اعتبر رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، أن حزبه يملك من المقومات والشروط ما يجعله يتحول من "حزب عادي إلى حزب تاريخي". وقال إن حزب الجرار، حتى وإن كان "فتي العود"، بالنظر إلى عمره القصير في المشهد الحزبي المغربي هو الذي تأسس قبل 6 سنوات الآن، فهو حزب مؤهل ل"الإسهام في المشروع المجتمعي الديمقراطي الحداثي". وأكد بنشماش، الذي كان يتحدث السبت 14 نوبنر 2015 في الجلسة الافتتاحية للدروة ال20 للمجلس الوطني لحزب الجرار، أن نتائج الحزب في الاستحقاقات الانتخابية المخلتفة الأخيرة، سواء المهنية أو الترابية الجماعية والجهوية أو الخاصة بتجديد أعضاء مجلس المستشارين، شكلت واحدا من الرهانات، التي ربحها للبرهنة على أنه "حزب تاريخي مطالب بآداء مهمة تاريخية"، وهو النجاح، الذي قال بنشماش إنه "بوابة لترجمة قدرة الحزب على التحول إلى حزب تاريخي". بنشماش لم يفوت الفرصة دون الإشارة إلى أن "نجاحات" حزب الأصالة والمعاصرة جعلته "هدفا دائما لضربات قوية وهجمات قاسية ممن ساءتهم صلابة الحزب ونجاحه ويحسبون ضمن رجالات الدولة وفي مقدمتهم رئيس الحكومة". لكنه استدرك موضحا "لن نضيع الوقت في الترهات التي من شأنها أن تلهينا عن المعركة الأساسية المتمثلة في توفير وتقوية شروط الحزب لتقديم الإسهام في توطيد المشروع الوطني". ودعا بنشماش أعضاء المجلس الحاضرين إلى الحرص على استغلال الدورة، وهي الأخيرة قبل المؤتمر الوطني المقبل للحزب، الذي اقترح الأمين العام للحزب مصطفى البكوري أيام 22 و23و 24 يناير 2016 موعدا لانعقاده، على "التحلي بالشجاعة المدنية وممارسة النقد الذاتي على الدوام لأجل حزب قوي وعصري يسري في روحه الوعي الشقي والقلق الجميل". من جانبه، حدد الأمين العام لحزب الجرار، مصطفى البكوري محاور أشغال الدورة العادية ال20 للمجلس الوطني للحزب، حينما اقترح لها عنوانا : "إعطاء الدينامية ل3 مسيرات، المسيرة الوطنية، والمسيرة الديمقراطية، والمسيرة الحزبية". وفي هذا السياق، دعا البكوري المشاركين إلى تحليل الخلاصات الأولية لنتائج الانتخابات الأخيرة بغاية التحضير الجيد، على حد قوله، للانتخابات المقبلة المزمع إجراؤها في نهاية 2016. وأكد البكوري إن الحزب مدعو إلى "إنضاج خياراته بغاية تحقيق مزيد من الوضوح في خطاباته"، وإلى "ترسيخ الممارسة الديمقراطية الداخلية"، وإلى "تحقيق المزيد من النجاعة على مستوى سير الهياكل والأجهزة التنظيمية"، وإلى "ابتكار سبل التصدي للتحديات التي تواجه الحزب ومن شأنها تكريس وجود نوعي له في المشهد السياسي يدعم وجوده الكمي"، وإلى "ترصيد وتوسيع وتعزيز الرأسمال الشعبي للحزب" . وقال البكوري إن الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة وضعت الحزب بالنظر إلى النتائج الإيجابية التي حققها فيها أمام "فرصة تاريخية لممارسة فعل أقوى في التدبير المحلي وتدبير القرب".