من جهة أخرى. وتكمن جاذبية هذه الجهة في ما تزخر به من مؤهلات سياحية ذات قيمة تاريخية وثقافية وبيئية تتمثل في النقوش الصخرية بإقليم السمارة والمحميات الطبيعية بإقليم طرفاية، التي تعكس في نواح تعبيرية أنماط عيش الإنسان في مراحل وظروف بيئية مختلفة يتعين استثمارها في الميدان السياحي. فجهة العيون الساقية الحمراء، أرض المغاربة الضاربة في جذور التاريخ، ذات المناظر الطبيعية الصحراوية الجميلة، والتي تعرف ، بفضل عناية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إطلاق العديد من الأوراش الكبرى والمشاريع التنموية، في اطار المشروع التنموي الكبير للأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي شملت مختلف مناحي الحياة، تغري الزوار والمستثمرين بتراثها الحساني الأصيل وبموروثها الثقافي المتنوع وبمؤهلاتها الطبيعية والاقتصادية المتعددة. ومن بين المشاريع التي تشهدها هذه الجهة، تطوير وتحديث البنيات التحتية الأساسية وبلورة مشاريع تتعلق بالمجالات الصحية والبيئية والرياضية والسوسيو- ثقافية، واكبتها مشاريع كان لها الأثر المباشر على تنمية العنصر البشري وتعزيز قدراته، فضلا عن مشاريع تأهيل وتنمية القطاعات الاقتصادية التي ساهمت في تشجيع الاستثمار الخاص وتحسين مناخ الأعمال باعتباره رافعة أساسية للاقتصاد. وتم تعزيز التجهيزات التحتية لموانئ العيون (مدينة المرسى) وطرفاية وبوجدور بالعديد من المنشآت الجديدة الهادفة إلى إعطاء دفعة قوية للنشاط الاقتصادي بالمنطقة واستثمار مؤهلاتها، وإنشاء ميناء جديد ببوجدور، وهو من المنشآت الهادفة إلى إعطاء دفعة قوية للنشاط الاقتصادي بالمنطقة واستثمار مؤهلاتها. ويلعب هذا المشروع المندمج، الذي خصص له غلاف مالي يبلغ حوالي 379 مليون درهم، والذي يندرج ضمن مخطط "أليوتيس" والمخطط الوطني لتطوير أنشطة الصيد الساحلي، دورا هاما في تحسين استقبال سفن وقوارب الصيد والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة. وعلى غرار ميناء العيون (مدينة المرسى) الذي تم تحديثه وتوسيعه منذ سنوات، تم توسيع ميناء طرفاية الذي سيمكن من الانفتاح على التجارة الدولية للبضائع والركاب مع جزر الكناري وإعادة تأهيل الصيد التقليدي والساحلي، وهو مشروع واعد على الصعيد الوطني يضم أشغال الجرف وإنجاز منشآت الحماية والرصيف.