الساعة تجاوزت بقليل التاسعة صباحا من يوم الجمعة، عندما تعالت أصوات الصراخ من داخل بيت منعزل بمنطقة أزرراك بالدراركة، فجأة جرى أفراد من ساكنة الدوار نحو مصدر النحيب ليتقصوا الخبر المفجع: «الهواري ذبح زوجته حتى كاد أن يفصل العنق عن الجسد ثم انتحر بشنق نفسه». اشمأزت النفوس للجريمة، لما عرف عن المرأة من تفان في العمل بإحدى التعاونيات النسائية، قبل أن ترتبط في سن الأربعين برجل "فنيان" يصغرها بخمس سنوات. عون السلطة بالمنطقة كان أول من تلقى الخبر، فأخبر مرؤوسيه والدرك الملكي بالدراركة. وفي أقل من نصف ساعة، حضرت عناصر من الشرطة القضائية بالقيادة الإقليمية للدرك، والشرطة العلمية بعين المكان، كما استدعيت مصلحة الطب الشرعي، وسيارة الإسعاف واستغرقت عمليات البحث والتقصي أربع ساعات ونصف قبل نقل الجثتين نحو مستودع الأموات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني. «الزوجان حملا معهما سرهما »، يقول مصدر من عين المكان، لكن الأسباب الظاهرة تؤكد أن الرجل المزداد سنة 1971 متقاعس عن العمل وبسبب ذلك كانت شريكة حياته على خلاف معه، وكان آخر شجار بينهما يوما واحدا على الفجيعة، بعد رفضه مساعدة الزوجة في جني محاصيل الزيتون فنهرته بقولها «إيلا ما باغي تخدم هز علي حوايجك والله يعاونك». الضحية من مواليد 1966، تمنت أن يكون الشريك زوجا مساعدا فآوته ببيتها، ومنذ أربع سنوات تدبر أمور العيش باعتبارها عضوا منخرطة بإحدى جمعيات إنتاج زيت الأركان ومشتقاته بأزرراك، نادرا ما يشتغل الزوج في أعمال البستنة ويعتمد على رفيقة حياته في كل شيء. وقع المأساة كان قاسيا على والدي الضحية سيما وأن الأب طريح الفراش بسبب المرض من مواليد 1936 ، بذل جهودا من أجل استقرار ابنته فآوى الزوج ببيت مستقل، لكن بعد أربع سنوات توثرت العلاقة فقرر يوم الجكعة أن يدمر كل شيئ، وأن يقتل نفسه بيده، ذبح الزوجة بغرفة النوم وانتحر بفناء المنزل باستعمال حبل. إدريس النجار