منذ التاسعة والنصف صباحا، وقفن أمس أمام محكمة الاستئناف للاحتجاج على مشهد بشع ما تزال جروحه ماثلة، مشهد اغتصاب طفلة من قبل قائد يقطن بالدشيرة الجهادية ويشتغل بولاية العيون القائد أدين بالغرفة الجنائية الابتدائية يوم 13 يناير من سنة 2011 بسنة نافذة، وبعد مرور سنة، ما زال ملفه يتأرجح باستئنافية أكادير إلى يوم أمس، الذي انطلقت فيه أول جلسات استئناف القضية، فقررت جمعية «ماتقيش ولدي» رفقة متعاطفين مع الفتاة تنظيم هذه الوقفة. وتساءلت زهرة المنشودي كيف يغتصب قائد عمره 64 سنة، طفلة عمرها 12 سنة منذ أربع سنوات ومازال حرا طليقا يمارس مهامه؟ وقفة احتجاجية طالبت بإنزال أقصى العقوبات بالقائد، منددة بالتأرجح والتلكؤ اللذين طبعا الملف منذ أوائل سنة 2009 . منذ أربع سنوات، كانت الطفلة سهام ذات 12 سنة تلعب رفقة بنات القائد بالدشيرة الجهادية، عندها كانت أمها العاملة منهمكة بالاشتغال في أحد البيوت، واستغل القائد ذلك، فصرف بناته ليختلي بالطفلة، عملية الاستغلال ستتكرر، فكان يطلب من الأم ترك ابنتها مع بناته ليلعبن كما شئن. ظل القائد من خلف الستار يلعب لعبته، يستغل سهام إلى أن افتض بكارتها ليفتضح أمره. مغامرات القائد تلتها ظهور علامات الحمل على الطفلة، وعند نقلها إلى الطبيب ظهرت الحقيقة الصادمة، قاصر في سنتها الثانية عشرة ونيف تحمل، وبكارتها مفتضة، فمن يكون الفاعل؟ سؤال محير طرحته الأم على ابنتها فكان الجواب أكثر صدمة: القائد يصرف بناته إلى مهام جانبية ليختلي بها. القائد من مواليد 1952 بطانطان، مطلق وله أربعة أبناء، مازال يشغل نفس المنصب بولاية العيون، أنكر في البداية قيامه بعملية الافتضاض المتبوعة بالحمل في حق طفلة، غير أن الأم بمساعدة مجموعة من العاطفين قامت بجميع الإجراءات، مصرة أن تسترد ابنتها حقها، وفي يوم 9 يوليوز من سنة 2009، أجريت التحاليل على الحمض النووي للقائد، والطفلة القاصر، والمولود الذكر الذي خرج إلى الوجود. التحاليل أجريت بمختبر الدرك الملكي بالرباط، وأثبتت النتيجة أن المولود من صلب القائد، وبناء عليها وعلى قرائن أخرى، أدانت المحكمة الابتدائية الجد نائية بعد سنتين من الانتظار القائد بسنة نافذة. منذ سنة على صدور الحكم الابتدائي والأسرة تنتظر الحكم ألاستئنافي إلى يوم أمس عندما شرعت استئنافية أكادير في النظر في الملف. نعيمة أم الطفلة القاصر البالغة 16 سنة وجدة هذا الطفل البريء ذي الأربع سنوات، تشتغل في البيوت وتناشد العدالة أن تنصف ابنتها من خلال اعتراف القائد بهذا الولد، وتمتيع ابنتها المنهارة نفسيا بحقوقها المادية، وإنزال أقصى العقوبات بالمتهم. زهرة المنشودي منسقة جمعية «ماتقيش ولدي» بجهة سوس ماسة بدورها طالبت بإنزال أقصى العقوبات بالقائد، وأكدت عزم الجمعية على النضال حتى ينال هذا المسؤول أقصى العقوبات.