في مفاجأة جميلة و تحمل دلالات رمزية كبيرة، تلى الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي رسالة ملكية أمام الحضور الذي اجتمع في المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، اليوم الجمعة 30 أكتوبر 2015، ليخلد محطة للوفاء تزامنا مع الذكرى الخمسين لاختطاف الشهيد المهدي بن بركة، و قد وصف جلالة الملك بن بركة في الرسالة بأنه "كان رجل سلم كما كان قريبا من العائلة الملكية". الرسالة وجهها جلالة الملك محمد السادس للأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، بصفته رفيق الشهيد ومنظم الاحتفال المخلد لذكراه في مكان له دلالاته. كان ذلك أمام حضور وازن، يتقدمهم الضيف المميز الأخضر الإبراهيمي، والذي كان آخر شخصية التقت بنبركة في مصر قبل السفر إلى حنيف ومنها إلى باريس حيث تم اختطافه، اضافة للحضور اللافت للمستشار الملكي عمر عزيمان. ومن الفقرات القوية في الرسالة الملكية: "كيفما كان الحال فابن بركة قد دخل التاريخ: ليس هناك تاريخ سيء أو تاريخ جيد، وإنما هناك التاريخ كما هو : ذاكرة شعب بأكمله". و أثار جلالة الملك انتباه الحاضرين الى أنه: "يجب ألا ننسى أن أعداء المغرب قد قاموا باستغلال القضية للإساءة لصورة بلادنا". و أضاف جلالته: "إن الدول تبنى على تاريخها، بإيجابياته وسلبياته، وشعب بلا تاريخ هو شعب بلا هوية، ولن يكون له مستقبل. لذا، فإنه يجب استخلاص الدروس والعبر من قضية ابن بركة، وجعلها في صالح الوطن، لتساعدنا على البناء وليس على الهدم." كما صفق الحضور لقول جلالة الملك في نفس الرسالة: "رغم ان الذكرى تأتي في وقت ما تزال فيه العديد من التساؤلات مطروحة دون إجابات، فقد حرصنا على مشاركتكم هذا الحدث دون عقدة أو مركب نقص في هذه القضية تقديرا لمكانته لدينا ولدى المغاربة". و جاء تخليد ذكرى الشهيد بن بركة هذا العام، بمبادرة من الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، رفيق النضال، و قد احتضنت هذا اللقاء، المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط اليوم، ابتداء من الساعة الخامسة مساء، و ذلك بمشاركة ثلة من خيرة الشخصيات التي عاصرت الشهيد، وعدد من الباحثين والمثقفين، المغاربة والعرب والأجانب، سيقدمون على مدى الاحتفالية مداخلات أكاديمية وشهادات خاصة، محورها «مكانة الشهيد المهدي بنبركة في التاريخ المعاصر». اللقاء بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية أطره كل من الأستاذين عبد الرحمان اليوسفي، وفتح الله ولعلو، ومن المقرر أن تلقى بمناسبة هذا الاحتفاء بهذه الذكرى عدد من العروض من اقتراح كل من محمد الأشعري، و محمد الساسي الذي عنون مداخلته ب "مهمة بناء الحزب اليساري العصري"، اضافة الى مداخلة للباحث الطوزي حول شخصية المهدي بنبركة. المناسبة عرفت أيضا تقديم كل من عبد الرحمان اليوسفي و الأخضر الإبراهيمي، المبعوث الأممي السابق إلى سورية، لشهادتين عن الشهيد، زعيم اليسار المغربي والحركة الاتحادية ودينامو «مؤتمر القارات الثلاث»، المهدي بنبركة.