كارثة بيئية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تلك التي استفاقت على وقعها ساكنة منطقة أولاد علي بإقليم الفقيه بن صالح صباح يوم الإثنين الماضي، إثر اكتشاف نفوق كميات كبيرة من الأسماك بمختلف الأحجام والأنواع بنهر أم الربيع الذي يمر مجراه من المنطقة، وذلك بفعل التلوث الكبير الذي يعيشه هذا النهر من مدة طويلة. ورجحت مصادر محلية في اتصال هاتفي بجريدة الأحداث المغربية، أسباب نفوق هذه الأسماك إلى مخلفات معاصر الزيتون «المرجان» التي تنتشر بشكل كبير في المنطقة والجماعات المجاورة التي يمر منها كذلك مجرى النهر، مؤكدين على أن ذلك يمكن أن يكون جزء من سبب النفوق. كما أضاف المصدر نفسه، أن هناك سببا آخر هو عبارة عن النفايات التي تخلفها مطاحن الفلفل الأحمر التي يتم إلقاؤها مباشرة في النهر، وذلك في ظل غياب كامل للمراقبة من طرف السلطات المحلية والهيئات المنتخبة. وفي السياق نفسه، طالب مجموعة من الناشطين الجمعويين السلطات المختصة بضرورة التدخل العاجل للتحقيق في الموضوع، في أفق التعرف على الأسباب الحقيقية الكامنة وراء تلوث مياه نهر أم الربيع، والقطيعة مع «المسكنات» التي دأبوا على انتهاجها بعد كل كارثة بيئية تطفو على السطح. يهدف التحقيق حسب الناشطين، بالأساس إلى إيجاد مقاربة بيئية ناجعة وحلول آنية للحيلولة دون تفاقم هذه الظاهرة إلى ما لا تحمد عقباه، خاصة في ظل اعتماد بعض الفلاحين على مياه النهر الملوثة في سقي مزروعاتهم، ما يشكل خطورة بالغة على صحة المواطنين. عادل المحبوبي