فرانسوا هولاند في المغرب نهاية هذا الأسبوع، و تحديدا في طنجة، تلبية لدعوة من الملك محمد السادس. زيارة عمل و صداقة تطوي نهائيا الخلاف الديبلوماسي لسنة 2014. شكيب بنموسى، السفير المغربي بباريس كان ضيفا على اذاعة فرنسا الدولية rfi، لتسليط الضوء أكثر على رهانات هذه الزيارة.. rfi: بعد الزيارة التي قام بها محمد السادس الى باريس شهر فبراير، هاهو فرانسوا هولاند بطنجة نهاية هذا الأسبوع. اللقاء الثاني في بضعة أشهر، هل هذا يعني أن الخلاف الديبلوماسي لسنة 2014 بعد قضية الحموشي، هو وراءنا بشكل نهائي ؟ شكيب بنموسى: أظن أن العلاقة بين فرنسا و المغرب تنخرط في طموح جديد و تعبر عن الارادة للدفع بدينامية جديدة تلائم التحديات التي تعرفها المنطقة. rfi: العديد من منظمات حقوق الانسان في فرنسا قلقة من أن يتم توشيح عبد اللطيف الحموشي من طرف فرانسوا هولاند، كما تعهدت بذلك فرنسا، رئيس المخابرات متابع في قضية تعذيب تبعا لشكايات تم تقديمها بفرنسا، هل يمكن للقضاء المغربي الآن الاستجابة لهذه الشكايات، و هل يجب عليه ذلك في نظركم ؟ شكيب بنموسى: أظن أنه ولا واحدة من هذه الشكايات ستتقدم، لأنها ليست مبنية على أساس دقيق. و كثير من هذه الشكايات قدمت من طرف أشخاص هم أنفسهم متابعون قضائيا في المغرب، و بعضهم حكم عليه في جرائم حق عام. اذن هناك مشكل مصداقية. و مع هذا فالمغرب و فرنسا وقعا على برتوكول اتفاق قضائي لخلق اطار للتعاون بين قضاة البلدين و الذي يمكن من فحص كل شكاية جدية يمكن أن توضع ضد مواطنين فرنسيين في المغرب أو في فرنسا، أو ضد مواطنين مغاربة في فرنسا أو في المغرب. rfi: و لكن هل اعادة العلاقات الجيدة بين بلدين يمر حتما بازدراء أو على حساب قضايا حقوق الانسان ؟ شكيب بنموسى: ما الذي يجعلكم تقولون هذا ؟ هل توقيع اتفاقية كانت موضوع نقاش برلماني في فرنسا، و صودق عليها بأغلبية كبيرة بفرنسا، و كانت محط نقاشات برلمانية في المغرب، والتي تنخرط في مقاربة تمكن القضاء من التعبير بحرية، و لكن باحترام لكل مؤسسات البلدين، يمكن اعتبارها مسا بالحريات أو بحقوق الانسان ؟ أظن أنه هناك عدد من الأحكام المسبقة، و عدد من الكليشيهات التي لا تلائم المغرب اليوم و لا تنطبق عليه. rfi: رؤساء مقاولات سيكونون بجانب فرانسوا هولاند في هذه الزيارة، المغرب هو المستثمر الأول في افريقيا الغربية، هل يمكن للمقاولات المغربية و المقاولات الفرنسية التعاون في هذا الميدان ؟ شكيب بنموسى: كثير من مقاولات ال(CAC 40) موجودة في المغرب و تعتبره أرضية، ليس فقط لتقوية تنافسيتها و ربح حصص جديدة في الأسواق، و لكن أيضا أرضية للانطلاق نحو دول افريقيا جنوب الصحراء. اذن هناك امكانية لتطوير شراكة مربحة للمغرب و لفرنسا. rfi: هل هذا يعني أنه من الآن فصاعدا لكي نستثمر في افريقيا الغربية يجب التوافق مع المغرب ؟ شكيب بنموسى: المغرب لا يعتبر نفسه نقطة انطلاق اجبارية ! بالعكس، هو يعتبر نفسه أرضية للمقاولات التي ترى و تجد فيه أفضلية . rfi: ملف آخر: الأمن. المغرب وضع برامج لمحاربة التطرف، ليس أقلها تكوين الأئمة لمنطقة الساحل، هل يمكن للمغرب أن يقدم حلولا لفرنسا ؟ شكيب بنموسى: في بداية هذا العام تم تدشين مؤسسة لتكوين الأئمة، هذه المؤسسة تقوم بتكوين أئمة لمدة سنتين أو ثلاث سنوات، و هم من المغرب، و لكن أيضا من دول افريقية عديدة من جنوب الصحراء، بعضهم يأتي أيضا من فرنسا و يتابع هذا التكوين الذي يمكنه من تطوير و اشاعة هذا الاسلام المتسامح. rfi: و لكن هل سيتم توطيد هذا الاتفاق الذي يهم تكوين الأئمة مع فرنسا ؟ شكيب بنموسى: من المرتقب أن تتم تقوية هذا التعاون في المستقبل. rfi: قضية جديدة، تلك المتعلقة بصحافيين فرنسيين مشتبه في كونهما أرادا ابتزاز أموال من المغرب مقابل سكوتهما عن معلومات توصلا اليها. هم يدافعون عن أنفسهم مؤكدين أن المغرب هو من بادر. هل أراد المغرب في نظركم أن يوقعهما في فخ ؟ شكيب بنموسى: أظن أن المغرب كان موضوع مساومة و ابتزاز أموال، التسجيلات هنا لتؤكد أن الأمر كان بمبادرة من الصحافيين. المغرب و أمام هذا الابتزاز الوقح، وضع ثقته في القضاء الفرنسي . لا يتعلق الأمر اذن بجعل المغرب الذي هو ضحية في هذه القضية، متهما !