شاركت الفنانة التشكيلية المغربية حياة السعيدي بمجموعة من لوحاتها ضمن معرض دولي جماعي لفنانات تشكيليات قادمات من آفاق جغرافية مختلفة. ويعكس المعرض الذي فتح في وجه المحبين للفن التشكيلي منذ 26 يناير الجاري برواق "أكوابيت أرت غاليري"، تجارب مختلفة لأصوات تشكيلية من الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا وألمانيا إضافة إلى المغرب من خلال الفنانة السعيدي التي تشارك لأول مرة في معرض بالعاصمة الألمانية . وشكل المعرض فرصة للتواصل مع جمهور برلين بالفن الذي يعتبر لغة مفتوحة لا ترتبط بحالة معينة أو بمكان معين ، عبر إبداعات الفنانات التشكيليات ومقارباتهن لمختلف المواضيع التي لامسنها ، ورؤيتهن الفنية لمحيطهن العام والخاص بكل حمولته الثقافية ، وإثارة حالات تختلف في شكلها لكن تلتقي في مضمونها ، وتقديمها في قالب فني وجمالي مميز بنكهة نسائية. والفنانة السعيدي تعكس من خلال أعمالها المعروضة شغفا كبيرا بالألوان والضوء ، وبجمال الطبيعة التي تحتل حيزا هاما في لوحاتها دون أن تغفل جانب الإنسان الذي يعد أساس حركة لوحتها ومصدر إلهامها . وتبرز الفنانة السعيدي في إبداعاتها نضجا واضحا بعد أن راكمت تجربة مع الفن التشكيلي امتدت لقرابة 25 سنة، شاركت خلالها في عدد هام من المعارض الفنية داخل وخارج الوطن ، وهي إسهامات منحتها تقديرا مستحقا ، توجت بحصولها على عدة جوائز عالمية مميزة . وأقيم هذا المعرض لفائدة فنانات منخرطات وأخريات حديثات الانضمام إلى تجمع " نساء الفن العالمي " (وومنس أرت وورلد)، الذي تأسس بمبادرة من الفنانة المغربية السعيدي من أجل تقاسم تجارب فنية لنساء من بلدان وقارات مختلفة ، وتكريس حوار بين الثقافات . وهذا التجمع يضم تشكيليات ، تجمعهن قيم مشتركة من انفتاح ، وصداقة وسلام ، وأمل في التقريب أكثر بين الشعوب ، وأهداف يحققنها من خلال تنظيم جولات وتظاهرات فنية على امتداد السنة. وقالت الفنانة السعيدي بهذا الخصوص ، إن مشاركتها في معرض برلين فرصة أيضا ، لدعوة الفنانات التشكيليات للحضور إلى المغرب من أجل المشاركة في ملتقى " نساء الفن العالمي " في دورته الثامنة المزمع تنظيمها ما بين فاتح وتاسع مارس المقبل في مراكش . وأشارت إلى أن هذه التظاهرة مناسبة للتعريف أكثر بالمغرب وتشجيع الفن وتقديم صورة عن فن الريشة بالمملكة ومدى أهميته ، وعن الفنانات التشكيليات المغربيات مشيرة إلى أن هذه الدورة تأتي بعد دورات الدارالبيضاء التي شاركت فيها 36 فنانة تشكيلية من مختلف الدول العربية والأجنبية ، ثم ميلانو وباريس وميامي ، وهيوستن ، وأكادير، ودبي . وكان أول معرض تساهم فيه الفنانة حياة السعيدي ، المزدادة بفاس ، والفاعلة أيضا في عالم الأعمال ، معرض جماعي أقيم بجامعة ابن زهر بأكادير بعنوان " نساء ، تشكيل وكتابات " ، وذلك في بداية تسعينيات القرن الماضي ، إذ كان اهتمامها منصبا أكثر على قضايا النساء ، فطوعت ريشتها للتعبير عن رؤيتها الخاصة عن هذه القضايا فيما اهتمت بعدها عبر رسالتها الفنية بمشاريع ذات أبعاد إنسانية. وقد حصلت السعيدي على عدة جوائز عالمية خاصة بالولاياتالمتحدة وفرنسا وسلوفينيا وكندا وإيطاليا إذ حازت في شهر شتنبر من السنة الماضية جائزة " ماركو بولو ..سفير الفن ".