موجة الاحتجاجات ضد الحكومة تتوسع دائرتها. فبعد المعركة الاحتجاجية التي خاضها الأطباء ضد الحسين الوردي بسبب الخدمة الصحة الإجبارية، العدوى تنتقل إلى وزارة التربية الوطنية بتنظيم الأساتذة المتدربون لمسيرة ضخمة، ضمت الآلاف منهم بالرباط. الأساتذة المتدربون الذين خرجوا في مسيرة وطنية، رددوا شعارات يطالبون من خلالها بإلغاء ما يصفونه بالمرسومين «المشؤومين»، اللذين سبق للحكومة وأن صادقت عليهما قبل بداية الموسم الدراسي بدون استشارة ممثلي الأساتذة والنقابات التعليمية. أحد المرسومين ينص على تخفيض من حجم منحة التكوين، أما الثاني فيفصل التكوين عن التوظيف، الذي أصبح بموجبه الأستاذ المتدرب مطالبا باجتياز مباراة ما بعد التخرج من أجل الالتحاق بسلك التعليم العمومي. وينتمي الأساتذة الذين تجمعوا أمام مقر وزارة التربية الوطنية بالعاصمة الإدارية، لأكثر من أربعين مركزا، ثم انطلقوا في مسيرة صوب مقر البرلمان، تحت مراقبة أعين السلطة، ولم يترددوا في تحميل الحكومة مسؤولية تدهور أوضاع التعليم، وهي التي تدعي إصلاح منظومة التعليم، لكنها في نفس الوقت تجهز على مكتسبات الأساتذة الذين يعتبرون الحلقة الأهم في هذا الإصلاح. سعاد شاغل