هدد مهاجر إفريقي بمحاولة انتحار وهو يقف على سطح منارة كنيسة إنجليزية، قبل أن يصير مهددا بالسجن، بعد هبوطه وإيقافه من قبل مصالح أمن طنجة. وقد أثار مكان وقوع هذا الحادث، الذي شهدته طنجة مساء أول يوم من السنة الجديدة، اهتمام السلطات المحلية بطنجة، حين تم إشعار مصالح الأمن والوقاية المدنية، بإقدام أحد المهاجرين من دول جنوب الصحراء، على محاولة الانتحار، بعدما تمكن من الصعود إلى سطح بناية المعبد الإنجليزي، الواقع بجوار سوق ساحة تاسع أبريل وسط المدينة. المفاوضات التي باشرتها مختلف المصالح المعنية من أجل إقناع هذا الشخص بالعدول عن الانتحار، استمرت لحوالي ست ساعات، منذ الرابعة مساء، بعدما قدم بطل هذا الحادث نفسه على أنه مهاجر كاميروني، يرغب في الحصول على وثائق الإقامة وتوفير مسكن، وهو ما دفع بالسلطات المحلية إلى الاستعانة بمهاجرة كاميرونية في محاولة لطمأنته من أجل النزول لمناقشة أوضاعه، لكنه أصر على البقاء فوق برج الكنيسة. وكان لون بشرته وتحدثه باللغة الفرنسية، من العوامل التي ساعدته على جعل الجميع يعتقدون في البداية بأن الأمر يتعلق فعلا بمهاجر إفريقي، لجأ إلى الكنيسة المذكورة ليثير انتباه الجهات المسؤولة حول ظروفه إقامته، لكن سرعان ما انكشفت هويته الحقيقية، بعدما بدأ يستسلم مع طول مدة انتظار استجابته لنداءات المسؤولين، نتيجة برودة الجو، ليتم إنزاله، وهو يحمل في جيبه بطاقة التعريف الوطنية. الشاب الذي جعل محاولته تحظى باهتمام الأجهزة الأمنية والبعثات الأجنبية والإفريقية، المهتمة بشؤون الهجرة، من مواليد 1992 بمدينة طنجة، ويعاني حسب بعض المقربين منه من بعض الاضطرابات نتيجة ظروفه الاجتماعية الصعبة، بعدما صار بدون مأوى بعد وفاة والدته، وظل يعاشر بعض المهاجرين من دول جنوب الصحراء. المعطيات الأولية للبحث الذي تباشره الشرطة القضائية لولاية أمن طنجة، لم تستبعد فرضية محاولة المعني بالأمر اقتحام الكنيسة بدافع السرقة، قبل أن يقوم بتمثيل سيناريو محاولة الانتحار، حيث سيتم إحالته على القضاء بعد إنهاء البحث معه، بعد وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة المختصة. محمد كويمن