رشيدة داتي تزور الداخلة والعيون وتعود الثلاثاء إلى الرباط لتوقيع اتفاقيات    المغرب أمام فرصة استراتيجية لتعزيز التعاون الأمني والعسكري مع موريتانيا ومالي    مندوبية التخطيط تكشف عن عدد الفقراء في المغرب.. والمدخول السنوي للأسر يصل ل9 ملايين    الأمطار الأخيرة تحيي أمل الفلاحين في الشمال وتحسن الفرشة المائية    مصرع شاب تحت عجلات "تراكتور" بثلاثاء كتامة    جيتكس إفريقيا يسرّع التحول الرقمي    المغرب يتبوأ رئاسة لجنة حقوق الإنسان للأمم المتحدة: تكريم لدوره الفاعل في تعزيز حقوق الإنسان والحوار الدولي    توزيع خوذات على سائقي الدراجات    قمة الاتحاد الإفريقي: مساهمة جوهرية وعالية للمغرب في كافة المواضيع    التوقيع على اتفاقية إطار بين قطاع الصناعة التقليدية وبريد المغرب والغرف المهنية لإطلاق برنامج مندمج لدعم القطاع ورقمنة خدماته    أداء إيجابي ينهي تداولات البورصة    مباحثات قضائية بين المغرب والسنغال    بوعياش تنبه إلى إيقاف صرف الدعم المباشر عن عائلات فقيرة بالمغرب    ميناء طنجة المدينة.. إحباط محاولة لتهريب أزيد من 64 ألف قرص مخدر وتوقيف ثلاثة أشخاص    "ممتلكات البيضاء" تخلق نقاشا حادا    بوطازوت تتعرض للإغماء في تصوير    افتتاح رابطة فرنسية بالعيون لتعزيز التعاون الثقافي بين الرباط وباريس    تحديد مواقع أولية لتسع سفن غارقة خلال الحرب العالمية الأولى على طول سواحل الأقاليم الجنوبية للمملكة (بلاغ)    اكتشاف اثري شمال المغرب قد يعيد كتابة تاريخ المنطقة    محامون مغاربة يطالبون بمنع أو محاكمة وزيرة المواصلات إسرائيلية خلال زيارتها للمغرب    استعدادًا للكان ومونديال 2030.. أبرشان يدعو الجماعة والجهة إلى رفع الدعم السنوي لاتحاد طنجة إلى ملياري سنتيم لكل منهما    السعودية تعد لقاء ترامب مع بوتين    تساقطات ثلجية وزخات رعدية بالمغرب    العثور على جثة التيكتوكر المفقود بسبب تحدي في عرض البحر    القمة العربية المصغرة تتأجل 24 ساعة    نتنياهو يتعهد بتنفيذ "خطة ترامب"    فيلمان سينمائيان يتقاسمان صدارة جوائز "بافتا" البريطانية    الإصابة بالصداع النصفي .. الأعراض والتخفيف من الألم    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    رئيس الفيدرالية البيمهنية للدواجن يفرد ل"رسالة 24″ : أسباب ارتفاع اسعار الدجاج والبيض    المدير العام للإيسيسكو يشيد بمبادرات الملك محمد السادس في المجال الاجتماعي    لليوم الرابع على التوالي.. تراجع أسعار النفط عالميا    النصيري يقود فريقه فنربخشة للفوز على قاسم باشا    فيروس "H5N1".. سلالة جديدة من إنفلونزا الطيور تنتشر    سعد لمجرد يدافع عن بسمة بوسيل ويرد على الإساءات ضد المغربيات    موتشي وكوثر تيسيا يفاجئان الجمهور بإعلان علاقتهما    الهلال السعودي يحتج على التحكيم ويطالب بحكام أجانب    الزمالك يخطط لتفعيل بند شراء عقد محمود بنتايك من سانت إتيان    المغرب يؤكد أمام قمة الاتحاد الإفريقي على موقفه الثابت والراسخ من عدالة القضية الفلسطينية    مصر للأمة العربية تناصر    أبطال مدارس جذور المعرفة للتعليم الخصوصي بالعرائش يفوزون بالبطولة الوطنية لكرة السلة    تجديد الثقة في بن الماحي ممثلا للقارة الإفريقية بالاتحاد الدولي للدراجات    عبد الإله بنهدار يصدر مسرحيته العاشرة    بلقصيري تسدل الستار على النسخة الأولى