ترأس جلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد، والأمير مولاي إسماعيل، اليوم الخميس بالقصر الملكي بالرباط، حفل استقبال بمناسبة الذكرى السادسة عشرة لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين. ووشح جلالة الملك زوال أمس عدة شخصيات بأوسمة مختلفة بمناسبة عيد العرش، وعلى رأسهم السياسي محمد بنسعيد أيت إيدير الزعيم السابق لحزب منظمة العمل والمرحوم عبد الهادي التازي، دبلوماسي سابقا ومؤرخ وكاتب، والمرحوم عبد اللطيف بربيش أمين السر الدائم السابق لأكاديمية المملكة المغربية والمرحوم محمد العربي المساري الإعلامي والوزير السابق والوزير الراحل عبد الله باها وأحمد حرزني الحقوقي والرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وكذا جميل سليمان حمزة جلال مطوف بالحرم المكي الشريف. كما وشح جلالة الملك صدر كل من الملحن الكبير محمد بنعبد السلام والموسيقار الراحل عمر الطنطاوي والمسرحيين مصطفى الداسوكين ومصطفى الزعري وكل من الممثلين عبد القادر مطاع وعزيز موهوب وأيضا الممثل الراحل محمد بسطاوي والتشكيلي الراحل فريد بلكاهية والمخرج المسرحي عبد اللطيف الدشراوي والكاتبة خناتة بنونة والكاتب إدريس الخوري والصحافي الرياضي لينو باكو، ومرابط الخمار مدير قسم السلامة النووية بالوكالة الدولية للطاقة النووية بفيينا وعبد الله مقسط مدير الأرصاد الجوية الوطنية وجون بول كارتيرون رئيس مؤسسة كرانس مونتانا فوروم. هذا بالإضافة إلى شخصيات أخرى من الجالية المغربية والتلاميذ الحاصلين على شهادة الباكلوريا بميزات متفوقة. وبعد الزوال ألقى جلالة الملك خطابا بالمناسبة كان عنوانه الأساسي هو كرامة المواطن أولا استهله بقوله «كل ما تعيشونه يهمني : ما يصيبكم يمسني، وما يسركم يسعدني. وما يشغلكم أضعه دائما في مقدمة انشغالاتي». كلمات بسيطة لكنها عميقة تلك التي وضعت أمس كرامة المواطن المغربي في صلب الاهتمام الملكي بمناسبة عيد العرش. الخطاب الملكي الذي كان مركزا سلط الضوء على الصعوبات التي تواجهها فئات المواطنين المهمشة والمعزولة وكذا المشاكل التي تعيشها الجالية المغربية سواء في بلاد المهجر أو عندما تعود إلى البلاد، بالإضافة إلى إصلاح التعليم. هكذا جاء الخطاب مختلفا في مضامينه ولغته التي مست صميم المعيش المغربي والحياة اليومية للمواطن ومختلف الصعوبات التي يعيشها لم يكتف خلالها جلالة الملك بالتقارير اليومية حول الجوانب الاجتماعية والاقتصادية بل أيضا كان ذلك موضوع ملاحظات ميدانية وتواصل مع المواطنين. وهو ما يجعل الخطاب الملكي خطابا إنسانيا واجتماعيا بامتياز، لم تكن غايته حسب حد قول جلالة الملك استعراض الحصيلة والمنجزات، لأن كل ما تم إنجازه يظل غير كافيا مادامت هناك فئات تعاني من ظروف الحياة القاسية. لخطاب العرش الذي ألقاه جلالة الملك أمس عنوان واحد هو كرامة المواطن أولا. وكرامة المواطن لا تتحقق سوى بالاهتمام بأوضاعه لاسيما أوضاع الفئات المعزولة والمهمشة سواء القاطنة في العالم القروي بالمناطقة النائية على قمم الجبال أو في السهول والصحراء، أو تلك التي يسكن الأحياء هامشية والضواحي التي تعاني من الهشاشة في المدن والمجالات الحضرية.