صدر، أمس الثلاثاء، العدد السابع عشر من مجلة "ذوات" الثقافية الإلكترونية، التي تصدرها من الرباط مؤسسة "مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث" مخصصا ملفا حول واقع مشاركة المرأة العربية سياسيا، خصوصا بعد ما يعرف ب "الربيع العربي". ويقف هذا الملف، الذي شارك فيه عدد من الباحثين، عند المعيقات والمشاكل التي تحول دون مشاركة المرأة الناجعة في المشهد السياسي العربي، ويحاول الإجابة عن مجموعة من الأسئلة، من بينها "كيف يمكن للمرأة العربية أن تتخطى كل الحواجز لتكون عنصرا فاعلا سياسيا ¿ وكيف تمر من الحضور الصوري الشكلي إلى دائرة الفعل والتغيير والبناء ¿". ويضم هذا الملف، الذي أعده الكاتب والإعلامي التونسي عيسى جابلي، أربعة مقالات : الأول للباحث والكاتب الأردني يوسف ربابعة بعنوان "المرأة والمشاركة السياسية في الربيع العربي .. أحلام الثورة ونكوص الواقع"، والثاني للباحثة المصرية صفاء خليفة بعنوان "أبعاد تمكين المرأة في المجتمعات العربية بين الدين والمجتمع"، والثالث للباحثة التونسية آمنة الرميلي وسمته ب"المرأة العربية والسياسة .. الجهد الضائع"، ثم مقال رابع للباحثة المغربية إكرام عدنني عنوانه "المعوقات الاجتماعية والثقافية أمام التمكين السياسي للمرأة العربية .. أي دور للدين ?". وحاورت المجلة في إطار الملف الباحثة التونسية آمال قرامي، التي أوضحت فيه أن الدين لا يمثل عائقا أمام دخول النساء معترك العمل السياسي، بل هو "فهم النصوص الدينية، أو بمعنى أوضح الفعل التأويلي البشري الذي سيج النصوص، وجعلها تسير في اتجاه احتكار الرجال النشاط السياسي". وتقديما للملف، كتبت رئيسة تحرير المجلة، الإعلامية المغربية سعيدة شريف، أنه "إلى وقت قريب كان موقع المرأة العربية يتحسن في مختلف المجالات الثقافية، والفكرية، والفنية، والاجتماعية، والاقتصادية، بل وحتى السياسية، حيث احتلت المرأة العربية في بعض الدول مواقع مهمة، وحظيت بتمثيلية "مهمة" في البرلمانات العربية، بل وحتى في الحكومات السابقة، خاصة بعد توقيع مجموعة من البلدان العربية على اتفاقية مناهضة التمييز ضد المرأة، وتخصيصها لنظام المحاصصة أو ما يعرف بالكوطا النسائية، الذي تم اللجوء إليه من أجل رفع تمثيلية المرأة في المشهد السياسي، لكن هذا الموقع سرعان ما عرف تراجعا كبيرا مباشرة بعد الثورات العربية أو ما يعرف بالربيع العربي، رغم أن المرأة كانت وقود الثورة، وساهمت إلى جانب الرجل في الدفاع عن الحرية والكرامة، وإرساء الديمقراطية الحقة". ويتضمن باب "رأي ذوات" مقالا للباحث اليمني جمال حسن بعنوان "الرواية بين الإبداع والمعرفة"، ومقالا ثانيا للباحث المغربي عبد اللطيف الخمسي بعنوان "في حداثة التربية على حقوق الإنسان"، والثالث للباحث والكاتب السوري طارق عزيزة بعنوان "أزمة المواطنة في البلدان العربية"o ويشتمل باب "ثقافة وفنون" على مقالين : الأول للكاتبة والناقدة المغربية لطيفة لبصير تحت عنوان "أمكنة تتحدث في أدب أليس مونرو"، والثاني للباحث اليمني محمد مرشد محمد الكميم عن "حالات الماء .. اختراق الفلسفي للأدبي في (عندما يطير الفلاسفة)". ويقدم باب "حوار ذوات" لقاء مع الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني، أجراه الكاتب عبد الدائم السلامي، يتحدث فيه عن الفلسفة العربية، والهوية، والإرهاب، والمشهد السياسي العربي والعالمي فيما تقدم الكاتبة والباحثة السورية والخبيرة في قضايا المرأة والطفل علياء أحمد مقالا بعنوان "التربية بالحب نمو حقيقي للإنسان"، وذلك في باب "تربية وتعليم".