من منتدى القراءة والإبداع    دوري أبطال أوروبا: حظوظ سيتي "1 %" لتخطي ريال مدريد بحسب غوارديولا    مدينة الجديدة تستعد لاحتضان معرض دولي لتربية المواشي في دورته الثانية    ترتيب فرق القسم الأول للبطولة الوطنية عقب مباريات الدورة ال21    العالم العربي يقف اليوم على أعتاب لحظة تاريخية    القمة الإفريقية تدعو إلى وقف التطبيع مع إسرائيل وتصف الحرب على غزة ب "الإبادة الجماعية" وتطالب بمحاكمة مرتكبيها    رئيس الأنتربول : المغرب سينظم نسخة استثنائية لكأس العالم في كرة القدم    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    حقيقة تصفية الكلاب الضالة بالمغرب    خبير يكشف التأثير الذي يمكن أن يحدثه النوم على التحكم في الوزن    تفشي داء الكوليرا يقتل أكثر من 117 شخصا في أنغولا    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    والأرض صليب الفلسطيني وهو مسيحها..    جامعة شيكاغو تحتضن شيخ الزاوية الكركرية    









مفكرون وأكاديميون ومبدعون مصريون يحتفون بإنتاجات الراحلة فاطمة المرنيسي
نشر في الأحداث المغربية يوم 23 - 12 - 2015

أقيمت مساء أمس الثلاثاء بمقر المجلس الأعلى للثقافة المصري، احتفالية نظمها المجلس بتعاون مع "ورشة الزيتون" ومركز "آكت" بالقاهرة، تم خلالها الاحتفاء بعالمة الاجتماع والكاتبة المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي، من خلال قراءات لمجموعة من أعمالها بمشاركة عدد كبير من المفكرين والمثقفين والأكاديميين والمهتمين والإعلاميين.
وتم خلال ندوة، أقيمت بالمناسبة، سبر الجوانب الثقافية والفكرية والعلمية والاجتماعية لإنتاجات وأعمال فاطمة المرنيسي التي وصفها المفكر والشاعر المصري شعبان يوسف، منشط هذه الإحتفالية، بكونها اسم كبير في مجال الإنتاج العلمي والفكري، وبأنها رائدة الحركة النسوية في العالم العربي.
وقال شعبان يوسف، في تقديمه لهذا اللقاء "إننا في ظل الوضع الثقافي الراهن الذي لازالت فيه المرأة مضطهدة، بحاجة للرجوع إلى ظواهر مثل فاطمة المرنيسي التي عملت على تأصيل وجود المرأة في العالم العربي كإنسان"، مشددا على أن الراحلة كانت "ظاهرة علمية وليست ظاهر هتافية".
وأبرزت عزة كامل، الكاتبة الصحفية والناشطة الحقوقية، رئيسة مركز "آكت"، كيف أن الراحلة فاطمة المرنيسي كانت تفكر من داخل النسق الإسلامي للمطالبة بحقوق المرأة العربية، وكيف اقتحمت المسارات الفقهية من أجل استنباط ما هو إيجابي بهدف تحقيق مطالب المرأة، مؤكدة أنها كانت تعتبر أن "التخوف من الحرية للمرأة هو تخوف من الحداثة".
كما أبرزت كيف أن فاطمة المرنيسي كانت تطرح أسئلة مجتمعية، يتداخل فيها ما هو سياسي بما هو مجتمعي وأنتروبولوجي واقتصادي وفكري وتراثي، وردت في هذا الصدد على بعض الطروحات التي قالت إن فكر المرنيسي كان نتيجة لتأثرها بالمفكرة الفرنسية سيمون دي بوفوار، مؤكدة أن الأولى كانت أكثر شجاعة من الثانية بالنظر لاختلاف السياقين الاجتماعي والسياسي في كل من فرنسا والمغرب.
وقدمت الناقدة والروائية شيرين أبو النجا، من جهتها، قراءة نقدية في المنهج الفكري لفاطمة المرنيسي، مستهلة قراءتها بالقول إنها تركت مدرسة لها كثير من المريدات، ومنهن فاطمة الزهراء أزرويل في مصر، وإن أعمالها ترجمت إلى الكثير من اللغات وصارت مراجع معتمدة في الدراسات الاجتماعية عبر العالم.
