لم يجد المغربي رشيد السراج، القابع بسجن مدينة بارما المحلي شمال يطاليا، وسيلة للتبليغ عن تظلماته إلا بتسريب تسجيلات يوثق اعتراف الحراس بتعنيفهم له. فقد قام المهاجر المغربي، البالغ من العمر 40 عاما، بطرق أبواب مسؤولي السجن والاحتجاج على سوء المعاملة الذي يتعرض له من طرف الحراس، وذلك بتسجيل مقابلاته التي وصفتها وسائل الإعلام في البلاد ب«الصادمة والمخزية»، مطالبة بإصلاح المؤسسات السجنية وتأهيل العاملين فيها. وبعد حصوله على ما يكفي ليدين به المتورطين في تعنيفه، ربط السراج الاتصال بجمعية «قانون جيد» التي تشتغل على قضايا الهجرة وحقوق الانسان بروما، وسلمها التسجيلات، إذ قررت نشرها لفضح تجاوزات الحراس. وفور علمه بالواقعة، تفاعل وزير العدل الإيطالي، أندريا أورلاندو، إيجابيا مع شكاية السجين المغربي وعين مفتشين خاصين للبحث في التجاوزات التي كشفت عنها التسجيلات. وقال أولاندو في بيان له إن الوزارة ستعمل على متابعة قضية المغربي والتحقيق مع المتورطين، مطالبا إدارة السجون بالتعاون مع المحققين. ووفق الملف الذي أعدته الجمعية حول قضي السراج، فمنذ سنوات وهو يقوم بتسجيل مقابلاته مع الحراس دون أن يكشف عنها ويحتج عليهم، لكن دون أن يحرك المسؤولون عن إدارة السجون ساكنا، بالمقابل تزايد عدد الشكاوى من موظفين السجن ضده. ويقضي السجين المغربي، الذي يخوض إضراب عن الطعام منذ شهر، عقوبة حبسية مدتها 10 سنوات و4 أشهر بسبب الاعتداء الجنسي، قضى منها 6 سنوات، حيث مر خلالها ب 11 مؤسسة سجنية بإيطاليا.