جلسا يشاهدان روعة الغروب، مسكا يدها الصغيرة، وهما ينصتان إلى هدير أمواج شاطئ السعادة بعين السبع، لم يعكر صفو هذه الجلسة الحميمية سوى صوت مبحوح، لأحدهم: و رائحة الخمر تفوح منه:”خويا الزين دبر عليا!» - معنديش الله يسهل!! رد لم يرق الشاب الذي ينوي ابتياع قنينة أخرى من”الروج” لإكمال سهرته، ليدخل مع الشاب في مشاداة كلامية أعقبها تشابك للأيدي، ولأن الشاب كان متفوقا عليه لقوة بنيته، استل المتهم سكينا من تحت معطفه ووجه إليه طعنة في العنق، لكن الضحية قاوم والدم ينزف منه، قبل أن يتملص المتهم منه بعد أن تلطخت ملابسه بالدم. الفتاة صدمت وهي تشاهد صديقها يفارق الحياة أمام عينيها، لتتوجه نحو أقرب مركز أمني وأبلغت عن الحادث، ليتم الاتصال بسيارة إسعاف نقلت الضحية، غير أنه لفظ أنفاسه الأخيرة في الطريق إلى المستشفى. ودخلت عناصر الشرطة القضائية على الخط بعد أن توصلت بمكالمة هاتفية من المستشفى تتعلق بإخبار عن اقتراف جريمة قتل، و انتقلت المستشفى وعاينت الضحية، كما استمعت إلى صديقته التي أعادت سرد وقائع الجريمة وقدمت أوصاف المتهم0 عناصر الشرطة القضائية بأمن الحي المحمدي أجرت أبحاثا ميدانية واستعانت ببعض المخبرين، قبل أن تتوصل بإخبارية مفادها أن شخصا يقيم بدوار «احسينو» بعين السبع، جاء في حالة سكر وثيابه ملطخة بالدماء، ولما استفسره بعض السكان أخبرهم بأنه ارتكب جريمة قتل0 واستغلت عناصر الشرطة القضائية هذه المعلومات في بحثها عن المتهم، إذ ترصدته بمنزل إقامته رفقة والديه، غير أنها لم تعثر عليه، قبل أن تبحث في مجموعة من الأماكن التي من الممكن أن يتردد عليها ليتم إيقافه قرب إصلاحية عكاشة بعين السبع0 وأنكر المتهم، لحظة إيقافه، التهمة المنسوبة إليه، لتنتقل عناصر الشرطة رفقته إلى منزل أبويه وتعثر على معطفه الملطخ بدمائ الضحية، وعند تنقيطه بالآلة الناظمة تبين أنه مطلوب في قضايا تتعلق بالسرقة الموصوفة، لتتم إحالته على محكمة الاستئناف، الجمعة الماضية، بعد متابعته بتهم القتل العمد ومحاولة السرقة الموصوفة وتعدد السرقات0