ولي العهد الأمير الحسن يستقبل الرئيس الصيني بالدار البيضاء الذي يقوم بزيارة قصيرة للمغرب    المغرب يدعو إلى هامش أكبر من الاستقلالية المادية لمجلس حقوق الإنسان    تحطم طائرة تدريب يودي بحياة ضابطين بالقوات الجوية الملكية    متابعة موظفين وسماسرة ومسيري شركات في حالة سراح في قضية التلاعب في تعشير السيارات    هل يؤثر قرار اعتقال نتنياهو في مسار المفاوضات؟    عشر سنوات سجنا وغرامة 20 مليون سنتيما... عقوبات قصوى ضد كل من مس بتراث المغرب        رسميا: الشروع في اعتماد 'بطاقة الملاعب'    أبناء "ملايرية" مشهورين يتورطون في اغتصاب مواطنة فرنسية واختطاف صديقها في الدار البيضاء    الحكومة توقف رسوم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام    الصحراء: الممكن من المستحيل في فتح قنصلية الصين..        المغرب التطواني يقاطع الإجتماعات التنظيمية مستنكرا حرمانه من مساندة جماهيره    أول دبلوم في طب القلب الرياضي بالمغرب.. خطوة استراتيجية لكرة القدم والرياضات ذات الأداء العالي    الحزب الحاكم في البرازيل يؤكد أن المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء يرتكز على مبادئ الحوار والقانون الدولي ومصالح السكان    تعيينات بمناصب عليا بمجلس الحكومة    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    "بتكوين" تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نور الشريف.. ملك و4 رؤساء
نشر في الأحداث المغربية يوم 11 - 08 - 2015

اعتراف صريح: عمر بن عبد العزيز أخذني كأسير في عصره!
الذين شاهدوا نور الشريف في مسلسل عمر بن عبد العزيز لاحظوا أنه يؤدي الشخصية بحالة روحانية عميقة مطبقاً النظرية التي يفضلها كممثل يؤدي بالاندماج الكامل.. بل يترك لنفسه مساحة أو مسافة بينه وبين الشخصية وهنا يتحدث عن هذا المسلسل فيقول:
أود أن أذكر لك شيئاً في البداية وهو كأن هناك قدراً يربطني بشخصية عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وكانت مسرحية مقررة علينا في المسرح المدرسي في فترة الإعدادية المتوسطة وبعد ذلك جسدت شخصية عمر بن عبد العزيز إذاعياً من تأليف الشاعر عبد الرحمن الشرقاوى وإعداد عبد السلام أمين وطلبت من الشاعر عبد السلام أمين أن نقدمه تلفزيونياً وعند الانتهاء من كتابته فوجئت بالتلفزيون يتهرب منى رافضين إنتاجه فالتقيت بوزير الإعلام في هذا الوقت صفوت الشريف وسألته عن سبب رفض التلفزيون للعمل فقال بأنهم يدرسون حالياً الجدوى الاقتصادية من توزيعه فهناك بلاد رافضة شراء هذا العمل وهذه البلاد تدفع 60% من الميزانية فقلت له حرام خاصة أن هذه الفترة كانت بداية فترة تشويه صورة الإسلام في الإعلام الغربي وقلت له أن مسلسل عمر بن عبد العزيز أصدق نموذج للدفاع عن الإسلام فوافق والمشكلة في هذه الأعمال من وجهة نظري تكمن في الكتابة فقد تجد باحثاً عظيماً يستطيع أن يجمع المادة بشكل عبقري لكنه لا يملك القدرة على صياغتها في دراما إنسانية والعكس صحيح ولابد أن يملك كاتب مثل هذه الأعمال روحاً شفافة مؤمنة بما تقوله الشخصية فهنا يستطيع ذلك بدفء إنسان ساحر ويغلفه الإيمان.
