لم تجد مصالح المختصة من وسيلة لمطاردة الكلاب الضالة، التي ملأت شوارع وأحياء مرتيل مؤخرا، سوى الرصاص وسيلة ناجعة للقضاء عليها. فقد اهتز حي الواد المالح مؤخرا، لسماع ساكنته أصوات الرصاص يلعلع في أوقات مختلفة من الليل والنهار، معتقدين أن هناك مواجهة بالأسلحة النارية بين عصابات، قد تجعلهم مستهدفين بتلك الطلقات التي لا ترحم، قبل أن يتبين لهم لاحقا أن الأمر يتعلق بمحاربة الكلاب الضالة. فرغم أن العملية تمت في سرية وتحاول بعض المصادر المقربة أن تنفيها، فقد أكد بعض الشهود أنها تمت فعلا، وأنه تم استدعاء بعض القناصة للمشاركة في هاته العملية، والذين يتقنون مطاردة الخنزير البري وبعض الحيوانات في الغابات، حيث سهل عليهم إصابة الكلاب واحدا بعد الآخر، تماما لو كان تدريبا للصيد بالمجان. العملية التي استهجنها البعض واستنكرها البعض الآخر، رأى فيها الكثيرون أنها جيدة وإيجابية، وأنه لابد من القضاء على الكلاب الضالة، التي أصبحت تغزو المدينة وتشكل خطرا كبيرا على المواطنين وأبنائهم، سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر من خلال الأمراض التي تنقلها نتيجة بولها وتجولها بتلك الشوارع، وملامسة بعض الأعشاب والخضر المزروعة والأشجار. إلا أن هناك من رأى أن الطريقة التي تمت بها غير مقبولة، واعتبر إطلاق الرصاص على الكلاب عمل غير إنساني، أو على الأقل أن يتم إخبار المواطنين حتى لا يصابوا بالخوف والهلع. ومن جانب آخر اعتبر أحد المختصين، أن أنجع وسيلة وأحسنها للقضاء على الكلاب المشردة، وكذلك الخنزير البري عندما يتزايد، هو الرصاص، لكونه وسيلة قتل تعتبر "إنسانية" لكونها تضربه في مقتل، ولا يتألم كثيرا، عكس استعمال السم أو الحبل، الذي يتألم الكلب بسببه كثيرا وهو الذي يمكن اعتباره غير إنساني. كما قال المصدر أنه لا يمكن الإبقاء على تلك الكلاب حرة دون تدخل، وهو ما يطلبه جل المواطنين. وقدرت السلطات المحلية عدد الكلاب الضالة التي تتجول بمرتيل وحدها، بأكثر من 300 كلب غالبيتهم يأتون من الضواحي، ويحلون بالمدينة في أوقات مختلفة، خاصة عندما يجوعون ويلجؤون لبعض أوعية القمامة في بعض الأسواق من أجل الأكل، مما يتسبب في مشاكل مع المواطنين، الذين ذهب عدد كبير منهم ضحية عضات الكلاب الضالة، بينهم الكبار والصغار، وقد أصيب عدد منهم بداء السعار الذي يصعب علاجه.