أعلنت تركيا، أمس الأربعاء، أنها ستشرع، اعتبارا من الثامن من شهر يناير المقبل، في فرض تأشيرات الدخول على المواطنين السوريين الوافدين إليها، بحرا وجوا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، طانغو بيلغيغ، في مؤتمر صحفي يوم أمس، إن القرار يستثني السوريين الوافدين إلى تركيا عبر المنافذ البرية الموجودة بين البلدين،موضحا أن تطبيق نظام "التأشيرة" على السوريين القادمين من دول أخرى يندرج في إطار الحد من الهجرة غير الشرعية. وفيما يخص الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن عبور عناصر من تنظيم "حزب الاتحاد الديمقراطي" (الكردي السوري) إلى الضفة الغربية من نهر الفرات، أوضح الناطق باسم الخارجية التركية أن بلاده تراقب التحركات الحاصلة في المنطقة عن كثب، مؤكدا عدم وجود تقدم لعناصر التنظيم باتجاه غرب الفرات. من جهة أخرى أوقفت الشرطة التركية الاربعاء رجلين تشتبه بانتمائهما الى تنظيم الدولة الاسلامية كانا يعدان لهجوم انتحاري مزدوج ليلة راس السنة في انقرة, فيما تشهد تركيا حالة استنفار قصوى منذ الاعتداء الدامي الذي شهدته العاصمة في اكتوبر. ويأتي توقيف الرجلين على خلفية تعزيز التدابير الامنية امام التهديدات الارهابية في بلدان اخرى خاصة في بلجيكاوالنمسا وفي روسياوموسكو تحديدا بعد الاعتداءات الجهادية في باريس في 13 نوفمبر. وذكرت محافظة انقرة في بيان على موقعها الالكتروني "في اطار تحقيق تتولاه النيابة العامة في انقرة والاعمال التي تقوم بها شرطة انقرة القي القبض على شخصين عضوين في تنظيم داعش الارهابي قبل ان ينتقلا الى الفعل". وقدم المشبوهان بالاحرف الاولى لاسميهما, ام.سي وايه واي, بدون اي تفاصيل اخرى. لكن وسائل الاعلام التركية قالت انهما تركيان وانهم يخضعان للتحقيق في شعبة مكافحة الارهاب. واضاف البيان ان الشرطة صادرت اثناء العملية "سترة متفجرة جاهزة للاستعمال وحقيبة ظهر مليئة بالمتفجرات ومحشوة بكرات وقطع فولاذية". اعتقلت شرطة مكافحة الارهاب المشتبه بهما في شقة في ماماك وهي ضاحية شعبية لانقرة حيث قامت الشرطة بعمليات تفتيش استمرت ساعات بحثا عن عبوات متفجرة في المبنى وقربه بمساعدة كلاب الاثر, وفق وكالة انباء دوغان. وكانت الشرطة تتعقب الرجلين منذ بعض الوقت قبل توقيفهما. وكانا يستعدان لتنفيذ اعتداءات انتحارية مساء الخميس في مكانين (امام مركز تجاري وعلى شارع راق) في ساحة كيزيلاي المركزية المكان التقليدي للاحتفال براس السنة بحسب محطات التلفزة التي قالت ان احد المكانين المستهدفين هو مكتب النائب العام في انقرة ثاني مدن تركيا بعد اسطنبول مع تعداد سكاني يقدر ب5,2 ملايين نسمة. ويحتشد الاف الاشخاص عادة في هذه الساحة للاحتفال بالسنة الجديدة. – حالة انذار – تعيش تركيا في حالة انذار منذ الهجوم الانتحاري المزدوج الذي ادى الى مقتل 103 اشخاص وجرح اكثر من 500 امام محطة القطارات المركزية في العاصمة التركية في 10 اكتوبر قبل تجمع كبير من اجل السلام نظمته الحركات المناصرة للاكراد. واعتبرت السلطات الاسلامية المحافظة في انقرة تنظيم الدولة الاسلامية المشتبه الاول في هذا الهجوم الاكثر دموية في تاريخ البلاد. ومنذ ذلك الحين تكثفت حملات الاعتقال في الاوساط الجهادية في تركيا في ظل رئاسة رجب طيب اردوغان الذي اتهم لفترة طويلة بالتعاطف مع الجماعات الاسلامية المتطرفة. وتشارك تركيا في التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية, وتتقاسم حدودا مشتركة طويلة مع سوريا والعراق حيث يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات شاسعة. وذكرت النسخة الالكترونية لصحيفة "حرييت" ان الرجلين كانا يخططان لتنفيذ هجوم اكثر دموية من هجوم تشرين الاول/اكتوبر الذي اثار الصدمة في البلاد. الى ذلك اعدت السلطات التركية قائمة باكثر من 26 الف جهادي محتمل تحظر دخولهم الى اراضيها كما كثفت عمليات الطرد التي شملت اكثر من 2300 شخص منذ الاول من كانون الثاني/يناير 2014 بحسب اخر الاحصاءات الحكومية. واوروبا ايضا في حالة استنفار منذ اعتداءات باريس التي اوقعت 130 قتيلا. والثلاثاء اوقفت قوات الامن البلجيكية شخصين يشتبه بانهما كانا يحضران لتنفيذ اعتداءات في بروكسل اثناء الاحتفال برأس السنة. وفي النمسا اعلنت الشرطة السبت انها رفعت مستوى الامن في فيينا ومدن اخرى في البلاد بعد ان اخطرت باحتمال وقوع اعتداءات اثناء فترة اعياد نهاية السنة. كذلك في موسكو, ستكون الساحة الحمراء مكان التجمع الرمزي الرئيسي للاحتفال براس السنة, هذه السنة للمرة الاولى مغلقة امام الناس لهذه المناسبة كما اعلنت السلطات الاثنين, في اطار المخاوف من اعتداءات تستهدف العاصمة الروسية.