فإذا سألته عن تنافسه مع كبار النجوم.. يكون جوابه هي ليست منافسه بمعنى الكراهية والبغضاء.. لكنه السباق الشريف المطلوب وارد لو توفر السيناريو الذي يجمعني بالكبار وقد حدث هذا في عمارة يعقوبيان.. ومن حق كل فنان أن يتميز أما فكرة التواجد لأسباب تجارية بحته فهذه مرفوضة وأظن أن أغلبهم سيرفضها.
ونفس الشيء قيل عندما بدأت بشائر الدراما السورية تطل علينا.. وقيل وقتها أنه ستقضى على الدراما المصرية.. وهناك من أعترض على تواجد النجوم العرب في مصر ويجب أن نعترف بأن السوريين.
برعوا بشكل كبير في البداية في الدراما الأسطورية مثل الكواسر والجوارح وغيرها وقد ساعدهم على ذلك وجود مخرجين دارسين إخراج سينمائي ويعملون بكاميرا واحدة وحققوا صورة جميلة وساحرة وبعد ذلك دخلوا في المرحلة التاريخية مثل ملوك الطوائف وغيرها وكانت أعمالاً متميزة جداً وأفضل من الدراما التاريخية المصرية وذلك يعود لعدة أسباب أولها المخرج لكونه يملك رؤية بصرية سينمائية، ثانياً أن التصوير الخارجي في أماكن حقيقية أضفى سحراً، ثالثاً تصميم الأزياء، رابعاً دعم الدولة لهذه الأعمال بأن أماكن التصوير مجانية بالإضافة لتقديم بعض الخدمات المجانية من قبل الجيش لكن أنا أرى أن بعد تقديم الأعمال العظيمة السورية حدث هبوط في هذه الأعمال وأعتقد أن ذلك يعود لدخول شركات الإنتاج في منافسة رهيبة لسباق المسلسلات من أجل البحث عن المكسب فبدأ المخرج والممثل اللذان يقدمان أعمالاً رائعة من قبل يطالبان بأجر أكبر ونفس الكلام على مصمم الأزياء والموسيقى والمونتير وهكذا فاضطرت شركات الإنتاج للبحث عن فريق عمل أقل حرفية وموهبة من هؤلاء وبالتالي وجدنا بعض الأعمال تظهر دون المستوى الذي أعتدنا عليه من التميز في الدراما السورية في الأعمال التاريخية.
سبق أن ذكرت أننا أصبحنا نعيش في زمن الإثارة فمن نقول في مصر أن هذا سوري أو عراقي أو فلسطيني لسبب بسيط أن الذي أنشأ الفن الدرامي في العالم العربي في مصر هم أهل الشام وهل لأحد أن يتخيل أن أنور وجدي سوري وأن نجيب الريحانى عراقي وأنا اندهشت من ذلك فهند صبري جاءت من تونس منذ سبعة أعوام وأصبحت الآن نجمة كبيرة ولم يهاجمها أحد لكن عندما جاء جمال سليمان لمصر تعرض لهجوم شديد وأنا وعادل أمام ويحيى الفخرانى دافعنا عنه بشدة فأنا على سبيل المثال بدأت احتراف الفن عام 1967 وجاءت النكسة ومنذ عام 67 وحتى عام 72 ونحن في سورية ولبنان لم يقل احد أن المصريين جاءوا ليحتلونا أو يأخذوا فرص عملنا والهجوم على السوريين أعتبره غباء ويحدث حساسية ليس لها معنى وهذا يقود بعض الناس غير الموضوعيين أن يتبادلوا السباب، فجمال سليمان صديقي من قبل أن يأتي لمصر وهناك فنان سوري آخر أعشق تمثيله وهو بسام كوسا وأراه واحداً من أندر الممثلين في العالم، وقد منحته مرتين جائزة أحسن ممثل وأتمنى أن يعمل في مصر، والمدهش أن الذي فجر هذه القضية الفنان احمد ماهر الذي كان يعمل في سورية وقتها!
