زوريخ (سويسرا), 28-5-2015 (أ ف ب) - بعد الانفجار القضائي الذي هز الاتحاد الدولي لكرة القدم الاربعاء, يتوقع ان يكون اليوم الخميس ساخنا في زيوريخ حيث يعقد اجتماع للاتحاد الاوروبي للعبة الذي يعارض اقامة مؤتمر الفيفا وانتخاباته الرئاسية, وسيلقي فيه الرئيس جوزيف بلاتر المرشح لولاية خامسة خطابا منتظرا جدا مساء. يكرر رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني منذ عام ان الفيفا "بحاجة الى "هواء نقي" متهما بلاتر بالتمسك بالسلطة "خوفا من الفراغ". ودفع الاجراءان القانونيان المدويان اللذان ضربا الفيفا امس الاربعاء بسبب الفساد على مستوى عال, الاتحاد الاوروبي للعبة الى اخراج اسلحته الثقيلة. فمن وارسو حيث كان كبار مسؤولي الاتحاد الاوروبي يحضرون المباراة النهائية لمسابقة يوروبا ليغ, طلب رواد اللعبة في القارة العجوز تأجيل مؤتمر الفيفا وانتخاباته الرئاسية. ومن المبكر جدا معرفة ما سيؤول اليه هذا الطلب. قبل اربعة اعوام وخلال الانتخابات الرئاسية الاخيرة وحده الاتحاد الانكليزي عارض التصويت. لكن المؤتمرين وافقوا على التصويت صباح انعقاد الكونغرس مستبعدين طلب الاتحاد الانكليزي. أمس الاربعاء, طلب رئيس الاتحاد الانكليزي غريغ دايك من سيب بلاتر التنحي عن منصبه. وقال "ليس من الممكن استعادة الثقة داخل الفيفا في حال بقاء بلاتر على رأسها". وسيكون الخميس يوما جديدا مميزا في زيوريخ. الاتحاد الاوروبي سيعقد اجتماعه التقليدي قبل الكونغرس على غرار ما تقوم به عادة معظم الاتحادات القارية المنضوية تحت لواء الفيفا, لكنها ستكون بالتأكيد خاصة هذا العام كونها ستعقد على وقع فضيحة مدوية. كما درج التقليد على ان يلقي بلاتر رسالته على الاتحادات في هذا الاطار. السويسري صاحب ال79 ربيعا قد يتخلى عن هذا التقليد على الارجح. وكان رئيس الفيفا منذ عام 1998 قد استغنى عن الحديث امام اتحادات اوقيانيا وافريقيا واميركا اللاتينية بالامس لان اليوم لم يكن ملائما بعد التسونامي الاعلامي لمداهمات الشرطة لأحد الفنادق الفاخرة التي يرتادها المسؤولون عن الفيفا ولمقر الهيئة الدولية, في إجراءين قضائيين منفصلين. في العام الماضي في ساو باولو, عندما قام بلاتر بزيارة الاتحاد الاوروبي, تم استقباله ببرودة. رئيس الاتحاد الهولندي مايكل فان براغ أخذ الكلمة ليقول له أن فكرة ترشحه لولاية جديدة هي فكرة سيئة وحمله مسؤولية "الصورة السيئة" للفيفا. وتقدم فان براغ بترشيحه هذا العام ضد بلاتر, قبل ان يسحبه الاسبوع الماضي على غرار اللاعب الدولي البرتغالي السابق لويس فيغو, وليعلن دعمه للمنافس الوحيد لبلاتر: الأمير علي بن الحسين, أحد نواب رئيس الفيفا. ويحظى الامير الاردني بالدعم المطلق لبلاتيني. كما درج التقليد عشية كل مؤتمر للفيفا, والمقرر هذه المرة غدا الجمعة, سواء كان انتخابيا ام لا, ان يقوم رئيس الفيفا بالقاء خطاب قصير مساء قبل ان يعطي انطلاق حفلي الافتتاح وعشاء فاخر. وبما ان المؤتمر سيعقد في موعده حتى الان, هل سيلمح "سيب" الى الوضع الحالي? وهل سيستخدم الاستعارات التي استعملها خلال الانتخابات الرئاسية الاخيرة, في زيوريخ ايضا? وقتها قارن السويسري نفسه ب"القبطان الذي لا يمكنه ترك السفينة في بحر هائج". هل ستكون اعادة انتخابه هذه المرة مبنية على وعد بتنظيف كبير للهيئة الدولية ? الكلمة الاخيرة استخدمها مدير الاتصال في الفيفا والتر دي غريغوريو, خلال تعليقه على الوضع عندما صدرت الإجراءات القانونية المختلفة الأربعاء. وقال المتحدث باسم الاتحاد الدولي: "الرئيس بلاتر والفيفا بإمكانهما التنظيف (تنظيف الفساد) الى حدود معينة, لكن بعد ذلك نحن بحاجة الى مساعدة من العدالة". واضاف "لن تصدقونني, ولكن كل ما يحدث هو جيد للفيفا, ليس من اجل صورته, وليس من اجل سمعته, بل من اجل تسليط الضوء" على الفساد. لكن الفيفا لن يرغب دون شك ان يعيش يوما مماثلا.