انتظرت ساكنة إنزكان 13 سنة، واكبها كثير من الصراع والنحس لتعيش يوم أمس، لحظة الاحتفال بافتتاح سوق الحرية البلدي، حوالي خمسون حمامة خرجت من الأقفاص لتعانق الأفق، تنسمت الحرية معلنة انطلاق سوق اختار اسم الحرية عنوانا له، تحت تصفيقات الحضور وأمام أعين المسؤولين الذين جاؤوا لقطع شريط الدخول. ووسط تصفيقات الحشود سلم المستثمر عبد اللطيف غانم مفتاح سوق الحرية لرئيس المجلس البلدي. أقيم السوق فوق ثمان هكتارات، ويضم 1628 محلا تجاريا، إلى جانب مرافق للشرطة والقوات المساعدة، وأخرى صحية ومسجد للصلاة، ومرآب للسيارات فوق أربع هكتارات وقاعة فسيحة لعرض الخضر والفواكه مما أهله ليكون أضخم سوق بالجنوب. رئيس المجلس البلدي أحمد أدراق، ورئيس الجهة إبراهيم حافيدي، ورئيس المجلس الإقليمي لإنزكان، وكل رؤساء بلديات وجماعات إنزكان أيت ملول ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات كريم اشنكلي. كانوا في الموعد من أجل الإشراف على تدشين مطعم خاص لأكبر سوق، شغل الإعلام والجمعيات والسياسيين وتعاقبت عليه أربع مجالس منتخبة، تعثر بناؤه وتجرجرت قضيته بين المحاكم فكان افتتاحه بالتوافق بعد طول اختلاف بطعم التحدي. حان موعد افتتاحه بعد تظافر جهود عامل إقليم إنزكان الذي سهر على تدليل العقبات، وإلى جانبه رئيس المجلس البلدي والمنعش العقاري عبد اللطيف غانم الذي قدم مجموعة من التنازلات الاجتماعية لتطييب خواطر جمعيات مهنية وتجار مرشحون للاستفادة، حدث وقع توافق بين كل مكونات التجار بمخلتف حساسياتهم وانتماءاتهم السياسية والنقابية. الفرحة بادية على التجار، وهم يرون هذا المركز التجاري الذي وصفته التدخلات بالمعلمة الاقتصادية التاريخية، يفتح أبوابه مئات التجار والمواطنين، حلوا ليروا أكبر محج تجاري بالجنوب يخرج من الحلم إلى الواقع. رئيس المجلس البلدي وصف السوق بالمعلمة الاقتصادية واللحظة التاريخية في اليوم التاريخي كما ذكر أنه سيعمل على خلق إشعاع اقتصادي للمدينة رغم ضيق مساحتها الجغرافية الضيقة. وأعلن عن قرب افتتاح المنطقة الجنوبية للاستثمار بإنزكان والتي ستشمل سوق الجملة للخضر والفواكه، وسوق السمك وسوق التمور. المستثمر عمر غانم، صاحب امتياز مشروع «سوق الحرية»، اعتبر فكرة إنشاء سوق بهذا الحجم جاءت استجابة للرسالة الملكية الموجهة إلى الحكومة بتاريخ 9 يناير 2002، والداعية إلى إنعاش الاستثمار كمحفز أساسي للتنمية، وسنة بعدها التقت إرادته مع إرادة المجلس البلدي، واعتبره تحفة تجارية توفر كل شروط التسوق في ظروف سلسة آمنة ومريحة. كلمة رئيس الجهة إبراهيم حافيدي، ورئيس جمعية سوق الحرية، سارت في المنحى نفسه الذي يجعل من إنزكان مركزا تجاريا جهويا، ومن سوق الحرية أحد منجزاتها التجارية الكبيرة التي سيكون لها شأن ووقع اقتصادي على عموم منطقة سوس. إدريس النجار/ تصوير: إبراهيم فاضل