وفى مجال الغناء من يمنعني وأنا المصري أن أحب فيروز ونبيل شعيل وعبد الرب أدريس ومحمد عبده.. إلى جانب حبي لعلى الحجار وهاني شاكر ومدحت صالح ومحمد الحلو ومحمد فؤاد.. لقد تربيت على صوت عبد الحليم وأم كلثوم وكنت أحب عبد الوهاب ولم أحب فريد الأطرش إلا عندما كبرت وأدركت.. لكن يظل حليم هو ذاكرة العرب العاطفية والسياسية وأغانى أم كلثوم هي دروس في التعامل مع أحرف الكلام.. كما أنها قربت القصائد العربية إلى كافة الأمة بل والى العالم الخارجي.. أليس هذا دليلاً على أن الفن عملية إنسانية وهذه هي روعته وسحرة..
شهادات عنه
سمير سيف المخرج والصديق أحد المفاتيح التي يمكنك بها أن تدخل إلى عالم نور الشريف بدون أن تدق الباب أو تستأذن.. سمير هو أستاذ الإخراج بمعهد السينما وأحد رموز الفن السابع..
يقول: تعرفت على نور عندما كان يمتد في فيلم السكرية مع الأستاذ حسن الإمام وكنت أعمل كمساعد مخرج.. وبسرعة أصبحنا أصدقاء أنا ونور ووجدنا توافقاً في الميول والآراء خاصة الفنية.. وكنت وقتها أفكر في الإخراج ونور يفكر في الإنتاج وأنا أعتز بفيلم السكرية لسببين الأول أنه عرفني بنور الشريف.. والثاني أن الأستاذ حسن الإمام جاملني حين كتب في كل مواد الدعاية الخاصة بالفيلم عبارة.. مساعد المخرج.. المخرج: سمير سيف في سابقة كانت الأولى من نوعها في السينما المصرية.. واعتراف رائع من أستاذ بإمكانيات مساعده، المهم أنني ونور خرجنا من الفيلم أصدقاء.. فقد وجدنا بيننا صفات مشتركة.. وقدمت له مشروع فيلم دائرة الانتقام- فرحب أن يكون هذا الفيلم هو باكورة إنتاجه وفى الوقت الذي اتفقنا فيه على تنفيذ الفيلم عرض عليه المخرج الخارجي خمسة آلاف جنيه زيادة إذا استبدلني بمخرج آخر مشهور مثل نيازي مصطفى أو غيره، ولكن نور رفض وصمم على أن أخرج أنا الفيلم وفعلاً صورنا الفيلم في 11 أسبوع وتكلف نحو 35 ألف جنيه.. ومنذ ذلك الوقت أطلق نور الشريف على اسم أبنه البكر.. باعتباري مخرج أول أفلامه كمنتج.
وأدو هنا أن أذكر حقيقة لم يسبق لي الكلام عنها وهى ربط الناس فيلم دائرة الانتقام- بقصة الكونت دى مونت كريستو.. وهذا الربط غير صحيح بالمرة، وأصل الحكاية أنني والسيناريست إبراهيم الموجى كنا نكتب سيناريو الفيلم من كافيتريا.. وندسور بوسط المدينة- وكانت تعج بعدد كبير من الصحفيين وسألونا أنا وإبراهيم ماذا نكتب فقلنا فيلم اسمه دائرة الانتقام وحتى نعطى الفيلم أهمية فكرنا في أهم رواية لها علاقة بالانتقام وقلنا وأن الفيلم مستوحى من قصة الكونت دى مونت كريستو وهذا غير صحيح بالمرة.. ولكن المسألة أو الفكرة أن الانتقام عادة يسير في شكل دائري لينتهي بالمنتقم نفسه في النهاية.. والاختلافات جوهرية بين الفيلم ورواية الكونت دى مونت كريستو من كل الجوانب.
