خلال السنوات الأخيرة، بدأت عدة مقاولات خاصة مغربية تكرس بعد تبادل التجارب وتقاسم الخبرات في الميادين التي تستعمل التكنولوجيا الصناعية، كواحد من بين أهم الركائز في بنية العلاقة الاستراتيجية للمغرب مع القارة الإفريقية. وفي هذا الإطار، وزيادة على التعاون الثنائي، تشكل أبعاد الشراكة المتعددة الأطراف بين المجموعات الاستثمارية الخاصة، أداة مبتكرة وسبيلا ناجعا لتحويل التجربة والمهارة المغربيتين لصالح تنمية العديد من بلدان القارة السمراء. النموذج الجديد في هذا السياق، توقيع مجموعة "شيل ماروك"، الرائدة في القطاع الكهربائي والإلكتروني المغربي، ومجموعة "أ ب ب"، الرائدة العالمية في الطاقة الكهربائية، مؤخرا، اتفاقية شراكة نوعية تجعل من "شيل ماروك" أحد الشركاء الأوائل ل "أ ب ب" على مستوى إفريقيا. ويأتي إبرام هذه الشراكة، التي تدشن صفحة جديدة في سجل العلاقات القائمة بين المجموعتين، ليدعم علاقة مهنية استراتيجية عمرها 15 سنة والتي قادت "شيل ماروك"، صحبة "أ ب ب"، إلى تطوير وتوسيع حصصها في السوق المغربية، لاسيما في مجال أوراش البنيات الأساسية المتعددة ذات الصلة بهندسة القدرة الكهربائية والإلكترونية. وذكر بلاغ مشترك صادر عن المجموعتين بهذه المناسبة، أن هذه الاتفاقية تندرج "ضمن الإستراتيجية المشتركة الرامية إلى بناء سلسلة للقيمة المضافة تعتمد على تكاملهما، وأيضا للاستجابة لحاجيات البنيات الأساسية في المغرب وإفريقيا، وهي القارة التي تتمتع بالقدرة على إنتاج نمو عال جدا". وأضاف البلاغ أنه (بصفتها أحد الشركاء الأوائل ل "أ ب ب" في إفريقيا "شريك كولد"، فإن "شيل ماروك" التي تتوفر على خبرة مثبتة وسمعة صناعية معترف بها، ليس في المغرب فحسب، بل أيضا على الصعيد الدولي ولاسيما في إفريقيا، يمكنها أن تقدم حزمة تنافسية جدا من المنتجات والحلول لزبائنها الشركاء). وقد حضر توقيع هذا العقد، من جانب "أ ب ب"، ناجي جريجيري، مدير منطقة أوروبا والشرق الاوسط وإفريقيا، وخالد طوربي، المدير العام للمغرب وتونس، وموريزيو ضاضيو، مدير قسم. ومن جانب "شيل ماروك"، حضر صلاح الدين القدميري، الرئيس/المدير العام، ومحمد عزيز، المدير العام، وعبد الواحد رفقي، مدير قطب التوزيع. وتنشط مجموعة "شيل ماروك" في صناعة وتوزيع المنتجات الكهربائية والإلكترونية، وكذلك في مجال الهندسة الصناعية والطاقات المتجددة. وهي تشغل حاليا 700 مستخدم (خبراء، مهندسون، تقنيون، أطر إدارية...) في فروعها الستة، وقد بلغ رقم معاملاتها برسم سنة 2014 سقف 700 مليون درهم. ومن الواضح أن الشراكة التي نسجتها "شيل ماروك" مع "أ ب ب"، تنخرط في سياق دينامية الدبلوماسية الاقتصادية المغربية التي جعلت من الرفع من التعاون مع الدول الإفريقية ليصل إلى مستوى شراكة حقيقية فاعلة وتضامنية، هدفا استراتيجيا. وفي هذا الإطار جاءت الزيارات الملكية المتعددة لجلالة الملك محمد السادس منذ توليه العرش عام 1999، إلى عدة بلدان إفريقية، لتعطي زخما جديدا للعلاقات الحيوية مع هذه الدول، ودفعة قوية للتعاون (جنوب-جنوب) الذي يكرسه المغرب مع فضاءه الإفريقي من خلال تنفيذ مشاريع تنموية هيكلية لها تأثير مباشر على التنمية البشرية. وقد أثمرت هذه الزيارات الملكية جملة من اتفاقيات التعاون في مجالات التنمية الاقتصادية والتقنية والاجتماعية... إن النظرة الاستراتيجية للمغرب تعطي أهمية متزايدة للمجال الاقتصادي والاستثماري في إطار تعاونه مع البلدان الإفريقية، وفي هذا الإطار ينخرط القطاع الخاص، بصفة متنامية، من أجل تعزيز التبادل التجاري والرفع من تدفق الاستثمارات المغربية في المجال القاري. وهذه المرة يبرز نموذج مجموعة "شيل ماروك" المغربية من خلال شراكتها مع "أ ب ب" المصنفة ضمن الشركات الرائدة في مجالها عالميا، وهي حاليا على قائمة (فوربس) لأكبر الشركات في العالم.