كتبت المجلة الأمريكية المؤثرة (فوربس ماغازين)، أمس الاثنين، أن الجهود التي بذلها المغرب لإعطاء بعد جديد لقطاع الطاقات المتجددة في البلاد ما فتئت تؤتي ثمارها، وتمنح للمملكة تقدما كبيرة على جيرانها. وأبرزت المجلة، في مقال بعنوان "المغرب يسير في الطريق الصحيح لتحقيق أهدافه في مجال الطاقات المتجددة في أفق 2020″، أن "المغرب يوجد في الطريق الصحيح للرفع من استخدام الطاقات المتجددة لتصل إلى 43 بالمئة بحلول سنة 2020. وأن هذا الأمر من شأنه أن يمنح البلاد، في نهاية المطاف، تقدما على جيرانه في مجال الطاقات البديلة". بكل تأكيد، يقول كاتب المقال كرستوفر كاوتس، أن هذا الهدف ممكن التحقق نظرا لأن حصة الطاقات المتجددة تمثل حاليا حوالي 35 بالمئة من إجمالي إنتاج الطاقة في البلاد، مذكرا بأن المغرب يطمح إلى بلوغ معدل 52 بالمئة بحلول سنة 2030، وهو ما سيضعه في مرتبة متقدمة عن العديد من البلدان الأوروبية. وسلطت المجلة الأمريكية، في هذا السياق، الضوء على الجهود التي بذلها المغرب خلال السنوات الأخيرة بهدف الحد من اعتماده على مصادر الطاقة بالسوق الدولية، مع التركيز بشكل خاص على المصادر المتأتية من الطاقات الشمسية والريحية، التي تعتبر "ركيزة السياسة الطاقية في البلاد." ومن المتوقع أن يتم تحقيق هذا الهدف بفضل محطة الطاقة الشمسية بورزازات، والتي ستنتج في المرحلة الأولى، المقرر تدشينها السنة الجارية، 160 ميغاوات. كما ينتظر أن يولد هذا المشروع، مع تشغيله الكامل، ما مجموعه 580 ميغاوات من الكهرباء. ومن المنتظر أيضا أن تلبي هذه المحطة، الممتدة على مساحة 2500 هكتار، الحاجيات الطاقية التي ستتزايد في السنوات المقبلة. يذكر أن هذا المشروع الضخم يندرج في إطار الاستراتيجية الطاقية للمملكة التي تم تسطيرها وفقا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرامية إلى النهوض بالتنمية البشرية المستدامة، وأساسا من خلال استخدام التكنولوجيات الجديدة النظيفة. وبفضل تثمين إمكانات الطاقة الشمسية، سيساهم المشروع المغربي للطاقة الشمسية في الحد من التبعية الطاقية، وحماية البيئة من خلال تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة، ومكافحة التغيرات المناخية. وسيمكن المشروع، بعد نهاية الأشغال به، من ادخار حوالي مليون طن من المحروقات سنويا، وتجنب إصدار انبعاثات غازية تفوق 3,7 مليون طن من ثاني اوكسيد الكربون.