استعرض الوفد المغربي الذي شارك في أشغال الملتقي الاقتصادي العربي الألماني في نسخته 18 ببرلين ، مختلف فرص الاستثمار والشراكات التي يوفرها المغرب من خلال لقاءات ثنائية ومتعددة مع الوفود المشاركة وأيضا من خلال الجلسات التي تضمنها برنامج الملتقى . وقد تميزت الجلسة الختامية التي عقدت أول أمس بتقديم سفير المملكة لدى برلين عمر زنيبر ، لعرض شامل حول مستقبل العلاقات العربية الألمانية أمام عدد هام من المستثمرين ورجال الأعمال الألمان والعرب وسياسيين وبرلمانيين ، كان مناسبة لتسليط الضوء على مؤهلات المغرب الاقتصادية وعددا من القطاعات الواعدة أبرزها قطاع الطاقة والفرص الكبيرة للاستثمار والتعاون الاقتصادي التي توفرها المملكة التي تشكل بحكم موقعها جسرا بين أوروبا وأفريقيا. وأبرز من جهة أخرى عددا من أوجه التعاون والتكامل بين الدول العربية من جهة وبين الدول العربية والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى ، وأهميته لخلق فرص أعمال خاصة فيما يتعلق بقطاعات الهندسة والبنيات التحتية والتبادل التجاري والنقل . وأشار زنيبر إلى أن تنويع الاقتصاد في الدول العربية يقتضي استتباب السلم والأمن كشرط أساسي لتطوير مجتمع الأعمال خاصة في منطقة الشرق الاوسط معتبرا أن ألمانيا مدعوة كغيرها من الدول الأوروبية إلى المساهمة في تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط وتحقيق استقرار دول المنطقة . ومن جهتهم أجمع المشاركون المغاربة أن هذا الملتقى الذي نظمته غرفة التجارة والصناعة العربية الالمانية بمشاركة أزيد من 600 فاعل اقتصادي وسياسي من مختلف الدول العربية وألمانيا ، واختتمت أشغاله أمس ، مناسبة مهمة ومنصة للتواصل بين الفاعلين الاقتصاديين ، وتبادل وجهات النظر والإطلاع على سير الأعمال في مختلف القطاعات بالبلدان المشاركة. وفي هذا الصدد، قال العربي آيت سليمان رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالرباط ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن الملتقى يكتسي أهمية اقتصادية كبيرة بفضل استقطابه للعديد من رجال الأعمال وممثلي الشركات والقطاع الخاص وكذا ممثلي غرف التجارة والصناعة في العالم العربي وألمانيا. وأشار آيت سليمان إلى أن ألمانيا التي تحتضن أشغال هذا الملتقى سنويا تعتبر من الدول الرائدة اقتصاديا في الاتحاد الأوروبي الذي يعد ، بدوره ، شريكا أساسيا للمغرب مضيفا أن هناك العديد من فرص التعاون مع ألمانيا في مجالات خاصة منها الطاقة الذي يوليها المغرب أهمية قصوى. واعتبر أن مشاركة الوفد المغربي الذي ضم بالخصوص ممثلين عن غرف الصناعة والتجارة والخدمات ، والمركز المغربي لإنعاش الصادرات "مغرب تصدير" ، كانت مشاركة فعالة مكنت من تقديم لمحة عن الاقتصاد المغربي وما يوفره من فرص. من جانبه اعتبر حسن بركاني رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالدار البيضاء الكبرى ، في تصريح مماثل ، أن حضور الوفد المغربي كان وازنا في هذه الدورة التي تميزت بمشاركة ممثلين عن شركات كبرى ومتوسطة التي تعتبر الهدف الاساسي للغرف المغربية. وأعرب بركاني الذي يشغل أيضا النائب الأول لجامعة الغرف المغربية، عن الأمل في إقامة شراكات مع الألمان في التجارة والصناعة وفي مجال الخدمات، دون تفويت فرص المشاركة باستمرار في هذا المنتدى الهام الذي تعتبر الجامعة عضوا فيه. أما عبد العزيز عثمان المخلافي الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية ، فاعتبر أن الملتقى اصبحا منبرا رئيسيا للعلاقات الاقتصادية العربية الألمانية يجمع قادة الأعمال والخبراء في الاقتصاد وأيضا السياسيين من الجانبين . وأكد أن مفهوم العلاقات العربية الالمانية والتبادل التجاري يجب ألا ينظر إليه من جانب واحد بل من عدة جوانب ، لأن ألمانيا ، وفق المخلافي ، بلد متطور تكنلوجيا وتحظى بنظام تعليمي جيد ولديها عدة معاهد للأبحاث يمكن أن يستفيد منها العالم العربي بشكل كبير. وأضاف أن الصناعة القوية لألمانيا لها أسس أهمها التعليم والتدريب المهني لذلك تصب مقترحاته لرجال الأعمال العرب دائما في اتجاه الاطلاع أكثر على الاقتصاد الألماني . وخلص إلى أن الملتقى ليس فقط فضاء لعقد شراكات وصفقات تجارية بل أيضا من أجل تقديم رؤى لمستقبل العلاقات بين العالم العربي وألمانيا معربا عن إيمانه القوي بهذه العلاقات لكن أيضا بقدرة العالم العربي التي تكمن في شبابه . جدير بالإشارة إلى أن المنتدى نظم برعاية وزير الاقتصاد والطاقة الإتحادي الألماني ، بتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ، والإتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلدان العربية ، واتحاد غرف الصناعة والتجارة الألمانية.