وفى هذا الفيلم حاولت أن أستفيد من العلاقة بين المخرج إيليا كازان ومارلون براندو ولذلك اتفقت مع نور أن تكون ملابسه في الفيلم كله واحدة لا تتغير وأن تكون ملفتة ومميزة.. ولذلك فضلنا السويتر وكان نجاح الفيلم دائرة الانتقام- هو الباب الذي دخل منه شباب مخرجي معهد السينما وقبله كانوزا متهمين بأنهم ؟؟ أفلام فنية ولا تعمل للناس.. وفى نفس الوقت فإن الفيلم نال عدداً من الجوائز.. أي أنه نجح فنياً وتجارياً.
ولأول مرة قدمنا أيضاً تدريب الفتوة.. تدريب بدائي ولكنه كان كافياً لإقناع المشاهد بقوة هذا البطل.
وأضاف الدكتور سمير سيف قائلاً من الممثلين الذي يدفعون المخرج دائماً لمزيد من الإبداع لأنه ممثل مثقف وواعي بكل ما يدور ويسعى دائماً للتجديد ومن هنا نستمتع أنا كمخرج وهو كممثل بما نقدمه للمشاهد ليستمتع هو الآخر.
وحول فيلم -آخر الرجال المحترمين- قال الدكتور سمير سيف هذا الفيلم الذي نال جوائز كثيرة من الدولة ومختلف الجمعيات والمهرجانات التي شارك فيها تم تصويره في أربعة أسابيع ونصف فقط رغم التصوير في محطة مصر ومقلب الزبالة وحديقة الحيوان.
كنا نبدأ التصوير كل يوم في السابعة صباحاً..
تعلمت من نور أن المنتج الفنان يدعم جهد المخرج ويحيى رؤيته ولا يجهضها وهذا نور الشريف الداعم دائماً لرؤية المخرج الذي يعمل معه.
ولهذا فإنه عهد لي وأنا مخرج شاب بإخراج فيلم قطة على نار وكان الفيلم نقطة تحول بالنسبة للفنانة بوسي من ممثلة مراهقة إلى ممثلة امرأة ناضجة.
ولهذه الأسباب وغيرها بقى نور الشريف في المقدمة أو أكثر ليس بالضرورة أن يكون الأول ولكنه لا يبتعد أبداً عن الصف الأول ولا يهبط عن القمة.
ولأنه ممثل شخصيته قوية فهو واحد من الممثلين القلائل الذين احتفظوا بأسلوبهم في الأداء مع المخرج الكبير يوسف شاهين وهم زكى رستم وفريد شوقي ومحمود المليجى وأخيراً نور الشريف.
وأنهى المخرج الكبير سمير سيف كلامه عن نور الشريف قائلاً أريد بهذه المناسبة لأن أرد اعتبار نور الشريف وفيلم عيش الغراب- فقد هاجمه البعض متهماً إياه بأنه فيلم ظهر مترهلاً وغير مناسب للشخصية وهذا غير صحيح فالشخصية التي أرادها نور في الفيلم شخصية ضابط خرج من الخدمة وفقد أسرته.. وأدمن الخمر وتطلبت الشخصية لهذه الأسباب ممثل سمين جسمه مترهل.. وكان نور مناسباً تماماً للشخصية عند التصوير وأداها ببراعة أكثر من المطلوب منه.
الذي مثل نور به الفيلم السويتر الجلد بالياقة الفرو خصيصاً للشخصية واتفقنا على طبقة صوت مميزة وعلى أسلوب في المشي يدل على القوة وزكة في القدمين توحي بالقوة والرغبة في الثأر في آن واحد.
وساعدني نور بقدرته على الأداء يعذبه أيضاً قدرته على التعبير بجسمه.. فقدر إلى جانب قدرته على التعبير بالوجه فإنه يتميز أيضاً بقدرته على التعبير بالجسد أو ما يعرف بال Body Talking راقبه وهو يمشى في فيلم دائرة الانتقام أو المطارد ثم راقبه وهو يحنى ظهره في فيلم من آخر الرجال المحترمين ليعبر عن انكسار هذا المدرس الذي فقد تلميذ زحام القاهرة.
