وافق المتمردون الشيعة في اليمن اليوم الجمعة على المشاركة في محادثات مع الحكومة في جنيف، في مبادرة اطلقتها الاممالمتحدة في محاولة لانهاء الحرب التي تعصف بهذا البلد. ورغم عدم تحديد موعد رسمي لهذه المحادثات، الا ان دبلوماسيين في نيويورك قالوا انها ستبدأ في 14 يونيو، مؤكدين ان هدفهم هو التوصل الى وقف لاطلاق النار، ووضع خطة لانسحاب المتمردين من المناطق التي سيطروا عليها، وزيادة المساعدات الانسانية. وقابل المتمردون الحوثيون خطوة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي التي وافقت من حيث المبدأ على محادثات السلام، بالايجاب. وقال عضو المكتب السياسي لحركة انصار الله الجناح السياسي للمتمردين ضيف الله الشامي لوكالة فرانس برس انهم "رحبوا بدعوة الاممالمتحدة للذهاب الى طاولة الحوار من دون شروط مسبقة". ويطالب الحوثيون بوقف ضربات التحالف الذي تقوده السعودية منذ 26 مارس لاعادة السلطة الى هادي، المنفي الى الرياض، ومنع المتمردين من السيطرة على البلاد. وقال الشامي ان الحوثيين "ليس لديهم اي شروط... ولا يقبلون باي شروط" وانه "اذا كان لاي طرف شروط فليضعها على طاولة الحوار". وكان الشامي يشير الى حكومة المنفى التي اشترطت مسبقا لاجراء المحادثات تنفيذ القرار 2216 الصادر عن مجلس الامن الدولي الداعي الى انسحاب الحوثيين من مساحات واسعة من الاراضي التي سيطروا عليها منذ يوليو 2014. وهذا الشرط ادى الى تأجيل المحادثات، التي كان مزمعا عقدها في جنيف في 28 مايو. وفي الرياض، حيث توجد حكومة المنفى مع الرئيس هادي، اكد وزير الاعلام اليمني بالوكالة عز الدين الاصبحي مشاركة حكومته في المحادثات. لكنه شدد على ان هذه الاجتماعات هي "للتشاور وللبحث في تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 2216". والاربعاء اعلن مبعوث الاممالمتحدة الى اليمن اسماعيل ولد شيخ احمد امام مجلس الامن ان الحكومة اليمنية ابدت استعدادها مبدئيا للمشاركة في المفاوضات، وانه ينتظر تأكيدا من الحوثيين لحضورهم الى جنيف. وقال مصدر حكومي لوكالة فرانس برس ان من المتوقع ان يجتمع هادي في الرياض اليوم مع وزرائه "لمناقشة تشكيل الوفد الى المحادثات". وبحسب المصدر، فان عبد الكريم الارياني احد رموز المؤتمر الشعبي العام "سيكون جزءا من الوفد الحكومي بصفته مستشارا سياسيا لهادي". والمؤتمر الشعبي العام هو حزب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي تقاتل الوحدات العسكرية الموالية له الى جانب المتمردين ضد قوات السلطة. وقال الشامي انه يتوقع "مشاركة كل المكونات السياسية التي كانت شاركت في الجولة السابقة من الحوار" في صنعاء، والتي توقفت مع بدء غارات التحالف. واضاف الشامي "لم نبلغ رسميا بالموعد المحدد للاجتماعات، وسمعنا من الاعلام عن 14 يونيو". يذكر ان الحوثيين المدعومين من ايران انطلقوا من معقلهم في صعدة شمال البلاد في يوليو 2014 ليسيطروا على مناطق واسعة في وسط الينم وغربه بينها العاصمة صنعاء في يناير، كما سيطروا على مناطق واسعة في طريقهم وتقدموا الى عدن جنوبا. وعدن هي المدينة التي لجأ اليها هادي قبل فراره الى السعودية لدى محاولة المتمردين الدخول الى عدن حيث تواصل القوات الموالية لهادي مقاومتهم، كما هو الحال في مناطق اخرى. وفي الجنوب، قالت مصادر طبية وعسكرية ان 21 شخصا بينهم عشرة من المقاتلين المؤيدين لهادي وتسعة من المتمردين قتلوا في المعارك التي بدات الخميس في الاحياء الواقعة في شمال عدن وغربها. وفي موازاة ذلك، شن طيران التحالف العربي غارات مكثفة في محافظتي الضالع وشبوة التي استهدفت كبرى مدنها عتق بعشر غارات، وحيث قتل الجنرال المتقاعد ناصر الطاهري في قصف للحوثين على منزله في بيحان، بحسب مصدر عسكري. ومع اطلاقها للعملية العسكرية ضد المتمردين، اكدت السعودية انها تسعى الى مواجهة النفوذ الاقليمي لايران، المتهمة بتسليح الحوثيين، رغم نفي طهران الدائم لذلك. وبحسب الاممالمتحدة، اسفر النزاع في اليمن عن مقتل ما يقارب الفي شخص في حين اضطر اكثر من 545 الف شخص على مغادرة منازلهم. كما عبرت المنظمة عن اسفها لتدهور الاوضاع المعيشية للسكان الذين يفتقرون الى كل شيء تقريبا. والجمعة، دعت المنظمة غير الحكومية "العمل ضد الجوع" التحالف العربي الى "رفع الحصار البحري والبري والجوي فورا"، عن اليمن حيث "المدنيون هم اول ضحاياه".