تم مساء السبت الماضي رسميا تقديم مشروع "النساء المغربيات العاملات في النسيج على مر الزمن" الحائز على جائزة "طاقة، فن واستدامة من أجل إفريقيا". في يونيو الماضي، كان معرض ميلانو 2015 أطلق، بتعاون مع العملاق الإيطالي في مجال المحروقات "إيني"، مسابقة دولية لفائدة المشاريع التي تثمن الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة والفن بإفريقيا. وشاركت المنظمة غير الحكومية شبكة النساء الصانعات التقليديات بالمغرب، "ريفام دار المعلمة"، بدعم من وكالة "بريسما كوم" (المغرب) و"سولوزيوني غروب" (إيطاليا)، بمشروع يتمحور حول عمل النساء المغربيات العاملات في النسيج. ويبرز المشروع، حسب المشرفين عليه، "منتجا فنيا وطنيا يحمل مشروعا مجتمعيا، يتسم بحكمة اقتصادية وغذائية وتوازن بيئي". كما يكرم المشروع وينقل الواقع المعيش للنساء العاملات في النسيج بالمغرب وإبداعهن، مع دعمهن في طموحهن للحفاظ على التوازن الإيكولوجي من خلال الارتباط بالأرض والفلاحة ومن خلال نقل المهارة وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة. وحسب واضعي تصور المشروع، فإن "النسيج، في هذا المشروع، ينظر إليه في بعده الحقيقي، كعامل للتنمية المستدامة والارتباط والترسخ في الأرض وكذا حماية للبيئة". وقال رئيس منظمة "ريفام دار المعلمة"، عبد الكريم عواد إن المنظمة، ومن خلال هذه المبادرة، تأمل في تكريم آلاف النساء اللائي، يعملن بإصرار وتفان عبر أنحاء المملكة، على الرغم من كافة صعوبات قطاع الصناعة التقليدي الغني بإبداعه ودوره الاقتصادي والبيئي. وجرى تقديم المشروع بالمعرض بحضور عدد كبير من المواطنين المغاربة الذين قدموا خاصة من فرنسا ومن عدة مناطق بإيطاليا. كما تم تنظيم نقاش تفاعلي بين المحاضرة فوزية تالوت مكناسي عن وكالة "بريسما كوم" التي قدمت المشروع، وزوار المعرض من كافة الجنسيات، خاصة بشأن الإسهام الاقتصادي للنساء اللائي يعملن في مجال الصناعة التقليدية. وشارك ممثلو العديد من البلدان الإفريقية في هذا النقاش للمقارنة بين وضعية النساء الصانعات التقليديات بالمغرب وفي بلدانهم، مما مكن من بلورة نقاش مثمر حضره على الخصوص عمدة دوالا في الكاميرون وممثلو تونس وتانزانيا. وفي إطار مسابقة "طاقة، فن واستدامة من أجل إفريقيا"، كان قد تم اختيار عشرة مشاريع منذ يونيو الماضي وفق معايير الجدوى والاستدامة الاقتصادية والأثر الإعلامي. وكان ممثلو 12 بلدا مشاركين في هذه المسابقة (بوركينا فاصو والكاميرون وإثيوبيا وغانا وكينيا ومدغشقر والموزمبيق ومالاوي والمغرب وتانزانيا والطوغو وتونس)، قد نشطوا الخميس الماضي مؤتمرا صحافيا قدموا خلاله مشاريع بلدانهم. وتم تقديم هذه البلدان ضمن ثلاث مجموعات وفق المواضيع المعالجة، ويتعلق الأمر ب"الطاقة الموظفة في التكنولوجيا الملاءمة مع السياق الإفريقي" (التي تتركز على الجوانب التقنية العلمية للطاقة في تونس والطوغو والموزمبيق ومالاوي ومدغشقر، و"أهمية الفن في نشر مواضيع الطاقة المستدامة" (يرتكز على البحث الفني في إثيوبيا وتانزانيا وكينيا)، و"الطاقة وإعادة التدوير كمحركات للصناعة التقليدية" (حيث الفن والإبداع يصبحان محركات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الكاميرون وبوركينا فاصو والمغرب وغانا. وحسب منظمي المسابقة، فإن الهدف يتمثل في إشراك الشباب والمهنيين والمؤسسات والمقاولات والحقل الأكاديمي في مختلف البلدان الإفريقية، وذلك بشكل عرضي، في إطار موضوع الولوج إلى الطاقة والتنمية المستدامة. واعتبروا أن إشراك هذه البلدان الاثني عشر من القارة الإفريقية، يمكن أن يشكل انطلاقة مسلسل لتنمية وتحسين الولوج إلى الطاقة، وهو ما من شأنه تحرير كافة القوى الإبداعية والسوسيو اقتصادية بغية تطوير الاستدامة البيئية. وقد تمت برمجة سلسلة من التظاهرات الثقافية والفنية، إلى غاية 29 أكتوبر الجاري، بموقع (إكسبو 2015) في إطار هذه المسابقة.