انطلقت أول أمس فعاليات مبادرة الكرامة لفائدة المرضى النفسانيين نزلاء محيط ضريح بويا عمر، وهكذا حل فريق من أطباء اختصاصيين في جميع التخصصات تقريبا، بالإضافة إلى أطباء نفسانيين ومساعدين اجتماعيين ب«بويا عمر»، بتنسيق تام مع السلطات المحلية من أجل تشخيص أمراض نزلاء هذا «الضريح». يأتي هذا طبعا ضمن عملية كرامة، التي أعدتها الوزارة الوصية، وذلك من أجل وضع حد للانتهاكات التي تطال الأشخاص والمرضى النفسيين نزلاء «بويا عمر»، والذين يعيشون في ظروف كارثية ومزرية ولاإنسانية، حسب ما تؤكد وزارة الصحة. ومن أجل حقهم في العلاج أضاف البلاغ نفسه، أن الوزارة ستضمن لهؤلاء العلاج المباشر أو نقلهم إلى المستشفيات المختصة بحسب نوع الحالة المرضية، وكذا توفير الوسائل اللوجيستيكية من سيارات إسعاف وسيارات تنقل المرضى وأفراد أسرهم. وكانت وزارة الصحة قد أنجزت بشراكة مع القطاعات الحكومية والهيئات الحقوقية المعنية، دراسة ميدانية من أجل تشخيص وضعية الأشخاص المصابين بالأمراض النفسية المتواجدين بمنطقة بويا عمر وإيجاد الحلول الناجعة لهذه الإشكالية. وتبين من خلال هذه الدراسة أن كل النزلاء، الذين يتجاوز عددهم 800 شخص، يعانون أمراضا واضطرابات نفسية، وأن سبعين في المائة منهم لايتلقون أي علاج طبي، كما أن جلهم تظهر عليهم علامات سوء المعاملة والتعنيف. وبينت الدراسة أن عددا كبيرا من هؤلاء المرضى يعانون سوء التغذية، وأمراضا عضوية متنقلة، وأن ظروف إقامتهم وعيشهم جد مزرية. مما يشكل انتهاكا صارخا لحقوق هؤلاء المرضى النفسانيين في الولوج الى العلاج، وتنافيا مع مبادئنا الدستورية والتزاماتنا الدولية في هذا المجال. ولتفعيل هذه المبادرة، جندت وزارة الصحة إمكانيات مهمة تهم بالخصوص توسيع الطاقة الاستيعابية لمستشفيات الطب النفسي، وإحداث مصالح استشفائية مندمجة جديدة، وتوظيف 34 طبيب و122 ممرضا متخصصا في الطب النفسي، وتخصيص غلاف مالي قدره 40 مليون درهم لاقتناء أدوية الطب النفسي، وتخصيص أكثر من 60 سيارة إسعاف لنقل المرضى من أماكن إقامتهم بنواحي الضريح إلى المستشفيات والمصالح الصحية الواقعة في الجهات والأقاليم التي يتحدرون منها. يشار إلى أنه منذ أول أمس بدأت عملية نقل النزلاء الى المستشفيات والمصالح الطبية، من أجل التكفل بهم مجانا وتتبع حالتهم الصحية وتقديم الدعم النفسي والمعنوي لعائلاتهم إلى حين استقرار حالتهم الصحية وإعادة إدماجهم في وسطهم الاجتماعي والعائلي إذا ما رغبوا في ذلك.