انهارت فاطمة الزهراء بن عدي بالبكاء في آخر كلامها، وهي تحكي لنا قصة معاناتها مع مالك مجموعة «دالة البركة» السعودي الشيخ كامل صالح، وسبب انهيارها كما صرحت بشعورها بالحكرة كمواطنة مغربية أمام مواطن سعودي يملك المال والسلطة. قصتها مع الشيخ صالح كامل طويلة وتفاصيلها متشعبة. انخرطت بكل حماس لتحقيق حلمها بأن تكون مديرة قناة خاصة تديرها وفق رؤيتها الخاصة، الحلم تحول إلى كابوس، واستيقظت منه على واقع مؤلم بعد أن باعت كل ما تملك لسداد ديونها وأداء رواتب العاملين معها «أنا امرأة فكيكية ما تنرضاش، بعت كلشي باش نخلص الناس ويبقى راسي مرفوع» تقول بن عدي. سعيها الحثيث لبلوغ حلمها وثقتها المفرطة في شخص الشيخ صالح كأكبر أثرياء الوطن العربي، جعلها لا تفطن إلى الفخ المنصوب لها أو ما تسميه «الدغل راه كاين باين من الأول باغين يديو لي القناة. هاد شي ديجا من الأول كان فيه الدغل». لكن لم تشعر فاطمة الزهراء بن عدي في أي لحظة بسوء نية الطرف الآخر؟ تجيب «هل تعرف ماذا كان غرضي من البداية، أن أحقق حلم امرأة منتجة في المغرب، ستغدو رئيسة قناة وتنتج البرامج لي بغات مع هاد شي لي كنا عايشين مع هاد المديرين ديال التلفزيون ها حبس. هاسد. ها قطع. في الأول ما كانتش الإخوانية دوز في التلفزيون. الجماعات آش تيديرو صحاب التقاعد. كنت دائما أجد صعوبات في برامجي. زعما قلت غادي ندير قناة القرب تتحدث عن الواقع وتقول الصراحة شي شوية وتدافع عن المواطن. وعن حقوق المغاربة في الخارج. وقلت إنه لا يمكن مع شخصيات من هذا المستوى الكبير، أن تتعامل بهذا الشكل مع شركة صغيرة لصاحبتها تشغل 15 عاما تنتج وتضحي بصحتها، بحياتها، بأموالها غادي يمشيو يهلكوني. واش فهمتيني» «ضربني وبكى سبقني وشكا» هذا ما قام به الشيخ صالح حسب وصف بن عدي، إذ كانت ستبادر إلى رفع دعوى ضده، لكن اختار أن يبدأ هو بالهجوم، ولم يكن ممكنا أن ترفع دعوى عليه، لأن العنوان المنصوص عليه في العقد يوجد بجزر الكايمون، ولا وجود لأي اتفاقية بين هذه الجزر وفرنسا. أمام هذا المعطى، وضعت فاطمة مديرة قناة ما 3 استراتيجية مع محاميها لإجبار الشيخ صالح كامل على وضع مبلغ 30 مليون درهم لدى بنك فرنسي، وهو ما كانت تطالب به كمبلغ، وسبب هذا الاختيار كما تفسره المعنية بالأمر «قلنا هو في جزر الكايمون واخا نربح ثلاثين مليون درهم لن نحصل على سنتيم واحد لحقاش باش نمشي أنا إلى هذه الجزر في واحد بواط بوسطال في واحد مايل لي غير فونتوم كي غادي ندير تنحكم عليه باش ناخد الفلوس». لكن ألم يكن الخطأ خطأها حينما قبلت بهذا العنوان في واحة ضريبية؟ «ما كنتش عارفة لو كنت عارفة لن أوقع على العقد، من الأول كانت لديهم نية غير سليمة والعقد الأول هو الذي وضعته لدى المحكمة، المحامي ديالي قلت ليه تقول للمحكمة أن هاد الناس من الأول ناوين الدغل» المثير في قضية فاطمة الزهراء بن عدي مع الشيخ صالح كامل، أن محاميها التونسي اختفى من فرنسا تماما، وجرى توظيفه في بنك إسلامي بإحدى الدول. بعد انسداد الآفاق أمامها، ووقوعها ضحية ما تصفه بتلاعبات الشيخ صالح رفعت رسالة إلى ملك السعودية عبد الله، تمكنت من وضعها لدى ديوان الملك بعد قطعها لأشواط طويلة تنقلت فيها من مقر قصره ببوسكورة، إذ رفض أحد الموظفين أخذ الرسالة، وترجاها أن تضعها لدى المدير المالي بفندق شيراتون، لكن هذا الأخير أحالها على شخص آخر مسؤول في ديوان العاهل السعودي بفندق كنزي. بالفعل وصلت رسالتها إلى الملك عبد الله، واتصلت بها سفارة السعودية في الرباط، استقبلوها وأخبروها «أنهم دارو البحث مع الشيخ صالح. وتوصلنا أنك ماربحتيش الدعوى في المرحلة الاستئنافية» فأجابتهم بن عدي حسب تصريحها «نعم لم أربح لأنه مارس تلاعبات لم أتوصل بدعوى ولم أحضر في الجلسة وكان مفروضا عليه أن يضع 14 مليون درهم في بنك فرنسي وبعدها أذهب إلى المحكمة علاش ما حكمش عليا أنا بديك 900 ألف أورو باش نخلصها. لحقاش كان عارف من الأول غادي يدير الدغل. وقالوا لي أن الشيخ صالح هو اللي غادي يجي باش يرفع عليا دعوى القذف الشكاية، وقلت ليه يجي مرحبا به أنا بغيت يجي عندي المغرب يتهمني بلي بغا». لحد الآن الضحية الوحيدة في هذه المعركة غير المتساوية، فاطمة الزهراء بن عدي، إذ باعت كل ممتلكاتها، ولم تحصل على كل مستحقاتها من الطرف الآخر سوى مبلغ 900 مليون سنتيم، فيما لم ينفذ باقي التزاماته، ويبدو أنه لا حل أمامها سوى التوجه إلى الله ليكون معها في هذه المحنة.