والحمد لله يخرج الفيلم تجارياً أو جماهيرياً بشكل كبير وهكذا لم أخذل نور.. وكان نجاح الفيلم هو مفتاح تعامل المنتجين مع جيل كامل من المخرجين الشباب من خريجي معهد السينما- كما أعطى هذا النجاح الثقة لنور كمنتج.. فكرر تجربة العمل مع مخرج يعمل لأول مرة، فقدم محمد خان كمخرج لأول مرة في فيلم ضربة شمس وقدم محمد النجار كمخرج لأول مرة في فيلم زمن حاتم زهران.
ثم أكد نور ثقته في كمخرج عندما اختارني لإخراج ثاني فيلم من إنتاجه وهو قطة على نار- والفيلم من نوعية مختلفة عن توجيهات.. فأنا مصنف على أنى مخرج أفلام أكشن أو حركة.. وفيلم قطة على نار فيلم يحتاج لمخرج ممثلين وكان هذا الاختيار يؤكد ثقة نور المنتج في قدراتي كمخرج.
وإيمانه بى كمخرج تكرر مرة أخرى عندما اختارني لإخراج فيلم آخر الرجال المحترمين- ساعتها تأكدت أن نور يؤمن بقدراتي كمخرج قادر على إخراج كل أنواع الأفلام وليس لوناً معيناً فقط.
وفى فيلم دائرة الانتقام- استخدمنا أشياء كثيرة كانت تستخدم لأول مرة في السينما المصرية منها إدخال فيلم داخل فيلم- واستخدام خلية إذاعية البرنامج الموسيقى- ومطاردات حقيقية في شوارع حقيقية.
الناقد الكبير رؤوف توفيق
عندما لأتابع تواجد نور الشريف من بداياته وحتى آخر أفلامه.. أجد أنه مر بتجارب كثيرة جداً ومتنوعة ومفيدة له.. وهو مثقف وعلى وعى بكل مراحل العمل السينمائي.. ولذلك فإنه أكتسب خبرة واسعة تمكنه من يأكل الكاميرا بعد أن يجسد الشخصية التي يؤديها ومعطياً الانفعالات المناسبة التي تفيد كل جملة حوار تنطق بها الشخصية.. لقد شاهدت له أخيراً على أحدى الفضائيات فيلم ناجى العلى تقمص الشخصية بأسلوب يشعرك بوجود الفنان.. ناجى العلى موجود معه طوال الوقت.. إنه ممثل يختفي داخل الشخصية التي يؤديها.. وهذا أكبر دليل على أنه درس وأجتهد في حفظ الشخصية وفى دراسة القضية الفلسطينية بكل أبعادها.. ليخرج لنا بشخصية ناجى العلى حية على الشاشة.
ولو تابعته وهو يؤدى شخصية السائق من لحظة انكساره في فيلم سواق الأتوبيس وحتى لحظة انتحاره في فيلم ليلة ساخنة.. ستجده مر بأحداث كثيرة وسريعة.. أنه ممثل يستطيع أن يخرج أفضل ما عنده لخدمة الشخصية التي يؤديها وتختفي شخصيته الحقيقية ليعبر فقط عن مكونات الشخصيات الأخرى.. وعلى المسرح ستجده بنفس التوهج والحيوية.. لأنه كتلة من المشاعر أو بركان من المشاعر المتدفقة في السينما والتلفزيون وعلى خشبة المسرح.
والأفلام الثلاثة التي ذكرتها هي لمخرج واحد هو الراحل عاطف الطيب والذي كون ثنائياً رائعاً مع نور الشريف الممثل وفدما عدداً من الأفلام الجميلة الراقية.
وأضاف الأستاذ رءوف توفيق.. ومن مميزات نور الشريف أنه يعطى فرصة لكل من يزامله بالتواجد معه.. مدركاً أن أي مشهد يشارك فيه هو أحد أبطاله ولكنه ليس البطل الوحيد.
