كتبت صحيفة (لو باريزيان) أن اتفاق تكوين أئمة فرنسيين بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات، الذي تم التوقيع عليه السبت بطنجة، بحضور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، يهدف إلى تجنب وقوع المساجد في أيدي دعاة متشددين، والمساهمة، بالتالي، في نشر الإسلام الحقيقي بفرنسا. وقالت الصحيفة، في مقال بعنوان "هولاند يرغب في تكوين أئمة بالمغرب وفرنسا"، إنه بفضل هذا الاتفاق، الذي وقعه وزير الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي لوران فابيوس، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، يلتزم المغرب بتكوين خمسين إماما فرنسيا في السنة. ونقلت الصحيفة عن رئيس اتحاد مساجد فرنسا محمد الموساوي قوله إن الدروس، التي ستلقن بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات، تتمحور حول إسلام منفتح ومتسامح. وأضافت الصحيفة أن المغرب يكون عددا من الأطر الدينية لفائدة مساجد مالي وغينيا وكوت ديفوار، بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات، الذي تم تدشينه في شهر مارس الماضي، حيث يتابع عدد من الطلبة الفرنسيين تكوينهم. وأعرب اتحاد مساجد فرنسا المنخرط في محاربة كل اشكال التطرف، عن قناعته بأن تكوين الأئمة بالمغرب، من اجل النهوض بإسلام معتدل ووسطي، يجب ان يكون في صلب أي سياسة للوقاية من الانحرافات. واكد الاتحاد في بلاغ صدر غداة التوقيع بطنجة على إعلان مشترك يتعلق بالتعاون المغربي الفرنسي في مجال تكوين الأئمة بمعهد محمد السادس ، ان المعهد سيستقبل كل سنة ، خمسين طالبا فرنسيا من اجل متابعة تكوين لمدة تصل في المتوسط الى ثلاث سنوات . وذكر الاتحاد بأن الفوج الاول المتكون من عشرين طالبا، ينحدرون من مختلف مناطق فرنسا، التحقوا بمعهد محمد السادس ، منذ تدشينه، فيما سيلتحق بهم ثلاثون آخرون خلال شتنبر الجاري ، مشيرا الى ان الاتفاق الثنائي ل19 شتنبر ، حول تكوين الأئمة الفرنسيين بالمغرب، يفتح آفاق جديدة في ميدان تكوين الأطر الدينية، خاصة عبر وضع آليات للمتابعة ترمي الى ضمان تنسيق أفضل بين فرنسا والمغرب . واضاف الاتحاد ان المرشحين الفرنسيين الذين سيتم تكوينيهم بمعهد محمد السادس، سيسجلون بفرنسا من اجل متابعة تكوين جامعي اضافي. واوضح البلاغ ان هذا التكوين الذي سيتم بعشرة جامعات ومعاهد فرنسية، مفتوح في وجه الائمة ومسؤولي الجمعيات المكلفة بتدبير اماكن العبادة ، والمرشحين ليصبحوا وعاظا. وقال المصدر ان الطلبة الذين قدمهم الاتحاد، والذين تابعوا بنجاح تكوينهم بكل من المغرب وفرنسا، سيلتحقون بمكان عملهم،المحدد سلفا ، بموجب اتفاقية ثلاثية بين اتحاد مساجد فرنسا والمرشح و الجمعية المدبرة لمكان العبادة. و قد تم التوقيع السبت بطنجة على الاتفاقية المتعلقة بالتعاون المغربي الفرنسي في مجال تكوين الائمة ، بمعهد محمد السادس ،وذلك بحضور الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. ووقع الاتفاقية لوران فابيوس، وزير الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسي ، وأحمد التوفيق وزير الاوقاف والشؤون الاسلامية. وأكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق ، بهذه المناسبة، ان توقيع الاعلان المشترك المغربي الفرنسي حول تكوين الائمة ،الذي جرى تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ، هو "حدث ديبلوماسي مهم". وأضاف التوفيق ،في تصريح صحافي بمناسبة التوقيع على الإعلان ، أن "ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي السيد فرانسوا هولاند حفل توقيع الاعلان المشترك المغربي الفرنسي حول تكوين الأئمة "حدث ديبلوماسي غير عادي " مبرزا أنه "لأول مرة يوقع إعلان مشترك مع بلد ينتسب الى الحضارة الغربية ويقع اتفاق حول مسائل اساسية تهم استعمال الدين وتضع الاصبع على ما ينبغي ان يكون عليه الدين كمصدر للخير والسلام والمحبة ". وأشار التوفيق الى أن "تكوين الائمة في المغرب ليس بالأمور المستجدة، في حين ان تكوين الائمة في بلد مثل فرنسا يبقى من الامور الجديدة " ، مبرزا ان "الاعتراف بأهمية تكوين الأئمة هو اعتراف بالنموذج المغربي ، الذي ينبع من إمارة المؤمنين ، التي هي حامية الملة والدين من كل ما يسيئ اليه والساهرة على ترقية الامور المرتبطة بالدين ، ومواكبة ما استجدت عليه من امور عديدة ،منها ما يتعلق بتفاصيل الحضارة الحديثة وما ينبغي الاجوبة عنه من اسئلة هذه الحضارة، ومواكبة ما يقع من تقدم في العلوم الانسانية، ومواجهة ما وقع من تلوث في الجو السياسي ومحاولة استغلال الدين في السياسة" . وابرز في هذا السياق ان "المستجدات التي تعرفها الحضارة الانسانية جعلت إمارة المؤمنين تعطي أوامرها في المغرب منذ 12 سنة لتكوين جيل جديد من الائمة"، مجددا التأكيد على أن "التحاق فرنسا بهذه الفكرة اعتراف بالنموذج المغربي الاصيل" . وتنص الاتفاقية ،حسب ذات المصدر ، على أن يتولى المغرب تكوين أئمة لفرنسا على أن يختارهم المغرب وفق مقاييس معهد محمد السادس لتكوين الائمة والمرشدات وبتوافق مع مساجد فرنسا وجمعيات المساجد، مع حرص باريس على أن يكون هناك تكوين تكميلي في فرنسا حسب ما تقتضيه قوانينها ومساطرها. وأشار التوفيق ،بخصوص ديباجة الاعلان المشترك المغربي الفرنسي ،الى أن هذه الديباجة تنص على "امور مشتركة حول إرادة تكوين جيل جديد من الأئمة من أجل إسلام بعيد عن التحريف والفتنة ،التي هي عدوة الدين ، وبعيدا عن كل ما يسيئ الى هذا الدين، وهي مسألة مشتركة لأن المسلمين أينما كانوا ترعاهم إمارة المؤمنين ،خاصة اذا كانوا من رعايا أمير المؤمنين في المغرب أو في غيره من البلدان". وينص الإعلان على إنشاء آلية للتتبع والتنسيق بين البلدين وعقد اجتماعين على الاقل في السنة بحضور وزارتي الداخلية والشؤون الخارجية والتنمية الدولية عن الجانب الفرنسي، ووزراتي الاوقاف والشؤون الاسلامية ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون عن الجانب المغربي. وكان أمير المؤمنين الملك محمد السادس، قد دشن في 27 مارس الماضي ، معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات. وقرر جلالته يوم 24 يونيو الحاق هذه المؤسسة بجامعة القرويين العريقة . ويضطلع المعهد الجديد الذي يقدم تكوينا للائمة من بلدان عربية وافريقية واوروبية ، بدور هام إلى جانب باقي المؤسسات في الحفاظ على الهوية الإسلامية للمغرب التي تحمل طابع الاعتدال و الانفتاح والتسامح.