ليست مهربة للسلع، ولم يكن يوما لأفواج العابرين لنقطة باب سبتةالمحتلة، حينما اختارت سيدة مغربية أن تمر للجانب الإسباني من المعبر، كانت برفقة سيدة اخرى، تسير ببطء وبدا عليها الوهن، مما جلب أنظار العناصر الأمنية الإسبانية بالنقطة الحدودية، خاصة عندما لم تتمكن من الاستمرار في مسارها، وطلبت من أحدهم أن يعطيها شربة ماء. كان مساء أحد والمعبر شبه خال، إلا من بعض السيارات العابرة في الإتجاهين، حينما حلت السيدة التي أثارت انتباه الأمنيين هناك، وهب بعضهم لمساعدتها، كانت شابة مغربية الجنسية، لكنها أكدت لمراقبي الحدود الإسبان، أنها تمتلك وثائق إقامة إسبانية وفي طريقها للمستشفى بالمدينة المحتلة، لتضع مولودها حيث فاجأها المخاض بمنزل أحد أفراد أسرتها. كان الوضع حرج، مما دفع بعنصري أمن لإدخالها لأحد المكاتب الساخنة، واستدعاء سيارة الإسعاف للحضور على عجل، لكن يبدو أن المخاض كان في آخر مراحله، وبدأت السيدة في وضع مولودها، وساعدها في ذلك عنصرين أمنيين إضافة للسيدة التي كانت برفقتها. قبل أن تصل سيارة الإعاف لتنقلها ومولودها على وجه السرعة للمستشفى. لا علم للأمنيين بتفاصيل الولادة ولا كيفية التعامل مع الموقف، لكن يبدو أن التكوينات التي تلقوها سابقا كانت وراء إمكانية إنقاذ الأم ومولودها، ولو في تلك الظروف. بحيث تمت عملية الولادة باستعمال الهاتف، إذ كان أحدهما على اتصال مباشر بطبيب مختص، كان يقدم له المعلومات وكيفية القيام بما يجب القيام به، لحين وصول سيارة الإسعاف، حيث انتهت عملية الولادة ككل في مدة لا تزيد عن أربع دقائق. وصلت سيارة الإسعاف مسرعة، لكن بعد إتماما كل تفاصيل الولادة، لتنقل الأم ومولودها وهما في صحة جيدة، وفق تأكيدات طبية من المستشفى المدني بالمدينة السليبة. حيث فضلت الأم رغم المخاطر ان يولد ابنها بسبتةالمحتلة، خاصة وأنها تتوفر على وثائق الإقامة، مما يجعله يولد بمجموعة حقوق، وهي طريقة تستعملها حتى بعض الأسر ممن ليست لديهم أي إقامة، بحيث يستعملون هاته الطريقة، لكونها تمكن الأبناء مستقبلا من سهولة الحصول على وثائق الإقامة بالبلد الجار. مصطفى العباسي