لماذا نعيش على ايقاع التقتيل المتنامي بيننا، مرهبا النفوس البريئة؟ يأتيها بلا موعد و يختطف أرواحها، مقررا ذلك باسم دين مزعوم. ما الذي وصل بهذا الدين حد هذا الفهم الخاطئ الذي يصير شيئا فشيئا ببشاعة لا تتطاق و لا تغتفر. لا يغفرها المجتمع و الناس لهؤلاء المجرمين، أما الله فلا يحب أن تقتل نفس بغير حق. و من أعطى الحق لجاهلين أن يقرروا بإسم الدين و أن ينصبوا نفسهم حكاما و مجاهدين.؟ و هل لعب العلماء و الفقهاء دورهم كاملا في تنوير العقلاء عن الجهاد الذي اختزل فيه الارهابيون كل الدين، كما كانت المقررات الدراسية القديمة تدرسه دون مراعاة لما يمكن فهمه و ما يمكن تأويل؟! الدين الإسلامي أرحب و أعمق اذا وضعت الأمور في مواضعها. لا يمكن أن نستمر في تقسيم هذه الأرض إلى كفار و مسلمين، و أن على المسلمين نشر الدعوة ليعم الإسلام الأرض كخاتم للديانات. لنحتسب عدد المسلمين في العالم، سنجده عددا باهرا، هل اتفق كل هؤلاء على ما فيه خير للعالم؟ التفرقة و عدم وضوح الرؤى تترك المجالا ممفتوحا أمام الإرهاب. الإسلام دين التسامح و قبول الآخر و التناظر بالحجج الدامغة و تحكيم العقل و التأمل. لا يمكن لكل من سمع اسطوانة بالية للأحاديث و تفسيرها الخاطئ في غالب الأحيان، أن يصير مفتيا داعية. و لعل غياب العلماء المجتهدين المتنورين المتحدثين بلغة العصر عن ساحة الإجتهاد الفقهي، هو ما يترك المجال لهؤلاء ليجيشوا العقول البسيطة، و يزرعوا فيها بدرة الإرهاب. و حده الإجتهاد الفقهي ما يمكنه محاربة ما تسميه هذه العصابات جهادا. و لعل في نهج الاجتهاد تحصين أكبر للدين الإسلامي الذي غدا يتعرض للتحريف مع هذا الفهم و التأويل الخاطئين الذين يروج لهما هؤلاء القتلة. بيروت و باريسعواصم جميلة فتكها الارهاب و لا مكان في العالم يسلم من تهديداته. اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا و انزع الفتنة عن كل بقاع العالم.