قال رئيس مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية، خير الدين حسيب، إنه يعقد الآمال على حكمة المغرب في أن يُحقق التحول في الجامعة العربية خلال مؤتمرها، الذي سيحتضنه في مارس المقبل. وزاد خير الدين حسيب إن المغرب يتوفر على كافة الإمكانيات التي تؤهله كي ينتهز فرصة الدورة المقبلة للجامعة لأجل "إحداث الإصلاحات اللازمة لبعث الحياة فيها". وتأسف قائلا :"للأسف الجامعة خُطفت، خطفتها السعودية وقطر، ونعتمد على المغرب كي يقوم باللازم لحمل إلى رأس الهيئة أمينا عاما جديدا يعطي لها ولا يأخذ منها. نعول كثيرا على المغرب لتفعيل مشاريع وخطط إصلاح الجامعة". أيضا، قال خير الدين حسيب، الذي كان يحاضر يوم الجمعة 22 يناير 2016 بالمعهد العالي للإعلام والاتصال حول موضوع :"العرب والعالم.. إلى أين ؟" بدعوة من مؤسسة محمد عابد الجابري، إنه يراهن على "حكمة المغرب لإقناع الجزائر بوضع ملف الصحراء جانبا وتفعيل اتحاد المغرب الكبير". وأضاف :"من العار أن تظل الحدود بين المغرب والجزائر مغلقة في ظل كل هذه الظروف وفي الوقت الراهن". وتساءل مستنكرا :"ما الذي يمنعنا نحن العرب في التعاون ما بيننا بغض النظر عن كل ما يفرق بيننا من مواقف وتموقعات؟". وأضاف موضحا :" هاذي دول أوروبا متكتلة في اتحاد ، فهل هذا يعني أنها موحدة على كافة الأصعدة؟ إنها تتجاوز اختلافاتها لأجل خلق قوة وجدار مواجهة متراص". وركز خير الدين حسيب محاضرته، التي ألقاها بحضور مكثف لقيادات يسارية وإسلامية وفي مقدمتهم بنسعيد أيت إيدر، وعبد الواحد المتوكل وفتح الله أرسلان، القياديان في جماعة العدل والإحسان، وعبد الرحيم شيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وسعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للعدالة والتنمية، ومحمد اليازغي، الكاتب الأول السابق للاتحاد الاشتراكي، فضلا عن مجموعة من الباحثين والجامعيين، (ركز محاضرته) على مستجدات المنطقة العربية سياسيا، وتحولات الاستيراتيجيات السياسية للدول العظمى، ممثلة بالخصوص في أمريكا وروسيا، بشأن هذه البلدان سيما بعد رفع الحظر الدولي على إيران. والرهانات المستقبلية للمنطقة، التي تعيش مخاضا عسيرا تزداد حدة عسره مع تقلب وتغير توجهات المتحكمين في خيوط اللعبة. واعتبر خير الدين حسيب الانفتاح على إيران ضرورة حتمية. وقال إن التعامل مع إيران "يفرض الاحتراز والحذر. فليس هناك عدو أو صديق دائم. بل هناك مصالح لابد أن تُراعى". وقال إنه لا بد من التعامل معها من منطلق أنها "عمق استيراتيجي إسلامي"، و"صديق محتمل وليس عدوا محتملا، فحال العداء لن يوصلنا إلى نتيجة "، مع "العمل على خلق أمن خليجي عربي إيراني وتفعيل اتفاقية دفاع عربي مشترك من خلا إنشاء قوات عربية مشتركة". وقال إن مخاوف المسلمين السنة اتجاه محاولات إيران لنشر التشيع، لا "أساس لها من الصحة. ف95 بالمئة من المسلمين عبر العالم هم سنة وليس في مقدور إيران من الناحية اللوجستيكية والمادية تشييعهم حتى وإن أرادت ذلك". وحمل العراقي خير الدين حسيب للسعودية، بشكل خاص المسؤولية الكبرى والأساسية في كل ما عرفته منطقة الخليج العربي، بدءا باحتلال العراق من قبل القوات الإمريكية وما ترتب عنه من تقسيم لهذه الدولة، الذي قال إن "التفتيت يتهددها" وإلى تحكم الحوتيين باليمن، مرورا بالوضع الكارثي في سوريا والعنف العبثي الذي ينشره تنظيم داعش، الذي قال إنه "صنيعة أمريكية، وأمريكا ستعمل كل ما بوسعها للقضاء عليه في أقرب الآجال بعدما لم تعد تستعمله ورقة ضغط". وفي سياق تشخصيه هذا، قال إن الأوضاع المتأزمة للمنطقة العربية، غطت على القضية الفسلطينية، التي أكد أنه لابد من "إعادة الاعتبار لها لتعود قضية العرب الأولى". ونبه المفكر السياسي والاستيراتيجي، خير الدين حسيب، إلى التحول الذي سيشهده الخليج العربي في المقبل من السنوات، حيث قال إن المستقبل سيحمل "خليجا أغلبيته غير عربية بالنظر إلى التحولات التي سيفرضها تطبيق حقوق الإنسان بهذه المنطقة من ضرورة منح المقيمين والمواطنين الأجانب من غير أبناء بلدان المنطقة حق الجنسية. وبالنظر إلى النسب العالية للأجانب خاصة من الهند وباكستان، ستفرز خليجا عربيا بأغلبية غير عربية. وهو المعطى الذي لابد من الانتباه إليه والتحضير له".