انتهت معركة الصيف بين ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي، التي كانت شرارتها الأولى فشل انتقال سرخيو راموس لل"شياطين الحمر"، بشكل درامي أضر بالحارسين الإسباني ديفيد دي خيا والكوستاريكي كيلور نافاس. وكانت كل المؤشرات تسير نحو أن دي خيا حارس مانشستر يونايتد سينتهي به المطاف في ريال مدريد لينتقل نافاس إلى النادي الإنجليزي، ولكن تأخر الأخير في إرسال الوثائق تسبب في فشل قيد اللاعب الإسباني وبالتالي الصفقتين. وينبغي العودة قبل هذه المعركة إلى نزاع آخر كان يواجهه الحارس السابق لريال مدريد، إيكر كاسياس، والذي ظل على مدار ثلاث سنوات هدفا للانتقادات الداخلية في ظل شكوك كبيرة حول أحقيته بحراسة المرمى حتى رحل قبل نهاية الموسم الجاري، لذا توقع الجميع أن يكون نافاس هو الحارس الأساسي والوافد الجديد كيكو كاسيا القادم من إسبانيول بديله. ولكن كان لإدارة النادي الملكي برئاسة فلورنتينو بيريز رأي آخر وهو ضرورة ضم دي خيا ليكون خليفة كاسياس في ريال مدريد، كما هو الحال بالنسبة للمنتخب الإسباني ولتنتهي حالة الجدل. الرجل الذي كان يدير العملية هو جورجي مينديش، الذي يعتبره البعض أفضل وكيل لاعبين في العالم ولكن رفض مانشستر يونايتد التفاوض حتى آخر يوم في سوق الانتقالات كان كافيا لإفساد الأمر عليه هو وبيريز الذي كان يثق كثيرا في أن خبرته في هذه المواقف ستحسم الأمور لصالحه، ولكن مساعيه باءت بالفشل على غير العادة. حصل مانشستر يونايتد على انتقامه من ريال مدريد، الذي أدار له ظهره وأبقى على سرخيو راموس، بإرسال وثائق صفقة دي خيا في وقت متأخر لكي لا يقدر على تسجيله وبالتالي توقف كل شيء، دي خيا باق في مانشستر وكيلور في مدريد. قبل الإعلان عن كواليس اللحظات الأخيرة في الصفقة الفاشلة، كان دي خيا يجلس قلقا في منزله بينما كيلور يجري الفحوصات الطبية في مدينة فالديبيباس الرياضية بعدما قَبِل الرحيل ممتعضا لمانشستر مع إغرائه بمضاعفة راتبه، ولكن جاءت الأنباء السيئة بعدها لينهار كل شيء. الموقف يصعب تخيله: دي خيا كان يرغب في الرحيل عن مانشستر يونايتد وأخرجه فان جال من حساباته وعاقبه وها هو الآن مضطر للبقاء مغصوبا تحت إمرته، فيما أن نافاس الذي لم يكن في الأساس يفكر في الرحيل عن الريال، اكتشف أنه باق ومستمر على عكس رغبة النادي الذي كان يفكر في رجل آخر غيره هو دي خيا. ويعتبر موقف الحارسين خطيرا للغاية بهذه الطريقة، فدي خيا يواجه احتمالية عدم المشاركة حتى نهاية الموسم، فيما أن نفسية نافاس تأثرت سلبا بشكل كبير بما حدث وهو الأمر الذي ربما يؤثر على ثقته وبالتبعية على شباك الريال في موسم يبحث فيه عن استعادة الألقاب الغائبة عنه.