وأضافت أن الراحلة كانت كذلك أولى النساء اللائي اقتحمن مجال "الاستغراب" في مقابل "الاستشراق"، وبرهنت على ذلك بمقتطفات من كتابها "شهرزاد ترحل إلى الغرب"، مؤكدة أن المرنيسي التي كانت تنتقد أوضاع المرأة العربية لم تتوان في انتقاد التصور الغربي والكليشيهات التي كانت لديه حول المرأة العربية من جهة، وتصوره للمرأة الغربية نفسها التي جعلها تعاني من "سجن نفسي".
وقالت في هذا الصدد، إن فاطمة المرنيسي تمكنت في مؤلفها "نساء على أجنحة الحب" الذي اعتبرته بمثابة سيرة ذاتية، من تحويل "الحريم" بدلالته المكانية من فضاء للعزلة والوحدة إلى مكان تنسج فيه المرأة وتغزل خطابا حول القوة والمعرفة من خلال تقنية السرد الذي جعل شهرزاد في ألف ليلة وليلة تنجو من سيف القتل. كما جعلت منه فضاء لمساهمة المرأة في المقاومة ضد المستعمر الفرنسي الذي كان يحتل المغرب، وللحفاظ على الهوية والتقاليد في ظل هذا الاستعمار.
وأكدت أن "الحريم" كفضاء تحول مع فاطمة المرنيسي إلى مساحة للتعبير عن أفكار والحديث عن أحداث، وإلى مساحة للقوة بالنسبة للمرأة، حيث كانت تنادي بالإصلاح وباكتساب المرأة للمعرفة كمصدر قوة ل"مواجهة الحريم اللا مرئي القابع في ذهن كل امرأة".
ومن جهته، أكد رئيس المجلس الأعلى للترجمة في مصر، أنور مغيث، أن فكر وإنتاج الراحلة حول المرأة لم يكن من قبيل الإيديولوجيا، بل كان إنتاجا علميا حقيقيا كانت تعمد إلى ترسيخه معرفيا بما يكسب مقولاتها قوة ومتانة، وكانت تتعامل مع التاريخ الإسلامي والتراث في هذا الصدد بنظرة وبمنهج متجددين لتبرز كيف أن "واقع المرأة في التاريخ الرسمي لا علاقة له بالواقع الحقيقي"، وكيف أنها ساهمت عبر العصور في الحياة الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية، معتبرا أن الراحلة استفادت في ذلك من مناهج التجديد الفرنسية.
غير أن أنور مغيث، أكد أن دفاع المرنيسي عن تحرر المرأة العربية "لم يكن تسليما بالتصور الغربي لهذا التحرر"، مبرزا في هذا الصدد أنها بينت حقيقة المرأة في الإسلام وانتقدت كذلك الثقافة الغربية في هذا المجال وتصور الغربيين للمرأة بشكل عام.
وخلص إلى القول إن فاطمة المرنيسي اكتسبت مصداقيتها على المستويين العربي والعالمي، بفضل جهدها في مجال البحث العلمي، وبفضل تصوراتها ومفاهيمها المعرفية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن أعمالها ترجمت إلى أكثر من 35 لغة ولهجة.
وبينما قدمت الكاتبة الروائية صفاء النجار، قراءة أدبية لإنتاجات فاطمة المرنيسي، أبرزت فيها أنها اكتشفت من خلال أعمالها، وخاصة منها "شهرزاد ترحل إلى الغرب"، أن "هناك فرقا بين شهرزاد الغربية وشهرزاد العربية"، وأنواع "الحريم" الذي كان بمثابة حاجز بين المرأة والرجل، والمساهمة الحقيقة للمرأة في التراث والتاريخ الإسلاميين، ركزت فاتن مرسي أستاذة الأدب الانجليزي والمقارن على المشروع الاجتماعي لفاطمة المرنيسي من خلال رصدها لواقع المرأة المغربية والمرأة العربية والمقارنة بينه وبين واقعها في الثقافة الغربية.
كما ركزت على الجانب المتعلق بقراءة الراحلة للتراث العربي والإسلامي ومكانة المرأة فيهما، وعلى النظرة الإستشراقية للمرأة العربية وخاصة عن طريق "الفن العربي الإستشراقي".
وقد شهدت هذه الاحتفالية التي تم في بدايتها عرض شريط وثائقى حول فاطمة المرنيسي بعنوان " الرباط، فاطمة والسندباد " نقاشا تناول مختلف جوانب إنتاج ونشاطات الراحلة، وكذا مضامين العروض التي شهدتها الاحتفالية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.