خرج تلاميذ الثانوية التأهيلية الإمام الشطيبي ببلدية غفساي بإقليم تاونات في مسيرة احتجاجية غاضبة مساء الأربعاء على خلفية مقتل زميل لهم على يد أحد عتاة المجرمين وصاحب سوابق عدلية متعددة بالمنطقة ، ولم يستطع التلاميذ الوصول إلى وسط مركز بلدة غفساي بعد ان حاصرتهم السلطات المحلية بقيادة باشا الدائرة الذي ارجع التلاميذ الى داخل حرم المؤسسة التعليمية، حيث استمرت احتجاجاتهم أكثر من ساعتين رافعين شعارات تطالب بمحاكمة المتهم بقتل زميلهم ، وكذا توفير الأمن بمحيط المؤسسة والمزيد من تقوية الإنارة العمومية التي لازالت تعرف ضعفا رغم ما عرفته من إعادة تهيئتها وتجديد مصابيحها ، التي تبقى ضعيفة بل ومنعدمة على مستوى مخارج البلدة في اتجاه دواري تزغدرة وبابت البير المجاورين لمركز غفساي ، حيث تكثر الدراجات أغلبها لا يتوفر على الوثائق مما يفسح المجال لاحتمال تعرض التلاميذ والتلميذات لاعتداءات خصوصا خلال هذه الأشهر من السنة حيث الحصة المسائية الأخيرة تصادف نزول الظلام . وأكدت المصادر أن الطفل البالغ من العمر 15 سنة ،تعرض إلى اعتداء شنيع من طرف المتهم وهو عائد من المؤسسة التعليمية ، عقب انتهاء آخر حصته الدراسية المسائية عند الساعة الساسة مساء ، لكنه فوجيء باعتراض سبيله من طرف المتهم ، وهو شاب في العشرينات من عمره من أصحاب السوابق العدلية ويتحدر من دوار تامسنيت التابع لنفوذ جماعة الرتبة بنفوذ الدائرة ذاتها حيث يقطن بمعية والده بمركز غفساي الذي يكتري به منزلا ب، من أجل استكمال أبنائه الصغار الآخرين الدراسة بالبلدة ذاتها ، فيما يتحدر الضحية من دوار بوعلالة جماعة سيدي الحاج امحمد التابعة لنفوذ نفس الدائرة، و يكتري هو الآخر منزلا بمركز بلدة غفساي لاستكمال ومتابعة دراسته التأهيلية حيث يتابع دراسته بمستوى الجذع المشترك بالثانوية الإمام الشطيبي بسبب غياب ثانوية تأهيلية بجماعته الأصلية. وأفادت المصادر بأن الضحية تلقى طعنات عدة على مستوى العنق بواسطة سكين ، تسببت له في جروح عميقة، تعرض من خلالها لنزيف دموي حاد، استدعى نقله على وجه السرعة لتلقي العلاجات، غير انه توفي وهو في طريقه إلى المستشفى الإقليمي بتاونات ، فيما أصيب زميل له كان بمعيته بجروح وكسر على مستوى إحدى يديه تم نقله إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الضرورية . وأكدت المصادر ذاتها على أنه فور شيوع خبر الحادث المفجع تم استنفار العناصر الأمنية للبحث عن الجاني الذي لاذ بالفرار عقب ارتكابه لجريمته ، و قامت السلطات الأمنية بحملة تمشيطية واسعة على أكثر من منطقة وحي ببلدة غفساي بحثا عن المتهم، وتعقبه وجهته . وأضافت نفس المصادر، أن البلدة لا زالت تعيش على وقع الحادث المؤلم من خلال ما تعرفه من استمرار تلك الحملة التمشيطية حيث يجري توقيف كل من يتم الاشتباه فيه او له سوابق قضائية، بهد ف الاستماع إليه و التحقيق معه قبل إطلاق سراحه في محاولة للتوصل الى خيوط وملابسات الجريمة ،التي لازال ترخي بظلالها على التلاميذ بالبلدة ،حيث خلفت رعبا وهلعا في صفوفهم ، خصوصا أولائك الذين يكترون منازل بالبلدة حيث يستكملون دراستهم بالثانوية التأهيلية الإمام الشطيبي بعيدين عن أولياء أمورهم بالدواوير البعيدة عن المركز او الذين يغادرون المؤسسة في اتجاه دواري بابت البير وتازغدرة مشيا على الاقدام وتحت جنح الظلام . وفي الوقت الذي لم تعرف فيه الأسباب الحقيقة لهذه الجريمة الشنعاء التي اقترفها هذا الشاب في حق التلميذ حيث من شأن التحقيقات التي باشرتها الضابطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة الكشف عن ظروف وملابسات الحادث ، فقد أكدت مصادر من المنطقة أن جمعيات المجتمع المدني من جمعيات حقوقية وجمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ وكذا الأسرة التعليمية دخلت على الخط حيث أدانت بشدة هذا الاعتداء السافر وطالبت الجهات المسؤولة من سلطات محلية وأمنية ووزارة التربية الوطنية باتخاذ المزيد من التدابير والإجراءات لتوفير الأمن بمحيط المؤسسات التعليمية في المنطقة، التي تعرف انتشارا كبيرا لاستعمال المخذرات في صفوف الشباب لم يسلم منها حتى التلاميذ ،وهو ما يهدد مستقبلهم أمام التوسع الملفت لزراعة نبتة القنب الهندي الخبيثة في المناطق المجاورة لمركز غفساي .