وصل الدين الذي في ذمتهم لشركة «ليديك»، 58 مليون سنتيم. فكان القرار بقطع التيار الكهربائي عن مساكنهم. هم قاطنو التجمع الصفيحي المعروف ب «دوار سي غانم» نسبة إلى مالك الأرض الأصلي التي بنيت فوقها الدور الصفيحية، ويرتبط قاطنوها بعقود كراء مع مالك الأرض. ظلت مساكن دوار «سي غانم» قابعة في مكانها منذ عقود، فبعد أن كانت الأراضي الفلاحية تحيط بها من كل جانب، طوقتها المباني الاسمنتية في تصاميم للفيلات، وظلت منازل الدوار على حالها، تنتظر التفاتة ترفع عنها التهميش. ترتبط منازل الدوار بعدادات جماعية تحصي استهلاك المنازل، ويتم السداد عن طريق «جباة» حوالي 15 فردا من السكان عينتهم شركة «ليديك» للقيام بهذه المهمة، دون أن تحظى عملية الاستخلاص بفواتير تثبت ما يستهلكه كل منزل على حدة. الأمر الذي فاقم الوضع وراكم الديون حتى وصلت مديونية قاطني «دوار سي غانم»، الذي يبلغ عدد “البراريك” الموجودة به حوالي 300 “براكة”، 58 مليون سنتيم. غير أن قرار قطع التيار الكهربائي عن مساكن الدوار انطلاقا من العاشرة من صباح أول أمس الأربعاء، جعلت السكان يخرجون إلى امتداد «شارع سيدي عبد الرحمان»، باتجاه شاطئ عين الذئاب لتنفيذ وقفة احتجاجية، رافضين قرار قطع التيار الكهربائي عن منازلهم، محاولين احتلال الشارع للتنبيه للمشاكل التي يتخبطون فيها منذ عقود. انطلقت شرارة الاحتجاج بقطع التيار الكهربائي، لكن السكان اغتنموا الفرصة للمطالبة بايجاد حل لمشاكلهم المزمنة، مطالبين بإعادة هيكلة مساكن «دوار سي غانم»، أو ترحيل إلى مناطق أخرى، بعد تمتيع بمساكن تحفظ آدميتهم، وتصون كرامتهم كسكان ينتمون إلى العاصمة الاقتصادية للمغرب. احتجاج سكان «دوار سي غانم» استدعى حضور رئيس المنطقة الأمنية لأنفا، وقائد مقاطعة عين الذئاب وعشرات من رجال الأمن والسلطة المحلية الذين طوقوا المحتجين، وفتحوا معهم حوارا مباشرا، تم خلاله استدعاء ممثل شركة ليديك، حيث تمخض الحوار عن إعادة التيار الكهربائي للمنازل مؤقتا، مع إعطائهم مهلة ثلاثة أيام لتسديد الدين الذي في ذمتهم إلى شركة «ليديك». فهل سيستطيع السكان الوفاء بالدين؟...