وهاهو فيلم نبيل عيوش الجديد يمنحنا فرصة الالتقاء ب34 مليون وثمانمائة ألف ناقد سينمائي، إذا صدقنا طبعا أرقام مندوبية التخطيط، ولم نشكك فيها مثلما فعلها العديدون بخصوص رقم سكان المغرب الحاليين. صديقنا نبيل الموهوب في عديد الأمور، امتلك اليوم موهبة أخرى هي أنه حول شعبا بأكمله، ضمنه أناس لم يذهبوا إلى السينما، ولو يوما واحدا في حياتهم، إلى نقاد سينمائيين. خطته في ذلك ؟ «ساهلة ماهلة» مثلما يقول المغاربة في دارجتهم الرائعة: إطلاق لقطتين، لقطتان فقط لاغير في الأنترنيت، عبر المشكور دوما وأبدا اليوتوب جازاه الله عنا جميعا بألف خير، والجلوس القرفصاء على رؤوس الخلق وانتظار ردود الفعل. طبعا لم تتأخر الحكاية إطلاقا، وانتقلنا في ظرف ثلاث ثوان من لحظة المطالبة بمنع الفيلم، وعرضه في القاعات إلى لحظة المطالبة بإعدام نبيل وأبيه نور الدين وأخيه هشام و«أخته» - رغم أنها ليست أخته ولكن لا يهم مع المتحدثة الجدد - آمال لأنهم يحملون لقب عيوش في كنياتهم. البعض طالب بالسجن مدى الحياة، والبعض طالب بالقصاص الذي فيه حياة، والبعض الثالث يبحث عن لبنى أبيضار لكي يريها «ثمانيتون شحال كتسوا»، وبعض آخر لا زال يبحث في الأنترنيت إلى حدود كتابة هاته الأسطر، عن الطريقة التي سيتمكن بها من تحميل الفيلم كاملا للاستمتاع به وبلقطاته المليئة ألفاظا عارية إلى الختام. أعترف أنني أعرف نبيل عيوش منذ «مكتوب» ومنذ «علي زاوا» ومنذ «للا فاطمة»، وأنني أعرف عنه عديد المواهب، لكن موهبة تحويل شعب بأكمله إلى نقاد سينمائيين في ظرف لقطتين من السينما. هذه لم تكن تخطر لي على بال. لذلك سأزداد إعجابا بهذا الفتى: لديه قدرة إثارة الغيظ لدى البلداء والأغبياء، ولديه القدرة على طرح الأسلة المستفزة، ولديه قدرة العثور على المال اللازم، لتمويل حربه هاته ضد الغباء ومن أجل أن يقول كلمته ويمضي ماذا يريد الشعب أكثر من هذا؟ حقيقة لا شيء. سأعتبر كل ماقرأته إلى حدود الآن عن الفيلم (باسثتناء مقال «صحيبي» بلال مرميد و«صحيبي» جمال الخنوسي وهما معا عارفان بالمجال) مجرد ملحوظات لاعلاقة لها بماسبق وسأنتظر رؤية العمل ولكل حادث حديث، و«اللي ماعجبو حال...ينطاحر» مثلما قالت بمراكشيتها الباذخة لبنى أبيضار... ملحوظة لها بعض العلاقة بما سبق بناء على نصائح من أساتذة محامين، ولو أنني لم أكن أنويها، قررت رفع دعوى قضائية ضد الذي اتهمني بأنني حولت الجريدة إلى «منشور لجهات أخرى» مع ربط الجهات الأخرى باسم مسؤول سام معين حديث في مكانه. ليذهب الرجل إلى القضاء وليقل عن أي جهات بالتحديد يتحدث. «سير عالله». المختار لغزيوي