ساعات قليلة بعد مغادرة سيارات المكتب المركزي للأبحاث القضائي النفوذ الترابي لإقليم خنيفرة و على متنها ثلاث مشتبه بانتمائهم لخلية إرهابية، كانت سيارة دفع رباعي مرقمة بطنجة، و يقودها شيخ ملتحي، تجتاز المدخل الشمالي لحاضرة زيان، مُحدثة ارتباكا واسعا في صفوف الأجهزة الأمنية و السلطة المحلية التي استنفرت عيونها لتعقب و ترصد "الكات الكات" في مسعى لمعرفة سر الزيارة المفاجئة لصاحبها لحاضرة زيان. فسائق السيارة، الذي لم يكن سوى الشيخ السلفي محمد الفيزازي، ولسوء حظه، تزامن حلوله بالمدينة مع لحظات عصيبة أمنيا، جعلته محط أنظار عناصر الاستخبارات قبل أن يتبين لهؤلاء أن "القضية خاوية"، و ألا علاقة للمعتقل السابق على خلفية أحداث 16 ماي الإرهابية، بالخلية الداعشية التي تم تفكيكها، و أن الرجل إنما حلّ بخنيفرة "باش يكمل دينو عاوتاني" للمرة الخامسة. فللمرة الخامسة في عمره الذي جاوز الخمسة و الستين عاما، و الثالثة منذ استفادته من العفو الملكي سنة 2012، يقدم المُنَظِّرُ السابق للسلفية الجهادية على عقد قرانه.. و بعد زوجتين من المنطقة الشمالية و عروس ثالثة فلسطينية و رابعة سوسية، استقر رأي الشيخ، الذي يشتغل حاليا خطيبا بمسجد طارق بن زياد بطنجة، هذه المرة، على مصاهرة أسرة زيانية، تقدم يوم السبت الماضي، لخطبة كريمتهم التي تصغره بحوالي 40 سنة، مستغلا في ذلك أنه من أصل زوجاته الأربعة لم تبق إلا ثلاث منهن على ذمته. و كانت إيناس مزيد الزوجة الفلسطينية للشيخ قد صرحت مؤخرا: "لا يستطيع الفيزازي أن يتزوج علي حسب مدونة الأسرة الجديدة، لذا أنا بالنسبة له الزوجة الأخيرة"، و هو تصريح تجاهله تماما الشيخ الفيزازي، الذي يعتبر من أشرس المدافعين، قولا و فعلا، عن تعدد الزوجات فقد قطع مسافة 314 كيلومترا الفاصلة بين طنجة و خنيفرة للظفر بالزوجة "الخامسة"، "ربما لاحساسه أن الدين بالنسبة له لا يكتمل الا بأربع نساء، يمكن للمرئ أن يتخلى عن واحدة باستمرار ليعوضها بأخرى" حسب متابع لمسار الفيزازي، ثم أضاف "كلها وهمو". محمد فكراوي