AHDATH.INFO – خاص انطلق البرنامج المكثف لزيارة محمد السادس إلى جمهورية ساحل العاج، والذي يستهل باجتماع بين قائدي البلدين، لتكون هذه الزيارة الثالثة مثار اهتمام خاص، كشفت عن بعد إنساني متفرد، وعكس الاهتمام الشعبي والرسمي بها عن فرادة، ألهمت مشاعر الإيفواريين في البحث عن أسرارها، باعتبارها نموذجا خاصا لرئيس دولة جمع بين التقدير الرسمي والشعبي. خبايا علاقة نموذجية «كنت أعرف هذا الملك حين كان صغيرا يأتي رفقة والده الحسن الثاني رحمه الله، أحببته منذ ذاك الوقت ولم يخب ظني، الكلام لمواطنة من أبيدجان، تسرد سحر العلاقة الخاصة التي تجمع محمد السادس بساكنة هذا البلد، فهو في نظر هذه المواطنة نموذج رئيس الدولة الذي نفذ إلي عمق العادات والنفس الشعبي، ليتجاوز رسميات المنصب». الاهتمام بهذه العلاقة النوعية للملك مع هذا البلد فرضتها ثلاث زيارات في ظرف سنتين فقط، حيث زار هذا البلد الإفريقي في مارس 2013، وبعد أقل من سنة عاد إلى زيارته في فبراير 2014، ثم بعد سنة وبضعة أشهر، جدد محمد السادس زيارته للكوت ديفوار، وفي كل مناسبة يقدم صورة موسومة بالقرب والود اتجاه هذا الشعب، وسواء تعلق الأمر بخرجاته لشوارع البلاد، وتسوقه من متاجرها، والأكل من طعامها، فهو يترجم هذا القرب، عبر تدشين مشاريع للتنمية تستهدف مناطق الهشاشة وسكان الهوامش. أسرار هذه العلاقة النوعية كشف جزء منها السفير المغربي في الكوت ديفوار، مصطفى جباري، في حوار أجراه معه موقع «أنفو دروم»، السفير ركز في مداخلته على العلاقة الخاصة التي تربط محمد السادس بالحسن وتارا، يقول جباري، في المقابلة الصحفية ذاتها، «إن الرئيس الإيفواري شخصية حكيمة جدا، وهو نموذج يمكن الاقتداء به في إفريقيا، كما أنه منح الكثير لبلده»، مضيفا أن «الملك محمد السادس فهم جيدا توجه الرئيس واتارا، وبأنه شخص يحب بلده وشعبه، وبأنه يجتهد لصالح دولته. لهذه الأسباب، يستطرد جباري، «ارتبط الملك محمد السادس بالرئيس واتارا، وانخرط في سياسته التي وجهها نحو أبناء بلده، ودعمها بمد يد العون له، ومساعدته على تطبيق برنامجه الإصلاحي»، واعتبر جباري أن هذه العلاقة هي امتداد لعلاقات المغرب والكوت ديفوار إبان عهدي الملك الراحل، الحسن الثاني، والزعيم الإيفواري الراحل، هافويت بوانيي، والتي وصفها بكونها كانت علاقة خاصة وودية جدا، مضيفا أن هذه العلاقات استمرت في عهد الملك محمد السادس، والتعاون شمل جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وزير الدولة وزير الداخلية والأمن بجمهورية الكوت ديفوار كشف جزء من أسرار هذه العلاقة الخاصة للملك اتجاه شعب الكوت ديفوار وهو القائل «من منظور إنساني، نحن ممتنون كثيرا لتنقل ملك كصاحب الجلالة الملك محمد السادس لبلدنا بهدف الالتقاء مع ساكنته، فجلالة الملك يتذوق أطباقنا ويحس وكأنه ببلده». وخلص إلى القول إن «ذاكرتنا الوطنية لن تنسى أبدا بأن جلالة الملك قرر تمديد زيارته الأخيرة في 2014 للالتقاء بالرئيس وتارا الذي كان يقضي فترة نقاهة في الخارج. فليست هناك دلالة على الأخوة والصداقة بالنسبة لبلد ومسؤوليه أكثر من هذه المبادرات». برنامج زيارة مكثفة لتعميق الخصوصية استهل جلالة الملك زيارته لساحل العاج، بعد الاستقبال الشعبي الحار، بلقاء رسمي مع الرئيس الإيفواري، الحسن وتارا، في قصر رئاسة الجمهورية، والذي شهد توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، حضرها وزراء من الحكومتين في قطاعات مختلفة، وحسب منابر إعلامية إيفوارية، كشفت تفاصيل الزيارة التي ستمتد إلى يوم الأربعاء، فستعرف الزيارة عدة تدشينات وزيارات. غدا الثلاثاء، سيقوم الملك محمد السادس بتدشين مركب التكوين في مركز مهني يقع غرب أبيدجان، وذلك على الساعة الثالثة بعد الزوال، ثم بعدها في حدود الساعة الرابعة والنصف، سيزور مشروع حفظ وتثمين خليج كوكودي، ومشروع حفظ خليج كودوكي يحظى بمساهمة مغربية فعالة، حيث تتكلف به شركة «مارشيكاميد» المغربية، فضلا عن انخراط مجموعة «التجاري وفا بنك» ماليا لمواكبة هذا المشروع، والذي كان حاضرا ضمن مذكرة تفاهم وقعت أمام زعيمي البلدين، خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الإيفواري لمراكش. هذا المشروع الذي يتسم بأهمية بيئية واقتصادية كبرى، وتحويل مدينة أبيدجان إلى وجهة سياحية وإيكولوجية حقيقية، وذلك بالاستناد إلى التجربة التي راكمها المغرب في مجال جودة المياه في بحيرة مرشيكا وأبي رقراق، سيمنح ساحل العاج تجربة متميزة في تطوير المجال السياحي الذي يستفيد من نعمة الاستقرار التي عادت لهذا البلد بعد سنوات من الحديد والنار. يوم الأربعاء، وفق المنابر الإعلامية ذاتها بالكوت ديفوار، ستعرف زيارة الملك محمد السادس لمدينة Grand-Lahou، الواقعة في جنوب البلاد، والتي تضم زهاء 12 ألف نسمة، الإعلان عن تدشين قرية جديدة للصيد البحري، ترمي إلى إعادة هيكلة قطاع الصيد التقليدي بالمنطقة، وهو المشروع الذي سبق لجلالة الملك أن أعطى، في فبراير 2014، انطلاقة أشغال إنجازه بكلفة قدرها 18 مليون درهم، تضم باحة لعرض الأسماك، ومصنعا للثلج، وغرفة مبردة، وفضاء لتدخين السمك، وآخر للتخزين والصيانة، وقاعة متعددة الاختصاصات.
عبد الكبير اخشيشن شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)