وقال كان لي تجربة شخصية معه عندما كتب فيلم عن المصريين الذين يسافرون للعمل في الدول العربية في أعمال أقل من مستواهم العلمي والمهني.. رآه وأعرب عن رغبته في إنتاجه وإخراجه.. وعندما جلسنا لمناقشة السيناريو وجدته قد درس الموضوع دراسة كاملة بكل أبعاده وكأنه أحد الطيور المهاجرة من مصر.. الطير المسافر وهو أسم الفيلم كان المفروض إنتاجه بالاشتراك مع قطر.. ولكننا لم نصل إلى أتفاق مع أي جهة إنتاج عربية ولكن مع الأسف هذا لم يتحقق مما حال دون إتمام الفيلم.
ولكن أثناء جلسات السيناريو وجدته قد دخل في تفاصيل التفاصيل الخاصة بالفيلم.. وأعد نسخة كاملة لحركة الكاميرا ووضع أسماء الممثلين مع تفاصيل كاملة لكل شخصية وكل ممثل يؤديها.. كان حلمه ومع الأسف لم يخرج للتصوير بسبب التمويل.
ونور الشريف موجود دائماً على الساحة فهو ممثل مثقف وليده موهبة واهتمام بالقضايا الاجتماعية والسياسية لوطنه وأمته.. وهو يقرأ ويكتب ويفكر وله رؤية ثقافية وفكرية وهذا ما يميزه عن أقرانه من الممثلين.
نور استفاد من جيل المخرجين الشباب الذين عمل معهم كثيراً من أمثال سمير سيف ومحمد خان وعاطف الطيب.. وهم أيضاً استفادوا كثيراً من هذا الممثل المخلص جداً لعمله والذي يقضى أياماً بلا نوم حتى يصل إلى التعبير المناسب للشخصية التي يؤديها في كل مواقفها بالعمل.. يخرج نور الشريف في اختصاص حيوية هذا الجيل من المخرجين ويستفيد منها ككمثل.
وقد حضرت معه أكثر من مهرجان خارج مصر ووجدته لا يسعى أبداً لتلميع نفسه كنجم.. ولكنه يحاول أن يستغل تواجده في المهرجان في مشاهدة ومتابعة الأفلام المعروضة.. ومعه برنامج كامل لكل ما يشاهده كل يوم ومعه تفاصيل عن مخرجين أفلام المهرجان وأعمالهم السابقة.. ليده كم هائل من المعلومات عن السينما العالمية.
وعندما كرمناه في مهرجان الإسكندرية وأقمنا له ندوة في قصر الإبداع.. زاد عدد الحاضرين من النقاد ومن محبيه والمعجبين بفنه عن حجم القاعة التي أقيمت فيها الندوة.. إنه نجم محبوب ومحترم في نفس الوقت. نور الشريف هو من أكثر الذين درسوا أزمة السينما المصرية ولديه الحلول الكاملة والواقعية للخروج بالسينما من أزمتها.
في السيرة
مسك الختام
عواصف ورياح وزعابيب أحاطت بنور من كل جانب وتجاوزها صامداً.. قوياً لأنه يعرف جيداً كيف يمسك بجذوره ويجبرك على احترامه مهما اختلفت معه.. وعبر عصور عديدة عاشها.. تغيرت فيها السياسات والقيادات من الملك إلى الرؤساء من بعده واحداً بعد الآخر.. قد تغير وجهة النظر ولكن المبدأ ثابت ومتين..
يحلم نور الأب بالستر لابنتيه كل واحدة في بيتها.. هذا هو حلمه الشخصي الذي يختلط بحلم عام لمصر 2013 أن تكون معتدلة ووسطية وشامخة.. تستثمر مخزونها الحضاري العظيم في النظر إلى الأمام بثقة واطمئنان.. وسبحان من له الدوام.. يُغير ولا يتغير وكل يوم هو في شأن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.